أثينا: سعى رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس للمرة الأخيرة أمس (الجمعة)، إلى تعبئة مواطنيه وحضهم على التصويت بـ"لا" وذلك "للعيش بكرامة في أوروبا"، فيما أظهر استطلاع جديد قبل استفتاء غداً ميلاً في اتجاه التصويت بـ "نعم"، على ما يبدو.وانضم تسيبراس إلى تجمع لأنصار "لا" مساء أمس ضم أكثر من 25 ألف شخص احتشدوا في ساحة سينتاغما أمام البرلمان.وقال وسط تصفيق الحضور: "نحن نحتفل بفوز الديومقراطية، اليونان توجه رسالة كرامة، لا أحد يملك الحق في التهديد بتقسيم أوروبا".

وقالت كاتيرينا (51 عاماً) التي كانت ضمن التجمع: "نملك الحق في أن نقرر بانفسنا"، مضيفة أن "اجراءات التقشف التي فرضت علينا قادتنا إلى وضع أسوا".وفي الوقت ذاته تجمع أكثر من 22 ألف مناصر للتصويت بـ "نعم" أمام الملعب الذي شهد أول العاب اولمبية في العصر الحديث في العام 1896 وهتفوا بشعارات مؤيدة لأوروبا وسط أعداد كثيرة من الأعلام اليونانية.وقال مقدم البرامج النجم نيكوس الياغاس وهو يخاطب الحشد في تاثر: "نعم ستمنح مستقبلاً أفضل لابنائنا".وأظهر استطلاع أجراه معهد "الكو" أن 44.8 في المئة من اليونانيين يعتزمون التصويت بـ "نعم" مقابل 43.4 في المئة ينوون التصويت بـ "لا" ليكون أول استطلاع يظهر تقدم "نعم" على "لا" في استفتاء الغد.
&
لكن استطلاعاً آخر أنجزته جامعة "مقدونيا" لحساب بلومبيرغ أظهر أن الفارق ضئيل مع 43 في المئة سيصوتون بـ "لا" مقابل 42.5 في المئة سيصوتون بـ "نعم".
ونقلت "بلومبيرغ" عن استاذ العلوم السياسية في جامعة مقدونيا نيكوس مارانتسيدس قوله إن "هذا الاستفتاء قسم المجتمع اليوناني إلى مجموعتين لديهما فهما مختلفاً للسؤال المطروح".واعتبر تسيبراس أن التصويت بـ "لا" سيعزز قدرته على التفاوض مع الدائنين (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). وقال وزير المال يانيس فارفاكيس إن المفاوضات تواصلت في الكواليس هذا الأسبوع "مع شبه اتفاق".
&
لكن فرض مراقبة سحب الأموال لتفادي فوضى بنكية والخطاب المثير للقلق للدائنين أقنعا اليونانيين على ما يبدو بأن الرهان هو فعلاً كما يؤكد الدائنون، خروج اليونان من منطقة اليورو التي يقول معهد الكو إن 74 في المئة من اليونانيين متمسكين بالبقاء فيها.وحذر قادة الاتحاد الأوروبي أن التصويت بـ "لا" في الاستفتاء سيعرض وجود اليونان في منطقة اليورو للخطر.ونبه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس إلى أن موقف اليونان التفاوضي مع دائنيها "سيضعف في شكل كبير" في حال فازت الـ "لا" في الاستفتاء.وسعى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك الى تخفيف التوتر ودعا إلى تفادي "الرسائل الدراماتيكية".
&
لكن وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله وجه مجدداً النقد لحكومة تسيبراس التي قال إنها "لا ترغب في أي برنامج اصلاح".وأكد الوزير الألماني إلى صحيفة "بيلد": "كنت منذ البداية متشككاً جداً في أن تؤدي المباحثات مع الحكومة اليونانية الى نتيجة. وتأكد هذا الشك في النهاية أمر لا يثير استغرابي".ودعا تسيبراس مواطنيه إلى عدم الخضوع إلى "الانذارات والابتزاز وحملة التخويف".في الأثناء يستمر اليونانيون في الوقوف في طوابير أمام أجهزة الصرف الآلي لسحب الـ 60 يورو المسموح بها يومياً والتي كثيراً ما تصبح 50 يورو إذ أن الأوراق النقدية من فئة 20 يورو أصبحت نادرة.
&
أما المتقاعدون الذين لا يملكون بطاقات ائتمان فعليهم الوقوف لساعات أمام بعض الإدارات المفتوحة لسحب 120 يورو الأسبوعية.وانتقد وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس مساء أمس مقالاً لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تحدث عن اقتطاع 30 في المئة من ودائع المدخرين اليونانيين لضخ أموال في مصارف البلاد. ووصف الوزير المقال بـ "الاشاعة المغرضة".وكتب الوزير في تغريدة أن المقال "اشاعة مغرضة نفاها رئيس جمعية المصارف اليونانية هذا الصباح".وقالت الصحيفة نقلاً عن صيارفة ورجال أعمال غير محددين إن اليونانيين الذين لديهم في حساباتهم أكثر من ثمانية آلاف يورو يمكن أن يقتطع منهم 30 في المئة بهدف فرض الاستقرار في القطاع المالي اليوناني.
&
وفي ثيسالونيك جلس المتقاعد جيورجس شازيفوتيادي (77 عاماً) على الرصيف منهاراً باكياً بعد عدم تمكنه من سحب 120 يورو بسبب مشكلة ادارية. وجابت صورته انحاء العالم.وقال: "لا اتحمل ان ارى بلدي في هذا البؤس. لهذا كنت منهاراً أكثر منه بسبب مشكلتي الشخصية".وفي المتاجر كانت الحركة متراجعة. ويفضل اليونانيون على غرار كوستاس المتقاعد الساكن في حي شعبي في أثينا ادخار المال لديهم ويقول: "الأفضل أن يكون مالي في منزلي".&وأكدت مديرة "اتحاد المصارف اليونانية" الرئيس التنفيذية للمصرف الوطني اليوناني لوكا كاتسيليو أن المصارف اليونانية لديها "السيولة الكافية حتى اعادة افتتاح المصارف المقرر الثلثاء المقبل". وهو ما يثير الشكوك حول اليقين من اعادة فتح المصارف وتوفر السيولة الثلثاء.