&لندن: تراجعت أسعار النفط امس الجمعة بعدما قالت المملكة العربية السعودية – وهي أكبر مصدر للخام في العالم – إنها على استعداد لزيادة إنتاجها إلى مستويات قياسية جديدة بما قد يزيد من تخمة المعروض.وارتفع الدولار أمام اليورو نتيجة هذا النبأ، وهو ما أثر بالسلب أيضا على النفط المقوّم بالعملة الأمريكية بعدما انسحب صندوق النقد الدولي من محادثات الديون المتعثرة مع اليونان.وقالت السعودية إنها تجري محادثات مع مشترين هنود لتصدير كميات إضافية من الخام بما يعني أن المملكة قد تتجاوز مستوى إنتاجها القياسي البالغ 10.3 مليون برميل يوميا، وهو المستوى الذي سجلته في مايو / أيار الماضي.

وتراجع سعر خام برنت 32 سنتا إلى 64.79 دولار للبرميل بحلول الساعة 1100 بتوقيت غرينتش بينما انخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف 53 سنتا إلى 60.24 دولار للبرميل. ونزل اليورو 0.4 في المئة أمام الدولار بعدما زادت محادثات الديون اليونانية المتعثرة من احتمالات خروج اليونان من منطقة اليورو.وقالت وكالة الطاقة الدولية اول من أمس الخميس إنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط أكثر من المتوقع هذا العام بفعل التعافي الاقتصادي والطقس الشتوي البارد نسبيا في نصف الكرة الشمالي. غير أن محللين من «جي بي سي انيرجي» قالوا إن هذا النمو متركز في النصف الأول من العام الحالي بما يعني أن الطلب سيتراجع حتى نهاية العام.
&
ورفعت وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياساتها المتعلقة بالطاقة، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2015 بواقع 280 ألف برميل يوميا إلى 1.40 مليون برميل يوميا ليصل حجم الطلب هذا العام إلى نحو 94 مليون برميل يوميا.وقالت الوكالة إن «النمو القوي غير المتوقع للطلب العالمي على النفط» يدعم أسعار النفط كما رفعت الوكالة تقديراتها للطلب العالمي على نفط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هذا العام.
&
لكن استجابة السوق اتسمت بالحذر بعد التقديرات المتشائمة للبنك الدولي الذي توقع أن ينمو الاقتصاد العالمي 2.8 في المئة هذا العام وهو أقل من تقديراته في يناير كانون الثاني البالغة ثلاثة في المئة.وتعافت أسعار النفط هذا العام بعدما وصلت إلى أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات قرب 45 دولارا للبرميل في يناير / كانون الثاني. وهبطت الأسعار من 115 دولارا للبرميل في يونيو / حزيران 2014 واشتد الهبوط بعدما رفضت أوبك دعم الأسعار وآثرت حماية حصتها في السوق.وبعد التعديلات التي أجرتها وكالة الطاقة برفع التوقعات باتت الوكالة هي الأكثر تفاؤلا بنمو الطلب بين المؤسسات الحكومية الثلاث التي تراقبها سوق النفط عن كثب. وأصدرت المؤسستان الأخريان وهما «أوبك» و»إدارة معلومات الطاقة»، التابعة للحكومة الأمريكية، تقاريرهما في وقت سابق هذا الأسبوع.