أثينا: &رفض الاتحاد الاوروبي الاربعاء المقترحات اليونانية الجديدة حول خطة الانقاذ، في وقت عبرت فيه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن استعدادها للقاء رئيس الوزراء اليوناني.وانتظرت بروكسل يوما واحدا لاعلان رفض المقترحات التي قدمتها اليونان الثلاثاء للدائنين من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والمصرف المركزي الاوروبي، الذين طلبوا من اثينا تطبيق اصلاحات صعبة للحصول على ما تبقى لها من رزمة الانقاذ الدولية.وقال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية مارغريتيس شيناس ان "الكرة الآن في ملعب الحكومة اليونانية" اذا ما ارادت قيادة حزب سيريزا اليساري المتشدد وضع حد لخمسة اشهر من الاخذ والرد مع الجهات الدائنة.
واضاف شيناس ان "مفوضنا للشؤون المالية والاقتصادية بيار موسكوفيسي ابلغ ممثلي الحكومة اليونانية بعد ظهر امس (الثلاثاء) ان اقتراحاتهم الاخيرة لا تعكس فحوى المناقشات بين الرئيس يونكر ورئيس الوزراء تسيبراس مساء الاربعاء، وتلك التي جرت بين المفوض موسكوفيسي وممثلي الحكومة اليونانية بعد ظهر الاثنين".وامتنع شيناس عن القول ما اذا كان الاتحاد الاوروبي اصر على فائض ميزانية اعلى من ذلك المقترح من الحكومة اليونانية، وهي نقطة خلاف رئيسية في اصلاحات الرواتب التقاعدية اليونانية.وكانت اثيرت الشكوك حول الغاء لقاء محتمل بين ميركل والكسيس تسيبراس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
الا ان ميركل اعلنت ان حلا لازمة الديون اليونانية يبقى ممكنا، مضيفة انها مستعدة للقاء تسيبراس في بروكسل اذا اراد ذلك.وقالت ميركل للصحافيين لدى وصولها لحضور قمة قادة الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية ان "الهدف هو الحفاظ على اليونان في منطقة اليورو. انا اتعامل دوما مع هذه الامور بمنطق، اذا كان هناك ارادة هناك وسيلة".وتداركت "لكن العمل يجب ان يكون مع المؤسسات الثلاث (المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي). وكل يوم يتم احتسابه".
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي اليونان والجهات الدائنة الى العمل بسرعة للتوصل الى اتفاق تأخر كثيرا.وقال هولاند لدى وصوله لحضور القمة في بروكسل "لدينا رسالة واحدة فقط، وهي انه يجب التحرك بسرعة، لا يجب ان نتأخر، علينا الا نسمح بحلول تكون مضرة لليونان والاتحاد الاوروبي ومجموعة اليورو".&واضاف انه وميركل منفتحان للقاء تسيبراس على هامش القمة.
ولا تزال هناك هوة كبيرة بين الجهات الدائنة والحكومة اليونانية التي وصلت الى السلطة في كانون الثاني/يناير اثر وعود بانهاء اجراءات التقشف المؤلمة الناتجة من صفقة الانقاذ بقيمة 240 مليار يورو التي اعتمدت في 2010.تحتاج اليونان بشكل ملح الى دفعة قدرها 7,2 مليارات يورو (8,1 مليار دولار) لسداد مستحقاتها المالية قبل 30 حزيران/يونيو بموجب خطة المساعدة المالية التي اقرت في 2012، وتفادي الخروج من الاتحاد الاوروبي.وذكرت مصادر اوروبية لوكالة فرانس برس ان اليونان والجهات الدائنة تناقش احتمال تمديد برنامج منطقة اليورو الحالي للانقاذ حتى اذار/مارس 2016.
وسيكون هذا في حال حدوثه ثالث تمديد لليونان منذ العام الماضي ويتزامن مع نهاية اتفاق صندوق النقد الدولي مع اثينا الذي تم في الوقت نفسه مع برنامج الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي.في اي حال، يبدو ان رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر لن يكون حاضرا في اجتماع الاربعاء، بعدما رفض تسيبراس خطة قدمها يونكر الاسبوع الماضي ووصفها بـ"العبثية"، ما دفع رئيس المفوضية الى اتهامه بانه لا يحترم "ابسط القواعد".وقال مصدر في الاتحاد الاوروبي ان يونكر ابلغ مفوضين اوروبيين ان اجتماعا مع تسيبراس سيكون "مضيعة للوقت" و"من الافضل لقاء اميركيين لاتينيين".وارتفع سعر صرف اليورو الاربعاء مع رهان المستثمرين على ان اليونان توشك توقيع صفقة الانقاذ مع الدائنين الدوليين. وارتفع الى 1,1297 في مقابل الدولار، و140,51 في مقابل الين في تعاملات طوكيو، بينما كان 1,280 للدولار و140,23 للين في تعاملات نيويورك.
وكان نائب رئيس المفوضية الاوروبية فالديس دومبروفسكيس اعلن الثلاثاء انه من المحتمل ان تتوصل اثينا الى اتفاق مع الجهات الدائنة "خلال الايام القليلة المقبلة"، داعيا اليونانيين الى اظهار "ارادة سياسية، اي تكتيكات ومناورات اقل، ومزيد من العمل حول اساس المشكلة"، للتوصل الى اتفاق.وسيستغل تسيبراس القمة في بروكسل ليلتقي الزعماء الذين يشاركونه التوجه السياسي كالرئيس البوليفي المعادي للراسمالية ايفو موراليس، ورئيسة البرازيل ديلما روسيف.ووجه تسيبراس تحذيرا الثلاثاء، قائلا ان الاخفاق في التوصل الى اتفاق سيكون كارثيا على منطقة اليورو.ويواجه تسيبراس ايضا ضغوطا هائلة من الجناح المتشدد في حزبه سيريزا، الذي تعهد بمواجهة اي محاولة للرضوخ لمطالب الدائنين.
وحض تسيبراس حزبه خلال اجتماع مغلق الثلاثاء على "دعم الجهود التي تبذلها الحكومة".ويتطلب اي اتفاق موافقة وزراء مالية منطقة اليورو ومجموعة اليورو التي ستجتمع في لوكسمبورغ الاسبوع المقبل.ومجموعة اليورو بدأ ينفد صبرها في مواجهة عدم رغبة حكومة اليونان اليسارية في اقرار الاصلاحات مقابل الحصول على المال.والاسبوع الماضي اضطررت اليونان الى تاجيل دفع 300 مليون يورو مستحقة لصندوق النقد الدولي حتى نهاية حزيران/يونيو عندما تستحق دفعة سداد للصندوق تصل الى 1,6 مليار يورو، ما يجعل اثينا اول بلد يلجأ الى هذا الخيار بعد زامبيا في ثمانينات القرن الماضي.
التعليقات