إيلاف: طغى اتفاق خفض إنتاج النفط على مواقف المشاركين في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ في روسيا، وتأثيره في الطلب والأسعار.

وأعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أن «المشاركين في الاتفاق العالمي على خفض إنتاج النفط، قد يدرسون إمكان تعميق الخفوضات في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل». ولفت إلى أن شركة النفط الوطنية «أرامكو السعودية»، تسعى إلى «الاستثمار على مستوى العالم في إنتاج الغاز والغاز الطبيعي المسال، بعد إجراء طرحها العام الأولي». واستبعد الفالح أن «يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته قبل عام 2050».

واتفق وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك مع الفالح في الرأي، إذ استبعد أن «يصل الطلب إلى ذورته قبل منتصف القرن الحالي».

وأوضح رئيس «رويال داتش شل» بن فان بوردن، أن «الطلب على النفط ربما يبلغ ذروته نهاية العقد الثالث من القرن الحالي أو مطلع العقد الرابع».

وتوقع الرئيسان التنفيذيان لشركتي «بي بي» و «توتال» بوب دادلي وباتريك بويان، أن «يبلغ الطلب على النفط الذروة قرب عام 2040».

وجاءت مواقف الوزراء والرؤساء التنفيذيين خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ في روسيا

الإنتاج الأميركي

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الفالح، أن السعودية «ستدرس الاستثمار في شركة «أوراسيا دريلينغ»، كبرى الشركات الروسية المتخصصة بخدمات الحقول النفطية، لجهة الأمتار المحفورة.

إلى ذلك، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» إيغور سيتشن، أن «منتجي «أوبك» ربما يضيعون جهودهم هباء بخفض الإنتاج، في وقت ينذر الإنتاج الأميركي المتزايد بإطلاق موجة إمدادات جديدة العام المقبل».

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي تمثل نحو ثلث إنتاج النفط العالمي، و11 من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا على خفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يومياً لدعم الأسعار المنخفضة.

ولطالما عارض سيتشن، أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكرة مشاركة روسيا في الخفوضات، لكنه وافق على مضض بعدما قررت الحكومة الروسية التحرك جنباً إلى جنب مع «أوبك».

وشكك سيتشن مجدداً في مدى فعالية الخفوضات التي مُددت الأسبوع الماضي حتى آذار (مارس) 2018، بقوله إن منتجي النفط «يخسرون حصة سوقية لمصلحة شركات أميركية لا تشارك في الاتفاق». وانتقد الاتفاق بين «أوبك» والمنتجين المستقلين، مشيراً إلى أنه «لا يمنح السوق سوى متنفس موقت».

وقال في المنتدى الاقتصاد الدولي في سان بطرسبرغ، «تكاد تكون التدابير غير منهجية». وقال سيتشن إن منتجي الخام في الولايات المتحدة «قد يضيفون ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً لإنتاج النفط العالمي في العام المقبل». واعتبر أن «أثر انخفاض إنتاج النفط الناجم عن اتفاق «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء ربما ينحسر إلى حد كبير بحلول منتصف عام 2018، بسبب نمو إنتاج النفط الصخري الأميركي». وأكد أن روسيا قادرة على «زيادة إنتاجها من النفط».

ورحّب الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف، بـ «الاستثمارات السعودية في «أوراسيا دريلينغ» أكبر شركة لخدمات الحقول النفطية في روسيا».

وأعلن الصندوق الروسي أول من أمس، استحواذه على حصة أقلية في الشركة ضمن كونسورتيوم مع صندوق استثمار إماراتي وشركاء صينيين».

وتوقع ديمترييف أن «يظل الصندوق الروسي مستثمراً في أوراسيا خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة، ويهدف إلى مساعدة الشركة على تطوير أعمالها في الشرق الأوسط».

إلى ذلك، اتفقت شركة النفط الروسية «روسنفت» أمس على استكشاف وتطوير خمسة حقول في إقليم كردستان العراق، مع سعيها لأن تصبح لاعباً رئيساً في واحدة من أحدث المناطق النفطية وأسرعها نمواً في العالم».

ووقعت «روسنفت» مع حكومة إقليم كردستان العراق اتفاقات تقاسم إنتاج لخمس مناطق امتياز، وأوضحت أنها «ستستهدف التنقيب عن الغاز أيضاً في المستقبل».

وأشار سيتشن، إلى أن الشركة «توسع التعاون مع كردستان بعدما وقعت في وقت سابق هذا العام، اتفاق تمويل مسبق بضمان مبيعات النفط الكردية لمصافي «روسنفت» في ألمانيا».

وقال سيتشن في بيان، إن الاتفاق «يضرب مثالاً على استثمارات ذات ثقل في واحدة من المناطق الرئيسة في الشرق الأوسط بما سيتيح للشركة توسيع نطاق (أنشطة) إنتاجها واستكشافها وتوفير اللقيم لشبكة التكرير المتنامية لـ «روسنفت» وزيادة ربحية أصولنا العالمية».

وكشف مستشار بوتين الاقتصادي أندره بيلوسوف على هامش المنتدى، أن «مسألة خصخصة مزيد من شركات النفط بما في ذلك «غازبروم» و «روسنفت» ليست على جدول الأعمال». وقال: «سنعود لدراسة هذه المسألة في ثماني سنوات».