انطلقت أول رحلة جوية تجارية منتظمة بين الولايات المتحدة وكوبا الأربعاء منذ أكثر من خمسين عامًا، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا في العلاقات بين العدوين السابقين.

فورت لوديرديل: اقلعت طائرة "جيت بلو ايرويز" حوالى الساعة 14:05 ت غ من مطار فورت لوديرديل في جنوب شرق فلوريدا متوجهة الى مدينة سانتا كلارا في وسط كوبا، حيث يرتقب ان تهبط بعد ساعة، على بعد 280 كلم شرق هافانا.

احتفال بالانطلاق
نظمت هذه الرحلة في اجواء احتفالية وسط تصفيق الحاضرين، فيما قامت فرقة فنية بأداء اغان كلاسيكية كوبية، كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وقال نائب المدير التنفيذي لشركة "جيت بلو" مارتي سان جورج "انه يوم جديد للمسافرين الى كوبا، ويوم حضرنا له كثيرا. نحن فخورون لبدء عصر جديد من حركة الطيران الى كوبا بأسعار منخفضة وخدمة رائعة". وكانت اخر رحلة تجارية منتظمة بين البلدين جرت في العام 1961 ثم اوقفت خطوط الطيران مع الحرب الباردة.

ومن المرتقب ان يغادر وزير النقل الاميركي انتوني فوكس الى كوبا هذا الاسبوع ايضا لعقد لقاءات مع مسؤولين محليين كما اعلنت وزارة النقل الكوبية.

واتفقت واشنطن وهافانا في فبراير على اعادة خطوط الرحلات التجارية المباشرة بينهما، وذلك ضمن التغيرات التي اطلقت في ديسمبر 2014 حين اعلن الرئيسان الاميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو عن تطبيع العلاقات بعد اكثر من 50 عاما من العداء خلال الحرب الباردة. واعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يوليو 2015.

صنع التاريخ 
واعلنت شركة الطيران "جيت بلو" ان رحلة الاربعاء يقودها الكابتن مارك لواكيس ومساعده فرانشيسكو باريراس وهما اميركيان من اصول كوبية. وقال مارك غيل مدير العمليات في المطار انها "احدى اعظم اللحظات في التاريخ" وشبهها الى حدث وصول الانسان الى القمر او سقوط جدار برلين.

وكانت حركة الطيران بين الولايات المتحدة وكوبا تقتصر حتى الان على رحلات تشارتر منذ العام 1979. ورحلة الاربعاء ستطلق برنامجا جديدا يشمل 110 رحلات يومية، مع 90 سمحت بها الحكومتان الى تسعة مطارات كوبية، والكثير منها في مدن سياحية او قربها.

ولا تزال واشنطن تحظر على الاميركيين زيارة كوبا كسياح، لكن الطيران مسموح في 12 فئة اخرى، بما يشمل التبادل الثقافي والتعليمي. والروابط الجديدة تشكل محطة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، كما قال خورخي دواني مدير معهد الابحاث الكوبي في جامعة فلوريدا الدولية.

تنشيط سياحي وتجاري
وقال ان الرحلات المنتظمة "ستسمح بحركة اكبر للاشخاص والبضائع وتبادل الافكار والمعلومات بين البلدين القريبين جغرافيا لكن البعيدين سياسيا".

ومن اصل 3,5 ملايين سائح زاروا كوبا في 2015، كان هناك 161 الف اميركي فقط. لكن هذا العدد ارتفع الى 77% من ارقام السنة السابقة ويتوقع الان ان يصبح الاميركيون مكونا رئيسا في نمو صناعة السياحة لكي يصل العدد بحسب التوقعات الى 6,8 ملايين زائر في العام 2018.

وشركات الطيران التي ستنظم رحلات الى المطارات الكوبية التسعة باستثناء هافانا، تشمل "اميركان ايرلاينز" و"فرونتير ايرلاينز" و"جيت بلو ايروايز" و"سيلفر ايرويز" و"ساوث ويست ايرلاينز" و"سان كاونتري ايرلاينز" بحسب وزارة النقل الاميركية.

كل هذه الرحلات ستنطلق من ميامي وفورت لوديرديل وشيكاغو ومينيابوليس وفيلادلفيا الى المدن الكوبية التالية: كاماغوري وكايو كوكو وكايو لارغو وسينفويغوس وهولغين ومانزانييو وماتانزاس وسانتا كلارا وسانتياغو دي كوبا.