لاغوس: يأمل روتيمي بانكولي، مثل ملايين النيجيريين، أن تؤدي الانتخابات الرئاسية المقررة السبت في نيجيريا الغنية بالنفط إلى تحسين نوعية حياته في بلد يعاني أزمات اقتصادية وأمنية.

سيكون التضخم الكبير وضعف النمو الاقتصادي وتفاقم انعدام الأمن في صلب ما سيركّز عليه الناخبون في نيجيريا في 25 شباط/فبراير للتصويت لانتخاب خلف للرئيس الحالي محمد بخاري الذي سيتنحى بعد ولايتين.

الصمود صعب

ويقول بانكولي "أصبح من الصعب جدًا العيش والتأقلم في نيجيريا"، مضيفًا "الصمود صعب".

منذ سنوات، يعاني الرجل البالغ 54 عامًا من أجل إطعام أسرته المؤلفة من خمسة أفراد، عبر العمل في وظيفتَين.

بدأ يعمل في وظيفة ثالثة مؤخرًا، تحديدًا في قيادة سيارة أجرة، لكن ذلك لا يُدر عليه إلّا خمسة آلاف نايرا إضافية (11 دولارًا) في بلد بلغت فيه كلفة المعيشة مستويات قياسية.

تمتلك نيجيريا، وهي أكبر اقتصاد في إفريقيا وأكبر منتج للنفط في القارة، موارد وثروات كبيرة، لكن جائحة كوفيد-19 والتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا ضربت البلاد بشدة في ولاية بخاري الأخيرة.

ويبلغ التضخّم 21,8% فيما تراجعت قيمة النايرا. ويقول البنك الدولي إن عدد النيجيريين الذين يعيشون تحت خط الفقر يزداد.

نقص الوقود

وما زاد من الصعوبات الاقتصادية أن البلاد تعاني نقص الوقود وندرة السيولة بعد أن بدأ البنك المركزي باستبدال أوراق النايرا القديمة بأوراق جديدة.

وتسبب النقص في السيولة في ظهور طوابير انتظار خارج المصارف وتسجيل تظاهرات في بعض المدن، رغم تشديد المصرف المركزي على أن سياسة الحدّ من السيولة ضرورية للحد من كمية المبالغ النقدية خارج النظام المصرفي.

بدأ بانكولي يقود سيارة أجرة قبل شهرين، لكن أزمة الوقود وندرة السيولة زادتا من بؤسه.

يقضي ساعات طويلة في طوابير الانتظار أمام محطات الوقود حيث بات سعر لتر الوقود 330 نايرا مقابل 165 نايرا في الماضي.

في الموازاة، يكافح السكان، وهو منهم، لدفع أقساط مدارس ابنائهم.

ويضيف "لا يمكننا أن نستمر على هذا النحو كشعب".

سباقٌ ثلاثي

انتخابات السبت هي سباق ثلاثي، ويروّج جميع المرشّحين لأنفسهم من خلال عرض خبرتهم الحكومية السابقة لتولي أعلى منصب في البلد.

ويواجه الحاكم السابق للاغوس بولا أحمد تينوبو من حزب "المؤتمر التقدمي" الحاكم، نائب الرئيس السابق أتيكو أبو بكر من حزب الشعب الديموقراطي المُعارض، وبيتر أوبي من حزب العمال وهو مرشّح أحدث مفاجأة خصوصًا أنه يتمتّع بشعبية عالية في صفوف الشباب.

ورغم انتعاش اقتصاد نيجيريا بعد جائحة كوفيد-19 ونموّه بنسبة 3% في العام 2022، يقول خبراء إن الانتعاش لم يشمل تحسين ظروف عيش معظم النيجيريين.

أدى انخفاض عائدات النفط وتزايد انعدام الأمن بسبب أعمال العصابات الإجرامية، بالإضافة إلى الفيضانات الغزيرة التي غمرت الأراضي الزراعية وتداعيات الحرب الأوكرانية، إلى تفاقم الأمور.

وتبلغ نسبة البطالة في نيجيريا 33% فيما ارتفع عدد النيجيريين الذين يعيشون في فقر إلى 133 مليونا (63% من سكان نيجيريا في العام 2022)، بحسب مكتب الإحصاءات الوطني.

بطالة

وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 43%، بعدما كانت 10% قبل بدء ولاية بخاري الأولى في العام 2015.

وتدهورت قيمة العملة الوطنية مما يعادل 200 نايرا للدولار الواحد في العام 2015 إلى نحو 750 نايرا في السوق الموازية حاليًا.

ويقول المدير العام لشركة العلاقات العامة "سوفونيكس انفستمنت" Sofunix Investment صولا أوني "ستستمر بيئة التشغيل المضطربة في نيجيريا، والتي تتميز بضغوط تضخمية وقوة شرائية منخفضة، في زيادة نسبة الفقر".

تحذير صناعي

وحذّر الصناعيون في نيجيريا مؤخرًا من أنهم سيواجهون نقصًا في الإنتاج بنسبة 25% إذا لم تتم معالجة النقص في البنزين والسيولة.

ويقول رئيس تجمّع الصناعيين سيغون أجاي-الكبير "هذا الوضع ليس جيدًا لأحد، أكان للقطاع الصناعي أو للحكومة أو للمواطن العادي".

ويضيف "سيكون لدينا نقص في رعاية الصناعة المحلية، مع حرمان من الإيرادات الحكومية التي تنتج عادة من ضرائب الاستهلاك، إلى جانب تعطيل الحياة اليومية واحتياجات المواطن النيجيري".