اثينا: رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة في أثينا بالنهج الذي تتبعه حكومة الكسيس تسيبراس في الإصلاحات الاقتصادية، معلنا في الوقت نفسه مساعدة بقيمة 24 مليون دولار لدعم المفوضية العليا حيال أزمة اللاجئين.
وأمضى كيري يومه في اثينا، في اطار جولة قادته ايضا الى قبرص وصربيا وكوسوفو.
وخلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، قال كيري "أود بداية أن أشكركم على الشراكة الممتازة (بين بلدينا) حيال عدد من القضايا الامنية"، مشيدا بـ"العمل المشترك والوثيق" في هذا المجال.
وأضاف "أقدر جهودكم المبذولة في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، وهذا ليس سهلا"، مشيرا الى ان على اليونان "مواجهة تحدي الهجرة" المتمثل بمئات الاف الاشخاص الذين يعبرون اراضيها للوصول الى شمال اوروبا.
وتسلمت حكومة تسيبراس السلطة في كانون الثاني/يناير أملا بوضع حد لبرامج المساعدة الاوروبية للبلاد التي تلزمها القيام بإصلاحات صعبة، لكنها توصلت في نهاية المطاف في تموز/يوليو الى اتفاق جديد مع دائني اليونان (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي) بقيمة 86 مليار يورو، ما اثار استياء المواطنين.
وفي وقت لاحق، اكد كيري مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس أن الولايات المتحدة "كانت فخورة بدعم اليونان في موضوع النهوض الاقتصادي، الذي تطلب خيارات سياسية قاسية وتضحيات صعبة من الجانب اليوناني".
وأضاف "ما زال هناك عمل ينبغي القيام به خلال الأشهر المقبلة، لكنني واثق بأن قادة اليونان سيواصلون تنفيذ الإصلاحات الضرورية (...)، وهو جهد يمكنكم خلاله الاعتماد على الدعم القوي للولايات المتحدة".
واضطرت اليونان، التي تواجه وضعا اقتصاديا صعيا، الى التعامل مع ازمة المهاجرين، اذ وصل اكثر من 700 الف مهاجر الى شواطئها منذ بداية العام الحالي، اي اكثر من 80 في المئة من الذين دخلوا اوروبا عبر المتوسط.
وفي هذا الصدد، لفت كيري الى ان الولايات المتحدة قدمت بالفعل "مساعدات انسانية بأكثر من 4,5 مليارات دولار منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا"، معلنا تقديم "مساعدة اضافية بقيمة 24 مليون دولار" للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وستمكن هذه المساعدة المفوضية من استقبال وإسكان وإطعام المهاجرين لدى وصولهم الى اليونان، ثم في دول البلقان وبقية أوروبا.
واوضح كيري، الذي تفقد مركزا لمساعدة مهاجرات ولاجئات في أثينا، أن أزمة المهاجرين "ليست أزمة يونانية فقط، أو أزمة أوروبية أو حتى شرق أوسطية، بل هي أزمة عالمية، وعلينا جميعا ان نتقاسم هذه المسؤولية".
واعتبر ان "الحل الحقيقي لأزمة اللاجئين في أوروبا، يكمن في وضع حد في أسرع وقت ممكن للنزاع في سوريا". وأضاف "هذا هو سبب تكثيف جهود الائتلاف لمحاربة داعش، ولهذا السبب أطلقنا مبادرة دبلوماسية جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وانتقال سياسي في سوريا. لقد كانت بداية هذا الجهد واعدة، ونحن مستمرون بحزم حتى النجاح".
التعليقات