بيروت: يسير لبنان بخطى سريعة لإنجاز الآليات القانونية التي تتيح التنقيب واستخراج النفط في البر، بعد استكمال ملف التنقيب عن النفط والغاز في البحر الذي أنجز العام الماضي، بفارق قانوني أساسي يتمثل في وضع مرجعية الاتفاقات المرتبطة بالتنقيب في البر بعهدة مجلس النواب، خلافًا لمرجعية الاتفاقات المرتبطة بالتنقيب واستخراج النفط في البحر التي وضعت بعهدة مجلس الوزراء.

تعقيبًا على الموضوع يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ "إيلاف" أن التنقيب كان يجب أن ينحصر في البحر، لكي نقوم بعمل بعد الآخر، ولا نزال منذ عشرات السنين نتحدث عن التنقيب عن النفط في البحر، لماذا اثارة التنقيب عن النفط في البر اليوم قبل أن ننتهي من التنقيب عنه في البحر، وقمنا بقوانين وهناك أمور حسية على الأرض من أجل استخراج النفط في البحر لكنها لا تكفي، وقبل فتح التنقيب في البر لنقم بانجاز التنقيب في البحر أولاً، ويرى حبيقة أن التنقيب في البر تبقى خطوة جيدة لكن قبلها يجب استكمال التنقيب في البحر، وبعد انجاز خطوة مهمة من التنقيب في البحر أي بعد سنتين على ذلك يمكن طرح موضوع التنقيب عن النفط في البر.

ويلفت حبيقة إلى وجود فوضى في إدارة ملف النفط في لبنان، وإسرائيل سوف تعرقل أيضًا موضوع التنقيب عن النفط في البر اللبناني، وهي أصلاً عرقلت كثيرًا في موضوع التنقيب عن النفط في البحر.
ولدى سؤاله هل ينجح مجلس النواب في البت بهذا الملف؟ يجيب حبيقة أن مجلس النواب لن ينجح بشيء قبل تشكيل الحكومة، فما حصل من تشريع الضرورة لن يفيد طالما لم تتشكل الحكومة حتى الساعة، ويجب درس الموضوع أكثر مع استقدام الخبراء المعنيين.

ومع عدم وجود حكومة لن يتم البت بأي شيء.

بين البر والبحر

ولدى سؤاله هل لبنان مهيأ اليوم لاستخراج نفطه من البر؟ يجيب حبيقة أن المهم أولاً أن نستخرج النفط من البحر كما ذكرت، وما يجري اليوم أن لدى لبنان إمكانية معينة وبدل أن يضعها في مكان واحد فهو يوزعها بين البر والبحر.

ولبنان مع إمكانياته المحدودة لا يستطيع فتح مئة جبهة في الوقت عينه، ولبنان لا يزال مقصرًا في موضوع استخراج النفط من البحر. علمًا أن إسرائيل ستدخل على الخط من أجل عدم حصول لبنان على نفطه لا في البحر ولا في البر أيضًا.

ولبنان ليس مهيأ للمواجهة حتى الساعة.

إدارة حكيمة

وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان من أجل إدارة جيدة وحكيمة لنفطه؟ يجيب حبيقة أن لبنان يحتاج إلى كفاءات عالية لاستخراج نفطه، ويحتاج إلى طمأنة الرأي العام أن موضوع النفط وإراداته ستصرف بصورة صحيحة وشفافة، ويكون لدينا رؤيا ومعلومات واضحة عن موضوع النفط ككل في لبنان.

ولا نزال لا نعرف جيدًا في لبنان كم هي كميات النفط والغاز التي نملكها، والصورة ليست واضحة حتى الساعة، ومن الضروري اليوم طمأنة الرأي العام بأن لدينا الكميات المعنية من الغاز والنفط ولا نزال في المجهول منذ فترة طويلة، ونبدأ نبني قصصًا واقعية عن النفط، ونحتاج إلى كفاءات علمية وليست سياسية من أجل إدارة حكيمة لملف النفط في لبنان.

مستقبل لبنان

عن مستقبل لبنان في ظل وجود نفط في بحره وبره، يعتبر حبيقة أن الأمر منوط بكيفية استخراج هذا النفط، وبيعه، وهذا لن يحصل قبل العام 2025، وبعد استخراجه سوف يؤمّن إيرادات كبيرة للبنان تبعًا لسعر النفط العالمي، وهذه الإيرادات تمول الموازنة اللبنانية وحاجات لبنان، وتوفي أيضًا قسمًا من الدين العام في لبنان، ويرتاح لبنان إقتصاديًا أكثر، مما يخفف الإستيراد على لبنان، ما يقلب لبنان نوعيًا في اقتصاده، لكن كل هذا بعد العام 2025.

ولبنان مع النفط غير لبنان من دون النفط في حال أحسن توظيف الإيرادات من دون سرقة أو هدر.