وفق حرب اقتصادية quot;المياه مقابل النفطquot; تواصل تركيا بناء سد أليسو على منابع نهر دجلة العراقي دون الاكتراث لمطالب المنظمات المدنية المحلية والدولية مع تهديدات عراقية لمقاضاة الأتراك لوقف بناء السد الذي سيُفقد العراقيين إرثهم وحياة أرضهم.
ويُحشد ناشطون عراقيون في المجتمع المدني، إلى إنقاذ نهر دجلة والأهوار العراقية من السد التركي، باللجوء إلى المحاكم الدولية، موجهين رسالة إلى مجموعة quot;اندرتزquot; الشركة النمساوية للتأثير على عملية بناء السد.
وبعد إحياء يوم حماية الأنهار في العالم الذي صادف 14 من الشهر الجاري، وبتنظيم من نادية البغدادي، الناشطة المدنية، وزعت منشورات تدعو إلى حماية نهر دجلة والأهوار العراقية.
وأعلنت البغدادي، عن عقد مؤتمر يوم السبت المقبل، لدعم حملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية، وسط العاصمة، بالتعاون مع مجلس محافظة بغداد، تكليلاً لجهود مستمرة بالتعاون مع إيران وسوريا، انطلقت قبل نحو عامين وصل صداها إلى اليونسكو والمنظمات الدولية، يضاف لها قائمة تواقيع مليونية لإدراج نهر دجلة ضمن التراث العالمي.
وتحت شعار (حماية دجلة واجبك وواجبي) يسعى المؤتمر للخروج بتوصيات، تُوجه نحو الجهات المعنية في العراق للضغط على تركيا والعالم، لوقف بناء السد وإزالته.
من جهتها كشفت زينب ثابت الطائي، عضو لجنة الزراعة والمياه البرلمانية، في حديث لـquot;أنباء موسكوquot;، عن مطالبات عديدة تقدم العراق بها من قبل الحكومة والبرلمان، لوقف بناء سد أليسو التركي، دون التوصل إلى ردع يوقف تركيا عن قطع المياه من جهتها.
ونقلت الطائي مقطعا من حديث جرى بينها وبين نائب في البرلمان التركي، يقول فيه الأخير إن تركيا تبني السد كسلاح اقتصادي ضد العراق، وفق قول النائب quot;أنتم لديكم النفط ونحن لدينا الماءquot;.
وطالبت الطائي، وهي نائبة عن كتلة الأحرار، بوقفة دولية وتحشيد لوقف بناء السد، قبل أن تستحوذ تركيا على منبع النهر وتحرم العراق وسوريا من مياهه، لاسيما وأنه لايمكن تنظيم الأمر نظراً لعدم وجود اتفاقية مبرمة بين الحكومتين العراقية والتركية بهذا الشأن.
وتوجت حملة أهل العراق لإنقاذ نهر دجلة والأهوار العراقية، بطلب إلى أعضاء لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو لتقييم الأثار المترتبة على بناء سد اليسو والقائم على مناطق التراث العالمي من منطقة بلد ما بين النهرين، لاسيما وأن السد سيؤدي إلى انخفاض كبير في مناسيب وكميات المياه الواردة إلى العراق تترتب إثره كوارث تضر المجتمع، والبيئة، والإرث الثقافي العراقي.
ويتوقع الخبراء انخفاضا حادا بحصة العراق من مياه نهر دجلة بنسبة 11 مليار متر مكعب، بسبب بناء سد اليسو من قبل الحكومة التركية، مما قد يتسبب بجفاف الأهوار ومساحات كبيرة من الأراضي الزراعية العراقية.