إيلاف من سان فرانسيسكو: لم تعد الغيرة بين الأزواج مجرد أسئلة عابرة أو رسائل متكررة. في عصر الهواتف الذكية، بدأت بعض العلاقات السامة تأخذ منحى أكثر خطورة، حيث يتحول الاهتمام الزائد إلى مراقبة رقمية سرية. قصص مثل قصة ليلى، التي اكتشفت أن شريكها يعرف تفاصيل لا علاقة له بها، مثل أسرار عائلية أو خلافات شخصية لم تُخبره بها أبدًا، لكنها تسربت عبر هاتفها المراقَب. الخبراء يؤكدون أن تطبيقات التجسس متاحة اليوم بسهولة، تُباع تحت أسماء مثل “الرقابة الأبوية” لكنها تُستخدم خلسة لتعقب الشريك. هذه البرامج يمكن تثبيتها على أجهزة iPhone أو Samsung في دقائق معدودة، لتفتح نافذة سرية على المكالمات والرسائل والموقع الجغرافي وحتى الصور المخزنة.
تقرير صادر عن Coalition Against Stalkerware عام 2024 أشار إلى أن آلاف الحالات سُجلت عالميًا لضحايا اكتشفوا أن هواتفهم كانت تحت المراقبة من قبل أزواجهم أو شركائهم. الأخطر أن الكثيرين لا يدركون الأمر إلا بعد شهور أو سنوات، عندما تتكشف تفاصيل شخصية يعرفها الطرف الآخر.
كيف تعرف أن هاتفك تحت المراقبة؟
- البطارية تنفد بسرعة غير مبررة.
- الجهاز يسخن حتى عند الاستخدام العادي.
- ظهور تطبيقات مجهولة أو اختفاء أيقونات مألوفة.
- استقبال إشعارات وروابط غريبة.
خطوات عملية لحماية نفسك:
1.افحص هاتفك بانتظام: في iPhone عبر “Privacy & Security”، وفي Samsung عبر “Device Care”.
2.غيّر كلمات المرور بانتظام، خاصة لحسابات Apple ID وGoogle.
3. ثبّت التحديثات باستمرار لأنها تغلق الثغرات التي قد تُستغل.
4. فعّل المصادقة الثنائية على حساباتك الأساسية.
5. لا تسلّم هاتفك كليًا حتى لأقرب الناس، فالثقة لا تعني التخلي عن حقك في الخصوصية.
الخبراء النفسيون يحذرون من أن المراقبة الرقمية تقتل الثقة وتحوّل الحب إلى سجن خفي. العلاقة الصحية تُبنى على الثقة المتبادلة، لا على تتبع كل خطوة، الرسالة هنا واضحة: الخصوصية ليست رفاهية، بل حق لا يقل أهمية عن الحب نفسه. وإذا وجدت نفسك في علاقة تُدار عبر تطبيقات التجسس بدلًا من الحوار، فربما حان الوقت لمراجعة تلك العلاقة بجدية.
















التعليقات