بكين: تخطط نحو ربع الشركات الألمانية العاملة في الصين لنقل جزء أو كل أعمالها خارج البلد الآسيوي العملاق، حسب ما كشفت دراسة نشرت الثلاثاء مع إلقاء العديد من الشركات اللوم على الكلفة المرتفعة.&

وكشفت دراسة سنوية لغرفة التجارة الألمانية تقصت 526 شركة ألمانية عاملة في الصين أنّ 23 بالمئة قررت أما سحب خطوطها الإنتاجية من هناك او تدرس الأمر.&

وقد خططت ثلث هذه الشركات لمغادرة الصين في شكل كامل، اما الشركات المتبقية فستنقل جزءا من أعمالها وإنتاجها خارج ألمانيا وخصوصا إلى دول تعد تكلفة الإنتاج فيها أقل مثل الهند ودول جنوب شرق آسيا.&

وارتفعت كلفة التشغيل في الصين مع سعي هذا البلد إلى تحقيق توازن في اقتصاده من نموذج تقوده الصادرات والاستثمارات إلى آخر يوجهه إنفاق المستهلك.

ومن ضمن ال104 شركة التي قررت المغادرة أو تدرس الأمر، أرجع 71 بالمئة منهم ذلك لارتفاع كلفة الإنتاج، خصوصا اليد العاملة.

وألقت ثلث الشركات باللوم على بيئة السياسة العامة غير الملائمة فيما أكّد 25 بالمئة منهم أنّ الحرب التجارية الأميركية الصينية لها تأثير.

وحذّرت الدراسة من أنّ "توقعات قطاع الأعمال تراجعت لأدنى مستوياتها في سنوات"، مشيرة إلى أنّ 25 بالمئة فقط من الشركات التي شملتها الدراسة تتوقع الوصول أو تخطي أهدافها المخططة لهذا العام.

وقالت أكثر من ثلث الشركات إنّ جهود بكين "لتحضير الملعب" للشركات الأجنبية "غير كافية".

وفي مأدبة غداء لمناسبة إطلاق الدراسة الثلاثاء، قال السفير الألماني في بكين كليمنس فون غوتزه إنّ "التنافس ينبغي أن يكون عادلا".

وتابع أنّ "الشركات الأجنبية بما في ذلك الشركات الألمانية والشركات الصينية يجب أن تعمل في إطار متساو".&

وأوضح السفير الألماني أنّ الشركات الألمانية "لم يتم إبلاغها في شكل جيد" عن مبادرة الحزام والطريق الصينية العملاقة، ولذا لم يمكنها الاستفادة من القدرات الاقتصادية للمشروع.

وتشمل مبادرة "الحزام والطريق" مشاريع عالمية ضخمة من موانئ وسكك حديد ومجمعات صناعية تمتد في أنحاء آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، والتي سيتم استثمار ترليونات الدولارات في إطارها.&

وصرّح السفير أنّ المبادرة "ممولة في شكل رئيسي من قبل الصين وتنفذها شركات صينية".