أبوظبي: تشارك اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات في فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي تنظمه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في أبوظبي خلال الفترة 11-18 يناير.

ونظمت اللجنة خلال مشاركتها، "منتدى الإمارات لأهداف التنمية المستدامة" والذي يأتي تحت شعار التميز في الإنجاز: تعزيز الجهود لتحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030، والذي عقد بمشاركة نخبة بارزة من القادة وصناع القرار من المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص بهدف تبادل الخبرات ومناقشة أفضل الممارسات للارتقاء في الشراكة بين القطاعات لدفع الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق أهداف الأجندة العالمية 2030.

كما ناقش المنتدى أيضاً عدداً من المقترحات والبرامج والحلول المبتكرة الرامية إلى تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، إلى جانب سبل توظيف الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة مثل البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي في دعم جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والعالمي.

وخلال كلمتها الافتتاحية، قالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة:" نجتمع اليوم لنقف على أبرز التطورات في رحلتنا لتحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030، التي تنسجم تماماً مع إرث كرسه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه لبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة يقوم على الإدارة المثلى لمواردنا لخدمة مسيرة التنمية والازدهار لدولتنا".

وأضافت "كان دعم أهداف التنمية المستدامة ولا يزال ركيزة أساسية في مسيرة دولتنا التي بدأت منذ أجيال، واسهمت في ترسيخ مكانتها كنموذج يقتدى به في التطور والازدهار صناعة مستقبل أفضل لأجيال الغد. فدولة الإمارات هي اليوم السباقة في الجمع بين سياسات واستراتيجيات التنمية المحلية مع هذه الأهداف العالمية.

وقالت "إن التقدم في تنفيذ هذه الأهداف الإنمائية العالمية يعتمد على محاور أساسية تتجلى في مدى قدرة الحكومات على إيجاد مثل هذا الربط بين التوجهات المحلية والاهداف العالمية، ودورها في تعزيز الشراكة الفاعلة مع كافة القطاعات والمجتمع لتوحيد الجهود والرؤى في الوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. ونحن فخورون اليوم بالإنجازات التي حققناها منذ تأسيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة وحتى يومنا من خلال إساء نموذج مبتكر يحفز الجهات على تكريس جهودها لتحقيق هذه الأهداف خلال زمن قياسي.

وتابعت "جهودنا لم تقف على المستوى المحلي فقط، فقد كان لنا أيضاً دور فاعل في مساعدة الدول على تحقيق هذه الأهداف من خلال تقديم نماذج ملهمة تمكنها من تحقيق هذه الأهداف، وذلك بالتزامن مع تقديم مساعدات خارجية بقيمة 7.7 مليار دولار في العام 2018 توزعت على 170 دولة لمساعدتها على دفع مسيرة التنمية فيها".

ومن جانبه، قال حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم:" التعليم هو من الأسس الرئيسية في تحقيق الاستدامة وسيلة رئيسية في نشر الوعي بأهدافها على المستويات المحلية، والعالمية، حيث تعتبر المؤسسات التعليمية من المساهمين الرئيسيين في إرساء ثقافة الاستدامة في جيل جديد من القادة في المستقبل، وذلك من خلال بناء معارفهم وتطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم على الابداع والابتكار لأساليب وحلول فعالة تحول التحديات التي تواجه مجتمعاتنا إلى فرص تحقق التنمية المستدامة، وتصنع مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

ومن جهته، قال عبد الله ناصر لوتاه، مدير عام الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة: "يشكل أسبوع أبوظبي للاستدامة فرصة حقيقية لبحث الرؤى والأفكار التي من شأنها المساهمة في الحوار بين القطاعين الحكومي والخاص وتعزيز الشراكة بينهما للمضي في مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة على كافة المستويات، ويأتي تنظيم هذا المنتدى خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة للاستفادة من هذا التجمع العالمي في تحديد الأولويات ومناقشة التحديات والعمل على استعراض مجموعة من الحلول المبتكرة والفاعلة التي تسهم في تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات.

وأضاف "اليوم دولة الإمارات نموذجاً يقتدى به في وضع الاستراتيجيات لتحقيق هذه الأهداف الإنمائية العالمية، حيث نتطلع من خلال مشاركتنا هذه إلى عرض تجاربنا وخبراتنا في توحيد جهود الجهات المعنية لإيجاد حلول للتحديات وتحويلها إلى فرص واقعية تدعم مسيرة التنمية وصناعة مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة".

وتضمنت أجندة المنتدى مجموعة من الجلسات استهلها الاجتماع المشترك بين لجنة تنسيق العمل الإحصائي واللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات والذي ناقش أولويات أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات مع المراكز الإحصائية المحلية في الإمارات السبع. كما تضمن أيضاً جلسة حوارية استعرض فيها عبد الله ناصر لوتاه الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بعد مرور خمس سنوات على إطلاق الأجندة من قبل الأمم المتحدة.

كما شهد المنتدى أيضاً كلمة رئيسية ألقتها ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي. وتلتها جلسة نقاشية بعنوان "أهداف مستدامة بهوية إماراتية: من رؤية عالمية إلى واقع محلي" ناقشت ضرورة تحويل الأهداف إلى إنجازات، وبحثت المتطلبات والخطوات اللازمة لتحويلها إلى واقع ملموس بالنسبة للمجتمع والأسر والأفراد.

واستضاف المنتدى أيضاً جلسة حوارية شاركت بها الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "تحالف من أجل الاستدامة العالمية، مع مجموعة من الرائدات في مجال التنمية المستدامة، لتسليط الضوء على الدور الحيوي والمهم للمرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن ثم عقد جلسة حوارية أخرى بعنوان "التمويل المستدام: المضي قدماً في تمويل أهداف التنمية المستدامة" تم خلالها استعراض تجربة دولة الإمارات في مجال التمويل المستدام، وإرساء أسس التمويل المستدام.

كما استضاف المنتدى أيضاً جلسة حوارية أخرى يتم خلالها مناقشة إمكانية وسبل توسيع أنشطة الشركات المتوسطة والصغيرة لنطاق أعمالها، وذلك انطلاقا من دورها المهم في توفير الفرص ودفع مسيرة التنمية المستدامة، وسبل التوظيف الأمثل للتطور التكنولوجي في دعم أعمالها، وتفعيل مشاركتها في تحقيق هذه الأهداف الإنمائية العالمية.

هذا وقامت اللجنة خلال مشاركتها في فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة بتنظيم معرضاً لصور المشاركين في "جائزة أهداف التنمية المستدامة للتصوير الضوئي" بالتعاون مع جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، وذلك بهدف لنشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة الـ 17 من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تسلط الضوء على التحديات والحلول ضمن خمسة محاور رئيسية، وهي الناس، والكوكب، والازدهار، والشراكات، والسلام.