إيلاف من الرياض: ضمن زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأميركية، والتي بدأت لقاءاتها اليوم الاثنين 13 يونيو، من المرتقب أن يزور الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، ولاية كاليفورنيا، حيث يلتقي مع رؤساء شركات ومؤسسات أميركية في (وادي السيليكون) بالمنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو، بحسب ما قالت صحف سعودية اليوم الاثنين.
خبراء اقتصاديون، أكدوا في حديثهم لـ"إيلاف"، أن زيارة الامير محمد بن سلمان لـمعقل التكنولوجيا المتطورة في أميركا يحمل عدة دلالات من ابرزها البدء في تنفيذ نصوص رؤية 2030 والعمل على تأسيس سلسلة من الشراكات الضخمة التي من شأنها أن تساهم في تنويع استثمارات الاقتصاد السعودي.
ويضم الوفد الرسمي للأمير محمد بن سلمان، كلاً من وزير المالية إبراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد بن عبد الملك آل الشيخ، هذا وسيلتقى ولي ولي العهد السعودي بعدد من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفد اقتصادي بامتياز
الخبير الاقتصادي، الدكتور على التواتي، اوضح أن تركيبة الوفد الرسمي المرافق للأمير محمد بن سلمان، هي تركيبة اقتصادية بامتياز، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" الى أن ولي ولي العهد السعودي لا شك&&أن يسعى في تنفيذ عملية التحول ورؤية 2030 والتي ترتكز على عدة مبادئ من ابرزها محاولة التقليل من الاعتماد على النفط الى ادنى الحدود، لاسيما أن احد ابرز البدائل المطروحة هي تعزيز الصناعات المتقدمة سواء التكنلوجية او العسكرية.
وقال التواتي إن الشراكات مع القطاع الخاص الأميركي ستسهم في تطوير الصناعات المحلية ونقل التكنولوجيا المتقدمة الى السعودية، وهذا من شأنه أن يسهم في توفير فرص عمل كبيرة وتعزيز الاقتصاد السعودي بحيث يصبح مزوداً ومصدَرًا اقليمياً لهذه التكنولوجيا المتقدمة سواء لدول الخليج أو العالم العربي، واضاف: "ولا ننسى ايضا موضوع &تقليل الاعتماد على الطاقة، من خلال تنويع مصادرها واستخدام الطاقة الشمسية&&أو الطاقة الهيدروليكية، وهذه قطعاً تحتاج &إلى معرفة وخبرة سيتم نقلها عبر التعاون مع الشركات الأميركية".
وحول الاستفادة من النموذج الأميركي دون النماذج الاخرى، قال التواتي إن التنويع في الشراكات هو مطلب هام ، لكن من خلال تجربة امتدت لعقود مثل أرامكو وصناعات شركة صدارة وصناعات شركة سابك، فإنه من العدل الافصاح بأن الشراكات مع القطاع الخاص الأميركي كانت من افضل الشراكات الاقتصادية، واضاف: "كانت هناك شراكات مع قطاعات يابانية وصينية ودول أوروبية اخرى، لكنها لم تستمر، لان الأميركيين لا يدخلون في استثمارات مشتركة الا بعد دراستها جيداً، وبالتالي هي تستمر عقوداً طويلة، كما ان القطاع الخاص الأميركي، لا يعتمد مبدأ الاستفادة من جانب واحد، وانما هو عادل في شراكتها ويعتمد مبدأ الاستفادة والافادة عكس &بعض الشراكات الأخرى.
شراكات ضخمة
من جهته، توقع &الباحث الاقتصادي الدكتور سلطان المهدي، أن تكون &رؤية 2030 واحدًا من أهم المحاور التي سيطرحها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، على طاولة&رؤساء الشركات الأميركية، بهدف تعريفهم بحجم الفرص الاستثمارية المتوفرة في السعودية، مشيرًا في حديثه لـ"ايلاف" الى أن هناك توجهاً بين الطرفين السعودي والأميركي لتفعيل ما تم الاتفاق عليه في سبتمبر 2015، وذلك ابان زيارة &العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأميركا، من خلال فتح ابواب الشراكات أمام الاستثمارات الأميركية.
وقال الدكتور سلطان المهدي، إن زيارة الامير محمد بن سلمان الى وادي السيلكون ولقاء رؤساء الشركات الأميركية العملاقة، من شأنه أن يساهم في تأسيس سلسلة من الاستثمارات الصناعية والرقمية والشراكات الضخمة التي سوف تعود على السعودية بخيرات وفيرة، وتؤدي الى تنويع استثماراتها وعدم حصرها في النفط كمنتج وحيد، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل هدفاً هاماً وحيوياً من أهداف الرؤية المستقبلية، فالاستثمار عبر الشراكات هو البوابة المثلى لاختصار الجهد في &نقل المعرفة والتقنية.
تجدر الاشارة الى ان وادي السيلكيون، يعتبر من أهم مناطق الولايات المتحدة الأميركية في صناعات التقنية العالية، حيث تتواجد فيه مجموعات كبيرة جداً من كبرى شركات التقنية التي تتخذ من وادي السليكون مقرًا لها، والذي يعتبر المعقل الاول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة، ويساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية.
التعليقات