في جيبك مليون دولار وتريد شراء بيت أو شقة سكنية؟ أي وجهات ينصحك بها الخبراء العقاريون في العالم؟ دبي أرخص من لندن، وكيب تاون أرخص كثيراً من موناكو.

إيلاف من بيروت: تبقى القيمة الأصلية لأي عقار هي الأساس في اختيار الوجهة الاستثمارية. ففي مقابل تكلفة شقة صغيرة جداً في موناكو – إن عثرت على واحدة – يمكن شراء قصر في كيب تاون، وأسعار عقارات نيويورك ضعف الأسعار في ميامي تقريبًا، وتبقى دبي أرخص من لندن بثلاث مرات، وامتلاك عقار في ساو باولو صفقة جيدة.

بحسب "صنداي تايمز" البريطانية، هذه نتائج تقرير نايت فرانك السنوي حول عدد الأمتار المربعة التي يمكن المرء أن يشتريها بمليون دولار، في اي مكان في العالم. يرى مؤشر نايت فرانك الرئيسي السكني الدولي لعام 2023 أن المواقع نفسها تتصدر القائمة للعام الثاني على التوالي: موناكو وهونغ كونغ تتصدران بمساحة 17 و 21 مترًا مربعًا على التوالي، وتعقبهما كيب تاون وساو باولو بمساحة 218 و 231 مترًا مربعًا. وما بين ذلك، الحركة كبيرة. فسوقي دبي وميامي تؤديان مهمة رئيسية في ارتفاع الأسعار بالسوق العقارية.

في العام الماضي، كان يمكن شراء 136.5 مترًا مربعًا في دبي بمليون دولار، إلا أن عدد الأمتار المربعة انخفض في هذا العام إلى 105 فقط، بينما انخفض في ميامي من 77.4 في العام الماضي إلى 64 مترًا مربعًا في هذا العام.

تقول كيت إيفريت ألين ، رئيسة قسم البحوث السكنية الدولية في نايت فرانك: "قد يردنا نمو الأسعار في دبي بنسبة 44 في المئة إلى مفهوم العقار الباهظ، إلا أن هذه الأسعار ترتفع من قاعدة منخفضة. فهناك، يمكن بمليون دولار شراء مساحة تضاهي خمسة أضعاف المساحة الممكن شراؤها في هونغ كونغ"، مع توقع ارتفاع أسعار العقارات في دبي بنسبة 13.5 في المئة في هذا العام، خصوصًا أن دبي تتصدر مؤشر المدن العالمية في وكالة سافيلز لعام 2022، مع توقع نمو أكثر تواضعا لرأس المال بين 6 و 7.9 في المئة في هذا العام.

تضيف إيفريت ألين: "مقرر أن نرى دبي، وسنغافورة أيضاً، على رادار المستثمرين العالميين في العام المقب، فكلاهما يخفف من قواعد التأشيرات ويوسع الخيارات المتاحة لغير المقيمين، وهذا يساعد على ترسيخ مكانتهما مركزين إقليميين لثروات. فاعتبارًا من أكتوبر 2022، تمكن الأفراد في دولة الإمارات العربية المتحدة التقدم بطلب للحصول على تأشيرة ذاتية جديدة مدتها خمس سنوات، بما في ذلك تصاريح الإقامة لأفراد الأسرة المباشرين، ما يلغي الحاجة إلى كفيل إماراتي في 122 نشاطًا تجاريًا".

وفقًا لـ "صنداي تايمز"، هذه لائحة بالمواقع المرشحة للازدهار في عام 2023:

دبي أولى

اياً كانت الفكرة الذهنية عن دبي، فإنها تحتل المرتبة الأولى في العديد من التصنيفات للعام المقبل. ما الذي تشتريه بمليون دولار؟ بنت شركة "تشيستيرتون" منازل مؤلفة من ثلاث غرف نوم للتملك الحر حديثًا في المرابع العربية الثالثة خلف شاطئ جميرا مقابل 965 ألف دولار، ومنازل مؤلفة من غرفتي نوم وثلاث غرف نوم في برج مارينا أركيد في دبي مارينا، بما يزيد قليلاً على مليون دولار.

ميامي الحافلة بالأبراج

احتلت مدينة ميامي في فلوريدا المركز الثالث في توقعات سافيلز للعام المقبل، لكن مع ارتفاع متوقع أقل كثيراً من نسبة نمو 25.4 في المئة التي حققتها في العام الماضي. تتوقع سافيلز أن تزيد قيم رأس المال بنسبة 4 إلى 5.9 في المئة، مدفوعة بنقص المعروض في السوق و "الهجرة الهائلة" للثروة إلى المدينة.

يقول روري مكمولين، مدير وكالة سافيلز: "حتى الآن في عام 2023، كانت ميامي سوقًا ناشطة، وإذ انخفضت سرعة المبيعات بسبب كوفيد، نتوقع استمرار الطلب".

بالنسبة إلى العقارات التي تبلغ قيمتها مليون دولار، يظن مكمولين أن المناطق التي تستمر في الأداء الجيد تشمل بريكل وإيدجووتر وميامي بيتش، على بعد ثلاثة أميال من الشاطئ الجنوبي، هي منطقة أعمال أعيد دمجها بالمدينة كي تكون مركزاً للعمل والراحة، بفضل ما أقيم فيها من مراكز تسوق حديثة ومراكز ترفيه ومجموعة من الأبراج السكنية الشاهقة. ثمة منازل مؤلفة من غرفة نوم واحدة يبدأ سعرها من 270 ألف دولار، ويصل سعر منزل مؤلف من غرفتي نوم في آيكون بريكل مع شرفة وإطلالات على خليج ميامي والنهر إلى 979 ألف دولار.

مدريد في دائرة الضوء

لم يسبق للمقيمين في العاصمة الإسبانية أن بالغوا في الترويج لمدينتهم الرائعة، إلا أن افتتاح مجموعة من فنادق الخمس نجوم، إلى جانب المعارض المقامة للاحتفال في هذا العام بالذكرى الخمسين لوفاة بابلو بيكاسو، وضعت مدريد في دائرة الضوء. يضع نايت فرانك المدينة في المركز الثالث لنمو الأسعار في عام 2023 (بالاشتراك مع دبلن ولشبونة ولوس أنجليس وباريس وسنغافورة) مع توقعات بزيادة قدرها 4 في المئة.

يقول أولي بانكس من نايت فرانك: "تواصل مدريد تقديم قيمة جيدة جدًا عند مقارنتها بالعواصم الأوروبية الأخرى".

من شأن استثمار مليون دولار أن يكفي لشراء بنتهاوس مؤلف من غرفتي نوم في وسط المدينة في جوستيسيا قرب غران فيا، أو شقة أنيقة وعصرية مؤلفة من غرفتي نوم في مبنى تاريخي تم تجديده حديثًا في شامبري العصرية.

لشبونة تجذب الأميركيين

تبقى البرتغال منطقة جذب للمستثمرين والمشترين الدوليين، مع زيادة أعداد المقيمين الأجانب في جميع أنحاء البلاد لسبع سنوات متتالية. الأميركيون آخر من ساقته هذه الجاذبية إلى لشبونة، مدفوعين بقوة عملتهم وبالتأشيرة الذهبية. تُظهر بيانات الحكومة البرتغالية أن عدد الأميركيين الذين يعيشون في البرتغال ارتفع بنسبة 45 في المئة في عام 2021. فهل سيتم الإعلان عن خطط لوقف منح التأشيرة الذهبية؟

يقول ديفيد مورا جورج، مدير البرتغال في "أثينا أدفايزرز": "لن يكون لنهاية خطة التأشيرة الذهبية في لشبونة تأثير كبير في السوق. سيكون الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر هم الأكثر اهتمامًا بنوعية الحياة إضافة إلى البرامج الضريبية المعتدلة، حيث يمكنهم خفض ضريبة دخلهم بشكل كبير".

بمليون دولار (أي نحو 937000 يورو)، يقترح جورج البحث في مارفيلا في الشرق، متجهًا نحو مركز التكنولوجيا سريع التطور في باركي داس ناكوس، أو غرب المركز في إستوريل، المنشأة قرب المدارس الدولية.

برلين تلحق بركب النمو

كانت برلين الأقل أداءً بين العواصم الأوروبية، لكن يبدو أنها تلحق سريعاً بركب النمو من خلال تحديث المباني وجذب الشباب وقوة عاملة دولية جيدة التعليم. يقول روبرت غرين من شركة "سفير إستايتس": "كان أداء سوق العقارات في برلين جيدًا خلال العام الماضي، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 4 في المئة في معظم المناطق". بدأ ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم وانخفاض عروض الرهن العقاري لدى البنوك التي تطالب بمستوى أعلى من الودائع وتكاليف الطاقة المرتفعة في التأثير على السوق. المشترون أشد حذرًا، والمفاوضات تستغرق وقتًا أطول مما كانوا عليه قبل عام. قد يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بنسبة 0.5 في المئة أخرى في مارس".

يقول غرين إن ارتفاع التكاليف ونقص المخزون يغذي سوق الإيجارات، ويشجع المستثمرين على الشراء للتأجير. يضيف: "يستمر الاهتمام ببرلين بعد الوباء، حيث يبتعد المستثمرون بشكل متزايد عن الأسواق الإقليمية الأصغر، وبرلين تتحول إلى واحدة من أكثر المدن العصرية في أوروبا ، حيث من المقرر أن يرتفع عدد سكانها من ثلاثة ملايين إلى ما يقرب من أربعة ملايين بحلول عام 2040، ما يجعل سوق الاستثمار السكني آمنة منخفضة المخاطر".

المنتجعات في الواجهة

بشكل عام، تفوقت المنتجعات على المدن في العام الماضي بفضل الآثار المستمرة لأسلوب حياتنا بعد الوباء. بالنسبة إلى القادرين على العمل من أي مكان، فإن الرغبة في التجارة بأسلوب حياة المسافر في "الضواحي" في مكان تميزه مساحات خضراء وهواء منعش ساعدت على زيادة الأسعار في المنتجعات بنسبة 8 في المئة بشكل المتوسط. سجلت ميامي وجزر الباهاما نموًا سنويًا في الأسعار يزيد على 15 في المئة في العام الماضي، كما يقول مارك هارفي، رئيس قسم المبيعات الدولية في نايت فرانك.

يضيف هارفي: "كانت أسواق مثل توسكانا وبروفانس وجبال الألب الفرنسية وبربادوس من بين المناطق المزدهرة لدينا من دون توقف الاستفسارات في عام 2022".

يعتبر الإلمام بهذه المنتجعات التقليدية والثقة في عملية شرائها أحد أسباب نجاحها ، كما يقول روبرت غرين، مشيرًا إلى سويسرا باعتبارها الوجهة الأفضل أداءً في العام الماضي حيث تجاوزت المبيعات مليوني دولار. مضيفًا أن المنتجعات من فئة الخمس نجوم في اليونان قدمت أداءً جيدًا، بفضل سوق محلية قوية، حيث سجلت ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 10 في المئة. كان أداء البرتغال قويًا أيضًا بزيادة ملحوظة في عدد المشترين الأميركيين".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "صانداي تايمز"