رغم أن حاويات الشحن شكلت لفترة طويلة دعامة أساسية قوية للتجارة البحرية العالمية، إلا أن هذه الصناديق المعدنية المتينة باتت توفر خيارا منخفض التكاليف للباحثين عن مساكن في مدينة برايتون على الساحل الجنوبي البريطاني.
وخصصت شركة quot;برايتون هاوسينغ تراستquot; (بي أش تي) وشركة التطوير العقاري quot;كيدquot; في أوائل كانون الأول/ديسمبر الماضي 36 حاوية للشحن، تم تحديثها بالمطابخ والحمامات وجدران الجص المعزولة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة quot;بي أش تيquot; أندي وينتر إنه تم تشييد الوحدات السكنية على الأراضي الاحتياطية في المدينة، إذ من المقرر أن يتم استخدامها لإيواء المشردين المحليين، والذين يتزايد عددهم بشكل مطرد في السنوات الأخيرة.
وأضاف وينتر لشبكة CNN: quot;لدينا نقص مزمن في توفر المساكن بأسعار معقولة في برايتون،quot; مشيراً إلى أنه في البداية كان quot;متشككا جدا بسبب اضطرار بعض الأشخاص للسكن في صناديق معدنية،quot; ولكن الحاويات تحولت إلى quot;مساكن بجودة عالية.quot;
وأوضح وينتر أن quot;المساكن المؤقتة مثل هذه يمكن أن تحدث فرقا في المدى القصير.quot;
ورغم أن أن مفهوم تحويل حاويات الشحن إلى وحدات سكنية مجرب من قبل، في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث تعتبر أماكن سكن مؤقتة للطلاب، وفي العاصمة البريطانية لندن، حيث توفر الوحدات السكنية بالقرب من نهر quot;التايمزquot;، إلا أن وينتر يعتقد أن الفكرة، أو التكرار المماثل لهذا المفهوم، يمكن أن يقدم حلا في الوقت المناسب لتحديات الإسكان في المناطق الحضرية في جميع أنحاء العالم.
أما نقص العرض، وقلة الأراضي المتوفرة، فضلا عن قوانين التخطيط الصارمة، فأدت جميعها إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والعقارات في عدة مدن كبرى في السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، ارتفعت أسعار المنازل في لندن بنسبة عشرة في المائة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفقا لخبراء الملكية quot;رايت موف.quot;
ويعتقد وينتر أن المساكن الصغيرة، توفر حلاً سريعاً وفعالا من حيث الكلفة لمواجهة المخاوف المتزايدة.
وقد برزت تصاميم مختلفة ومفاهيم مبتكرة لنماذج المنازل الصغيرة في ألمانيا، والسويد، والولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. ويأتي بعضها على شكل هياكل مصغرة مستقلة، فيما تتكون أخرى من مبان سكنية بكاملها.
من جهته، اعتبر رئيس شركة quot;نومادquot; الكندية إيان كينت، أن مفهوم المنازل الصغيرة يحل المشاكل المتزايدة للسكن. ويذكر أن quot;نومادquot; كانت قد صممت quot;منزلا صغيراquot; يبلغ طوله وعرضه عشرة أقدام، و يمكن شراؤه بكلفة تقل عن 25 ألف دولار، وشحنه إلى أي مكان في العالم.
وأوضح كينت أن quot;المدن في جميع أنحاء العالم تسمح لنا بمعرفة حاجتها لتنفيذ تلك المساكن، ما يشكل حلاً رائعاً.quot; وأكد كينت أن المفهوم يمكن تنفيذه في المدن السريعة النمو في الدول النامية، عبر توفير المساكن في حالات الطوارئ، وذلك عقب الكوارث الطبيعية.