إيلاف من سان فرانسيسكو: في زمن التطبيقات الذكية، أصبحت الهواتف تحمل كل تفاصيل یومنا. من عدد خطواتنا، إلى أقرب مسجد، إلى حالة الطقس في المدینة التي سنسافر إلیھا الأسبوع القادم... كل شيء متاح بضغطة: "سماح (Allow)".

لكن خلف هذه السهولة، هناك سؤال بسيط ومهم: هل تطبيقات الصلاة أو الطقس تأخذ فقط ما تحتاجه؟ أم أنها تعرف عنك أكثر مما تعتقد؟

تطبيقات مثل "تحديد اتجاه القبلة" أو "مواقيت الصلاة" تطلب عادة الوصول إلى موقعك الجغرافي، وھذا یبدو منطقیًا. لكن كثیرًا من ھذه التطبيقات تطلب صلاحيات إضافية لا علاقة لھا بمهمتها الأساسية، مثل الوصول إلى ملفات الصور، أو قائمة الأسماء، أو حتى الميكروفون!

ولأن المستخدم یضغط غالبًا على "السماح" دون تفكير، تُصبح ھذه التطبيقات بوابة لجمع بياناتك... ومن ثم بیعھا.
نعم، بیعھا! في تقارير عدة خلال السنوات الماضية، وُجد أن بعض التطبيقات المجانیة التي تقدم خدمات تبدو دینیة أو خدمية، كانت تبیع بیانات - عبر أطراف ثالثة - الموقع الجغرافي لشركات تسويق أو حتى جھات حكومية.

وكشف تقرير نشرته "فايس" (Vice) الأميركية عام 2020، أن أحد التطبيقات الشھیرة لتحديد اتجاه القبلة شارك بیانات ملایین المستخدمين مع جھات خارجية دون علمهم.

ھل ھذا یعني أن كل التطبيقات مریبة؟ طبعًا لا. ھناك تطبيقات محترمة وموثوقة، لكن الفرق أن المستخدم لا یملك غالبًا الأدوات أو الوعي لمعرفة من الصادق، ومن یستخدم اسمه الجميل لیتسلل إلى معلوماتك.

لكن ما الحل؟
- راجع دائمًا الصلاحيات التي یطلبھا التطبيق.
- استخدم إعدادات الهاتف لتعطيل الوصول غیر الضروري.
- اقرأ تعليقات المستخدمين، خصوصًا السلبية.
- ولا تنخدع بكلمة "مجاني"... لأن المجاني أحیانًا یعني: أنت السلعة.

الخصوصية لا تحتاج أن تكون خبیرًا لحمایتھا، بل فقط أن تكون فضولیًا كفایة لتسأل: لماذا یرید ھذا التطبيق معرفة كل ھذا عني؟

في عالم یطلب منك أن تثق بالتقنیة، من الحكمة أن تثق بفضولك أولًا.