رغم ارتفاع أسعارها، فإن للمنتجات العضوية حضورًا لافتًا على أرفف الأسواق التجارية الكبرى في السعودية، يقابلها طلب ملموس من المستهلكين، رغم أن أثمانها تزيد على مثيلاتها العادية والتجارية بنسبة 45 %، وذلك لأنها مزروعة بالطريقة العضوية، الخالية من الكيميائيات الضارة.


حسن حاميدوي من الرياض: يعتبر معظم مستهلكي "الأورغانيك" أو المنتجات العضوية، أن أمان الغذاء أمر بالغ الأهمية، نظرًا إلى التأثيرات السلبية التي تسبّبها المواد الكيميائية على الصحة، معتبرين أن الفارق السعري هو فاتورة الوقاية من الأمراض، لذا فهم يهتمّون بشراء تلك المنتجات، ولكنّهم يشكون من ارتفاع أسعارها، لا سيما إن كانت للاستخدام الأسري، وليس الشخصي.

أساليب بديلة
تتميز الزراعة العضوية عن التقليدية بأنها خالية من المتبقيات الكيميائية، بحسب عزيز خان، عضو الجمعية السعودية للزراعة العضوية، الذي أشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الأسمدة المعدنية والمبيدات المستخدمة في الزراعة التقليدية تتسبب في ترك آثار كيميائية في الثمار والخضر، وما يزيد من المشكلة أن البعض يعتقدون أن تلك الأسمدة تساهم في زيادة الإنتاج.

بينما تعتمد الزراعة العضوية على أسمدة خاصة بها، يتم تصنيعها من مخلفات نباتية وحيوانية، مثل قش الأرز. ويوضح خان أن الأسمدة العضوية تساعد على خصوبة التربة، في الوقت الذي تتسبب الأسمدة المعدنية في إنهاكها، كما تستعين الزراعة العضوية بأساليب بديلة من المبيدات، فهي تعتمد على حشرات مفيدة، تتم تربيتها في المعامل لمقاومة الحشرات الضارة.

وبحسب إحصائيات إدارة الزراعة العضوية في وزارة الزراعة، فإن السعودية تشهد نموًا في هذه الزراعة، حيث يبلغ إجمالي مساحات الزراعة العضوية فيها قرابة 33709 هكتارات، تنتج محاصيل مختلفة من خضر وفاكهة وأعلاف ونباتات عطرية وطبية، فضلًا عن الإنتاج الحيواني العضوي، والذي بلغ 3575 رأسًا، ومزارع بلغ مجموعها& 100 مزرعة موزعة في أنحاء البلاد.

أمان من الأمراض
وفيما تعتبر المنتجات المزروعة بالطريقة "التقليدية" آمنة صحيًا، إذا ما تم استخدام الأسمدة بالمعايير العلمية، يعتبر الدكتور محمود السعوي أن للمتبقيات الكيميائية في منتجات الزراعة التقليدية آثارًا سلبية على الصحة على المدى الطويل، مشيرًا في حديثه لـ "إيلاف" إلى أنه من& الممكن أن يتسبب التراكم الطويل لهذه المتبقيات في أمراض عدة كأمراض الكلى والكبد والتلبك المعوي والإسهال.

لا تقتصر الآثار الضارة للزراعة التقليدية على مستهلكيها، ولكنها تمتد إلى البيئة. فبحسب السعوي تترسب كيميائيات الزراعة التقليدية في مياه الأنهار والمياه الجوفية التي تستخدم في الشرب، إضافة إلى أن الحشرات المقتولة بالمبيدات تتغذى عليها بعض الطيور، وبالتالي تنتقل سموم المبيدات إليها وإلى باقي الكائنات التي تتغذى على هذه الطيور.

انتشار رغم العوائق
ورغم كل مميزات الزراعة العضوية، تبقى أسعارها المرتفعة حائلًا دون انتشارها بشكل كبير بين المستهلكين، حيث يوضح عزيز خان أن إجراءات التسميد ومكافحة الآفات في الزراعة تتطلب الكثير من الأعمال اليدوية، الأمر الذي يرفع من التكلفة، علاوة على أن هذا النوع من الزراعة يطبق أساليب لمراقبة المحاصيل لوقايتها من الأمراض، وهو ما يزيد من تكلفة العمالة.
&
كما شدد عزيز على حاجة السعودية والمنطقة إلى مزيد من التفعيل، في سبيل إيضاح الفوائد الصحية من تناول واستخدام المنتجات العضوية، مشيرًا إلى أن دخول المزيد من رجال الأعمال في الاستثمار بالزراعة العضوية، من شأنه أن يخلق سوقًا تنافسية، تسهم في تقديم تلك المنتجات بأسعار تنافسية، على الرغم من قربها من المستهلكين في الوقت الراهن قياسًا الى زيادة كانت تصل إلى 100 % في السنوات السابقة.


&


&

&