واشنطن: قال الرئيس الاميركي دونالد ترمب الخميس إنه يرغب في رؤية "دولار قوي" بعد تصريحات لوزير الخزانة بدا انها تخالف ذلك، ما ادى الى تراجع الدولار الى ادنى مستوياته منذ ثلاث سنوات.

واضاف ترمب لقناة "سي ان بي سي" أن تصريحات وزير الخزانة ستيفن منوتشين التي يبدو انها تفضل ضعف الدولار لمساعدة المصدرين الاميركيين "تم اخراجها من سياقها".

واوضح على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا "في نهاية المطاف، أريد أن أرى الدولار قويًا".

واسفرت تصريحات ترمب عن ارتفاع طفيف في سعر صرف الدولار الذي بلغ في وقت سابق الخميس 1,25 مقابل اليورو.

وقال ترمب عن تصريحات منوتشين، "اعتقد انها أخرجت من سياقها لانني قرأت بيانه الدقيق"، وفي اشارة الى حساسية اسواق العملات تجاه أي تصريحات من المسؤولين.

وتابع "لا ارغب في التحدث عن ذلك. بصراحة لا يجب ان يتحدث احد عنه".

وكان وزير الخزانة قال الاربعاء إن "ضعف الدولار جيد بالنسبة لنا".

وحاول توضيح تصريحاته الخميس، قائلا إنه لم يكن يتحدث عن أي تغيير في السياسة الاميركية التي تفضل الدولار القوي.

وقال منوتشين للصحافيين "اعتقدت ان تعليقاتي على الدولار كانت واضحة تمامًا (...) نحن لسنا قلقين اين يكون الدولار على المدى القصير".

وقد دعا رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي الخميس الشركاء التجاريين الى "الامتناع" عن تصريحات قد تؤدي الى تقلبات في اسواق العملات بعد مداخلة منوتشين عن الدولار.

وبدون الاشارة مباشرة إلى منوتشين، تحدث دراغي عن "آراء شخص آخر وليس البنك المركزي الاوروبي" دفعت باليورو الى الارتفاع الى اعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات مقابل الدولار.

وقرأ دراغي فقرة من بيان لصندوق النقد الدولي صدر في اكتوبر الماضي يؤكد ان الدول اتفقت على "الامتناع عن تخفيض قيمة العملة بشكل تنافسي وانها لن تستهدف اسعار صرفنا من اجل اهداف تنافسية".

كما حذر من اطلاق تصريحات قد تسفر عن اضطراب في اسواق العملات.

وتراجع سعر صرف الدولار بعد تصريح لوزير الخزانة الاميركية الاربعاء اعتبر ان ضعف الدولار أمر "جيد" بالنسبة الى اكبر اقتصاد في العالم كونه يعزز فرص التجارة.

وكان رئيس البنك المركزي الاوروبي عبر عن قلقه في وقت سابق الخميس إزاء ارتفاع سعر صرف اليورو، الامر الذي يزيد من تعقيدات جهود البنك للخروج من اجراءات التحفيز التي اقرها خلال الازمة.

وقال دراغي في مؤتمر صحافي ان "التقلبات الاخيرة في اسعار الصرف تشكل مصدر عدم استقرار يتطلب المراقبة في ما يتعلق بتأثيراتها المحتملة على التوقعات المتوسطة المدى لاستقرار الاسعار".

وارتفع اليورو الى اعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات متجاوزاً 1,25 دولار بقليل على خلفية اقتصاد قوي في منطقة اليورو، بعد بيان منوتشين الاربعاء.

وردًا على سؤال حول كيفية رد مجلس المصرف المركزي الاوروبي خلال اجتماعه الاعتيادي الخميس على تصريحات منوتشين، قال دراغي إن اعضاء المجلس اعربوا عن القلق.

واضاف "أعرب العديد من اعضاء المجلس عن القلق، وهذا القلق اوسع من مجرد سعر الصرف، انه يتعلق بالوضع العام للعلاقات الدولية في الوقت الراهن".

وتشكل تصريحات دراغي صدى لتلك التي أدلى بها في سبتمبر، وقد ساعدت في اضعاف العملة انذاك.

ويؤرق ارتفاع اليورو مقرري السياسات الذين يتطلعون إلى انهاء الجهود التحفيزية بعد تعافي الاقتصاد بسرعة رغم انه لا يزال يواجه نسبة تضخم منخفضة.

ويؤدي ارتفاع اليورو الى واردات اقل كلفة ويضفي مزيدًا من التعقيد على هدف البنك المركزي ابقاء معدل التضخم تحت السيطرة، اي ان لا يقل عن اثنين في المئة.

كما انه يلحق ضررًا بالمصدرين في منطقة اليورو الذين تصبح بضائعهم اكثر كلفة، ما قد يسفر عن خفض النمو في منطقة العملة الموحدة التي تضم 19 دولة.

وفي وقت سابق الخميس، حافظ البنك المركزي الاوروبي على معدلات الفائدة الرئيسية، وكذلك على برنامج شراء السندات بدون تغيير، مؤكدًا بذلك استمرار دعمه الكبير لاقتصاد منطقة اليورو.