يحذر خبراء وول ستريت من صعوبة تحديد انعطافة الأسواق المالية نحو الاستقرار بعد التراجع، لكن العديد منهم يراقبون مؤشرات تساعد على إظهار أن موجة البيع انتهت.

إيلاف: بدأ المستثمرون في أسواق المال الاثنين بالبحث عن كل ما يشير إلى استمرار أعمق هبوط أسبوعي في الأسعار منذ مطلع 2016 أو حدوث انعطافة جديدة نحو الاستقرار بعد أسبوع من أكثر الأسابيع اضطرابًا منذ سنوات. 

وفي حين أن خبراء وول ستريت يحذرون من صعوبة تحديد مثل هذه الانعطافة بشكل مؤكد، فإن العديد منهم يراقبون مؤشرات تساعد على إظهار أن موجة البيع انتهت. وقال فرانك كابيليري، الخبير في شركة أنستينت للوساطات المالية، إن تحديد اتجاهات حين تظهر يمكن أن يشير إلى تحسن طفيف في الوضع.

مواطن قوة
كانت مؤشرات وول ستريت الرئيسة ارتفعت أكثر من واحد في المئة يوم الجمعة لتعطي المستثمرين بعض التفاؤل في نهاية أسبوع من التقلبات الحادة التي هزت السوق بعد أشهر من الهدوء.

لكن، حتى مع التحسن الذي حدث يوم الجمعة، فإن مؤشر ستاندارد أند بورز 500 هبط 5.2 في المئة خلال الأسبوع، وهو أكبر هبوط أسبوعي منذ يناير 2016. 

يأمل المستثمرون بأن يقل عدد الأسهم التي هبطت إلى مستويات جديدة من التدني حتى إذا كانت السوق عمومًا في تراجع. ومن المؤشرات الإيجابية هنا أن 65 في المئة من أسهم ستاندارد أند بورز 500 هبطت إلى مستويات جديدة الجمعة مقارنة بـ 79 في المئة يوم الثلاثاء.

أوضح كابيليري أن الخطوة الأولى في مراقبة اتجاهات السوق هي البحث عن مواطن قوة على الأقل لبعض قطاعات أو فئات مختلفة من الأسهم. وانطلاقًا من ذلك نرى إن كان هذا الاتجاه سيتوسع قليلًا. 

لاحظ كيث ليرنر، المخطط الاستراتيجي في شركة سانترست للخدمات الاستشارية، أن تحسن أداء قطاعات حساسة اقتصاديًا مثل الشركات المالية مؤشر آخر إلى أن المستثمرين يصبحون أقل حذرًا.

تهبط بسرعة
من جهة أخرى، رأى نيكولاس كولاس مؤسس شركة ديتا تريك ريسيرتش أن أسهم الشركات التكنولوجية يجب أن تهبط وبسرعة لتعود أسواق المال الأميركية إلى استقرارها السابق.

كان مؤشر الشركات التكنولوجية هبط 0.28 في المئة حتى الآن خلال هذا العام، في حين أن مؤشر ستاندارد أند بورز 500 هبط 2.02 في المئة.

من البوادر الأخرى التي يراقبها المستثمرون مؤشر التقلب "فيكس"، الذي يُسمّى مؤشر الخوف أيضًا. كان هذا المؤشر ارتفع في الأيام الأخيرة إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس 2015.

هناك أيضًا العلاقة بأسعار الفائدة. كانت زيادة مردود السندات اعتبرت عاملًا مساعدًا لهبوط الأسهم. وقال باكي هيلويغ، نائب رئيس شركة "بي بي أند تي ويلث مانجمنت" لإدارة الأرصدة، إن استقرار أسعار الفائدة ومردودات السندات يشير إلى أن ما حدث في الأسواق عاد إلى الاستقرار.

المؤشر الآخر لاتجاه السوق هو الإقبال المذعور على الاستثمار في أرصدة تعتبر ملاذات آمنة. قال جيم بولسن، كبير المخططين في شركة لوتهولد غروب، إن لا دلائل على اندفاع المستثمرين نحو ملاذات آمنة مثل الذهب وسندات الخزينة الأميركية والدولار.

مؤشر التقارب والتباعد
فنسنت كاتالانو، المخطط الاستراتيجي في شركة بل وماربل ريسيرتش، يبحث عن مؤشر أساس آخر يُسمى مؤشر التقارب والتباعد للمتوسطات المتحركة. يقول كاتالانو إن بلوغ هذا المؤشر مستوى الثبات يعني انتهاء الضغط الواقع على السوق "وإننا بلغنا القعر على المدى القريب".

اختبار المتوسط المتحرك على 200 يوم مؤشر آخر يراقبه المستثمرون. لاحظ براد ماكملان، مدير الدائرة الاستثمارية في شركة كومنولث فايننشيال نيتوورك، أن المتوسط المتحرك على مدى 200 يوم لمؤشر ستاندارد أند بورز ـ يبلغ حاليًا 2539 نقطة ـ خضع للاختبار أخيرًا، وأنه هبط لفترة وجيزة دون هذا المستوى يوم الجمعة الماضي، قبل أن يرتفع من جديد.

قال ماكملان إن هذا ما حدث في دورات السوق السابقة أيضًا عندما كان يتوقف ويرتفع حول هذه النقطة. لكن، إذا تراجع مؤشر ستاندارد أند بورز 500 إلى أقل من هذا المستوى، فإن عودته إلى رقم مثل 2500 ستكون هي المستوى المقبل لدعم السوق.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "رويترز". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://uk.reuters.com/article/us-usa-stocks-bottom/eight-signals-to-watch-that-the-u-s-stock-rout-is-over-idUKKBN1FV0JF?utm_source=applenews