بومباي: بدت الأسواق مطمئنة الثلاثاء صبيحة إعلان تكتل الملياردير الهندي غوتام أداني سداداً مبكراً لقروض تزيد قيمتها عن مليار دولار، ما أدى إلى ارتفاع سهم الشركة الرئيسية في المجموعة بنحو 15 % في البورصة، لتستعيد بالتالي جزءا من الخسائر الهائلة التي تكبدتها منذ اتهامات الاحتيال التي وجهتها شركة استثمار أميركية إلى مالكها.

خسرت المجموعة التي يملكها غوتام أداني أكثر من 120 مليار دولار أي حوالى نصف قيمتها، منذ نشرت مؤسسة "هيندنبورغ ريسرتش" في 24 كانون الثاني/يناير اتهامات بعمليات احتيال محاسبية.

وبالإضافة إلى الخسائر التي تكبدتها المجموعة في البورصة، ألغت شركة أداني الرئيسية الأسبوع الماضي عملية بيع أسهم بقيمة 2,5 مليار دولار كان من المفترض أن تساعد على خفض مستويات الديون التي تشكّل مصدر قلق وإعادة الثقة وتوسيع قاعدة أصحاب الأسهم لديها.

لكن المجموعة الهندية العملاقة أعلنت الإثنين أنها تسدد بشكل مسبق قروضاً مستحقة في أيلول/سبتمبر 2024 قيمتها 1,1 مليار دولار في خطوة تهدف إلى طمأنة المستثمرين.

وقالت أداني بورتس، إحدى فروعها الثلاثاء إنها ستسدد أيضًا ديونًا بنحو 50 مليار روبية (605 مليون دولار) وتخفض نفقات رأس المال بمقدار النصف في السنة المالية القادمة.

ارتفع سعر سهم أداني انتربرايزس، الشركة الرئيسية في المجموعة إلى 25 بالمئة الثلاثاء فيما عُلق التداول به ثلاث مرات خلال اليوم ليغلق التداول على ارتفاع بنسبة 14,6 بالمئة وإن كان السعر ما زال أقل من النصف مقارنة بمطلع العام.

وتفاوتت نتائج شركات أخرى تابعة للتكتل، فقد ارتفع سهم "أداني ترانسميشن" خمسة بالمئة، لكنه أغلق على زيادة بنسبة 0,77 بالمئة، فيما انخفض سهم "أداني توتال غاز" التي تملك فيها شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال إنيرحي" 37,4% من الأسهم خمسة بالمئة وعلق التداول به مجدداً.

الأسواق مرتاحة

وقال الخبير في الأسواق سريناث سريداران لوكالة فرانس برس "الأسواق مرتاحة لأنه تم تسديد جزء كبير من قروضها مسبقا. إنه مؤشر جديد على الثقة".

وقالت مؤسسة فيتش للتصنيف الإئتماني الثلاثاء إن انكشاف المصارف الهندية على مجموعة أداني "لا يكفي بحد ذاته لتشكيل مخاطر كبيرة على ملف الائتمان المستقل للبنوك".

بدأت متاعب أداني مع نشر مؤسسة "هيندنبورغ ريسرتش" الأميركية تقريرًا قالت فيه إن أداني زاد أسعار أسهم شركات مجموعته بشكل زائف من خلال ضخ أموال عبر ملاذات ضريبية خارج البلاد. وقالت إن "هذا التلاعب الخطير بالأسهم وخطة الاحتيال في الحسابات يعدّان أكبر عملية غش في تاريخ الشركات".

ونفى التكتل تلك الاتهامات في بيان من 413 صفحة مستنكراً هجوماً "مغرضاً" للمس بسمعته.

وجاء في البيان "هذا ليس مجرد هجوم غير مبرر على شركة معيّنة، بل هو هجوم محسوب ضد الهند وضد استقلال المؤسسات الهندية ونزاهتها، وكذلك ضد قصة نمو الهند وطموحها".

في أسبوع، خسر الملياردير غوتام أداني أكثر من نصف ثروته التي تقدّر بحوالى 127 مليار دولار والتي جعلته ثالث أغنى رجل في العالم.

والثلاثاء، وجد غوتام أداني البالغ 60 عاماً نفسه في المركز السابع عشر في لائحة أكبر أثرياء العالم التي تحدثها مؤسسة فوربس في الوقت الفعلي، مع 63 مليار دولار.

والاثنين، طالب المشاركون في احتجاجات، خصوصاً في نيودلهي وبومباي، نظمها حزب المعارضة الرئيسي في الهند، البرلمان بأن يجري البنك المركزي والهيئات الناظمة "تحقيقاً جاداً" في الاتهامات بالاحتيال.

علاقة وثيقة

وتعتقد أحزاب المعارضة أن علاقة أداني الوثيقة برئيس الوزراء ناريندرا مودي، وكلاهما من ولاية غوجارات، مكّنته من الفوز بعقود بشكل غير منصف وتجنب الخضوع لتدقيق مناسب.

وتطالب تلك الأحزاب بإجراء تحقيق في علاقات أداني بمودي.

وقال راهول غاندي من حزب المؤتمر الذي دعا لتظاهرات الإثنين، أمام البرلمان الثلاثاء أن الرجلين يرتبطان بعلاقات وثيقة منذ أن كان مودي الوزير الأول في غوجارات".

وأضاف "نتيجة ذلك كانت نمواً هائلاً لأعماله التجارية في غوجارات". وتابع "ثم بدأ السحر الحقيقي في 2014 مع مجيء مودي إلى دلهي (كرئيس حكومة) فأصبح أداني -- الذي كان في المرتبة 609 على قائمة أثرياء العالم -- في المرتبة الثانية في غضون بضع سنوات".