لندن: تختلف السعودية وروسيا في كل شيء عملياً، من الحرب في سوريا مرورا بسياسة الكرملين في التقارب مع إيران إلى العلاقات مع واشنطن. ولكن حين يتعلق الأمر بدعم أسعار النفط لاحظ مراقبون ان السعودية وروسيا لم تكونا متفقتين في هذا الشأن كاتفاقهما اليوم.&
وقالت شبكة بلومبرغ الاخبارية "إن التسريبات المنسقة والتصريحات الرسمية من الرياض وموسكو رفعت أسعار النفط بنسبة زادت على 5 في المئة خلال ايام حتى قبل ان يجلس السعوديون للاتفاق على تخفيض الانتاج مع أوبك يوم الخميس".&
مصلحة مشتركة
ويشير خبراء إلى ان هذا الاتفاق هو وليد مصلحة مشتركة في تثبيت سعر سلعة تقوم بدور بالغ الأهمية في اقتصاد البلدين. ولكن قوة التحالف بينهما تعتمد على فاعلية التمديد المتوقع لخفض الانتاج حتى مارس 2018 في دعم الأسعار.&
ولدى البلدين دوافع داخلية قوية لانجاح الخفوضات. فان الرئيس فلاديمير بوتين متلهف على انعاش الاقتصاد الروسي الذي بدأ لتوه يخرج من ركود استمر عامين قبل ان يرشح لولاية اخرى في مارس 2018.&
وفي السعودية يقود ولي ولي العهد محمد بن سلمان اصلاحات اقتصادية لم تعرف المملكة نظيراً لها من قبل ويريد سعراً مرتفعاً للنفط قبل أن يُطرح اكتتاب ارامكو في وقت لاحق من العام.&
وأكدت السعودية حرصها على نجاح خطوة أوبك من خلال مسارعتها إلى خفض انتاجها بواقع 600 الف برميل في اليوم، وهو رقم يزيد على ما تعهدت به، في حين مرّت نحو اربعة اشهر قبل ان تنفذ روسيا وعدها بخفض نصف هذه الكمية.&
ونقلت شبكة بلومبرغ عن مصادر مطلعة أن صبر الرياض كان احياناً ينفد إزاء وتيرة التزام موسكو البطيئة.&
التأثير على الدبلوماسية الروسية
وقال محللون وخبراء نفطيون ومسؤولون في قطاع الطاقة ان هناك دوافع سياسية تتعدى زيادة العائدات النفطية وراء انهاء منافسة امدها سنوات في سوق النفط بين البلدين. وان السعودية تسعى من خلال السياسة النفطية إلى التأثير على الدبلوماسية الروسية في الشرق الأوسط.&
وفي خطوة تعبر عن تعاون البلدين عقد بوتين والأمير محمد بن سلمان لقاء ثنائياً وجهاً لوجه على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الصين. وصرّح الأمير محمد بن سلمان لصحيفة واشنطن بوست قائلا "ان الهدف الرئيس هو ألا تضع روسيا كل اوراقها في المنطقة وراء إيران".
في هذه الاثناء تريد موسكو ان تقوم بدور في الشرق الأوسط لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991. وقال متعاملون في سوق النفط ان اتفاق السعودية وروسيا اسفر عن تغيير ساحة اللعب.&
ويأتي هذا التطور في العلاقات بعد عقد من الخلاف بشأن السياسة النفطية حيث كانت روسيا ترفض بعناد التعاون مع السعودية على تثبيت سعر النفط في عام 2008 حين هبط بحدة في غضون خمسة اشهر.&
&
واقترن التحالف الجديد بظهور وجوه جديدة في خالد الفالح الذي تولى وزارة النفط بعد تقاعد علي النعيمي في مايو 2016 والكسندر نوفاك بتوليه وزارة الطاقة في روسيا.&
ويواجه التحالف مهمة أخرى هي اقناع الشركات النفطية الاميركية بالحد من الانتاج إلى جانب السعوديين والروس وبخلافه فان معركة ستندلع لحفاظ كل طرف على حصته من السوق بتداعيات لا يُعرف تأثيرها في السوق.&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بلومبرغ". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.bloomberg.com/news/articles/2017-05-21/setting-differences-aside-saudi-russian-courtship-underpins-oil
&
التعليقات