&سنغافورة: تنوي الإمارات العربية المتحدة والسعودية خفض وارداتهما من البنزين باهظة التكلفة خفضا كبيرا أو وقفها تماما في العام المقبل، بفضل رفع طاقة التكرير لتقترب الدولتان أكثر من تصدير وقود السيارات.ومن المتوقع أن يقلص الطلب العالمي القوي التأثير الناجم عن خسارة شحنات تقدر بما لا يقل عن 60 ألف برميل يوميا إلى السعودية والإمارات،بما سيسهم في تعويض شركات تجارة مثل «غونفور» و»توتال» الفرنسيين و»ريلاينس إندستريز» الهندية عن الإيرادات المفقودة.وقد يشير تراجع الواردات إلى تغير في مسار التجارة في المستقبل، مع بدء تشغيل مشروعات تكرير أخرى في الشرق الاوسط. إلا أن السوق تبدو قوية حاليا بما يكفي لتحمل الخسارة المحدودة نسبيا للشحنات أمسية المنقولة بحرا - بحسب رويترز-.

وقال ديفيد ويش، العضو المنتدب لدى «جيه.بي.سي إنِرجي» للاستشارات «سيسهم انخفاض صادرات الدول التي لديها فائض بتحقيق معظم التوازن، وسيرجع ذلك إما إلى نمو الاستهلاك المحلي مثل حالة الهند، أو انكماش قطاع التكرير أو العائدات مثل أسواق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.»فعلي سبيل المثال تقلص اليابان وأستراليا، عضوا منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، طاقة التكرير بسبب انكماش الاستهلاك المحلي وانخفاض تكلفة الواردات. ومن المتوقع أيضا أن تقلص الهند، المصدرة للبنزين، المبيعات في الخارج لتغطية تنامي استهلاك الوقود محليا.
&
وقال تجار ان «توتال» و»غونفور» ربما تبيعا كميات أكبر في دول أخرى في الشرق الأوسط، من بينها مصر أو في باكستان المجاورة، حيث يوجد طلب قوي على البنزين.وقالت «إي.اس.إيه.آي إنِرجي» للأبحاث في مذكرة هذا الشهر انها تتوقع نمو الطلب العالمي على البنزين بواقع 50 ألف برميل يوميا إلى 420 ألف برميل يوميا هذا العام، وهو العامل الرئيسي لنمو الطلب على النفط في العام الحالي عن سابقه.وقال تاجر منتجات نفطية في سنغافورة «الزيادة غير العادية للبنزين خالفت بعض تقارير المحللين في 2014 التي توقعت هبوطا (العام الحالي) بسبب طاقة الإنتاج الفائضة. بصفة عامة سينهي هامش ربح إنتاج البنزين العام الحإلى عند نفس المستويات التي سجلها في 2014 إن لم يتجاوزها.»
&
وانخفاض واردات البنزين في السعودية والامارات قطرة في بحر الاستهلاك العالمي للعام الحالي، والذي يقدر عند 24 مليون برميل يوميا، ويقل عن 20 في المئة من إجمالي واردات اندونيسيا، أكبر مستورد في آسيا والتي تقارب 400 ألف برميل يوميا.غير أن الإمارات تضيف مصفاة أخرى في الفجيرة، بينما يضيف السعوديون وحدة أخرى بطاقة 400 ألف برميل يوميا في جازان قبل 2018، وهو ما يعني أن أيام تصنيف المنطقة كوجهة للواردات قد تكون معدودة.وقال نجاي سي مين، من شركة «إف.جي.إي» الاستشارية «يتجه الشرق الأوسط نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي. قد يكون هامش ربح إنتاج البنزين معرضا لضغوط، ولكن سيقابل ذلك تباطؤ في زيادة طاقة التكرير ونمو قوي للطلب داخل آسيا.»
&
ورفعت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» طاقة التكرير إلى المثلين، لتبلغ نحو 830 ألف برميل يوميا هذا العام. وفور استقرار الإنتاج في وحدة جديدة للتكسير الحفزي للسوائل ستنخفض الواردات بنحو 50 ألف برميل يوميا.وتتراجع واردات «أرامكو» السعودية من البنزين بالفعل، بعدما بدأت تشغيل مصفاتين طاقة كل منهما 400 ألف برميل يوميا على مدى العامين الماضيين.وقال فيكتور شوم، من شركة «آي.اتش.إس» للاستشارات «إنها فترة انتقالية تتحول خلالها السعودية من مستورد إلى تحقيق توازن نسبي بين الواردات والصادرات في النصف الثاني من العام.»
&
وتتوقع «إف.جي.إي» أن تستورد السعودية كمية من البنزين هذا العام، ولكن صافي الواردات سينخفض إلى نحو 25 ألف برميل يوميا من 80 ألف برميل يوميا في 2014. وقال نجاي من نفس الشركة ان صافي واردات السعودية من البنزين في عام 2016 قد يتقلص إلى 12 الف برميل فقط يوميا.ولا يعلق المتعاملون مع «أدنوك» علي المسائل الخاصة بالتشغيل، ولم يتسن الاتصال بمسؤولي الشركة. وقال متحدث باسم «أرامكو» انه لا يمكنه التعقيب على حركة التجارة.