quot;الطاغيةquot; يضع الفاشية والهتلرية والناصرية في سلة واحدة

القاهرةمن سعد القرش:في حين أعادت مقاومة حزب الله اللبناني الروح الى ذكرى الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بعد نصف قرن على تأميمه قناة السويس يضع كتاب quot;الطاغيةquot; كلا من الفاشية والهتلرية والناصرية في سلة واحدة. وأشار امام عبد الفتاح امام أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس في مقدمة كتابه quot;الطاغيةquot; الى ما كتبه توفيق الحكيم بعد موت عبد الناصر عن استحواذ فكرة الزعامة عليه quot;وهي (الزعامة) التي أضاعتنا جميعا وهي التي جعلته (عبد الناصر) قوة مدمرة لنفسه ولمصر وللعرب.quot; كما نقل المؤلف عن الحكيم قوله ان quot;الفاشية والهتلرية والناصرية كلها تقوم على أساس واحد هو إلغاء العقول والإرادات الأُخرى ما عدا عقل وإرادة الزعيم.quot; وعلق امام قائلا quot;هكذا يدمر الطاغية نفسه ووطنه وأُمته عشقا في السلطة التي يريد أن ينفرد بها وكأنه النبي المُلهم ولا نبي بعده.quot; واستشهاد المؤلف في المقدمة المؤرخة بأول يونيو حزيران الماضي برأي الحكيم في عبد الناصر يعني الموافقة عليه مع استبعاد آراء أُخرى لمصريين وأجانب يعتبرون عبد الناصر رمزا لفكرة الحرية والمقاومة. ويحمل الكتاب عنوانا فرعيا هو quot;دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسيquot; وطرحت مكتبة (نهضة مصر) بالقاهرة طبعته الرابعة هذا الاسبوع وتقع في 363 صفحة كبيرة القطع. ويضم الكتاب فصولا منها (في ضرورة السلطة) و(تأليه الحاكم في الشرق) و(عائلة الطغيان) إضافة الى صور الطاغية في صورة الذئب أو السيد أو رجل الدين.

وقال امام في مقدمة الطبعة الجديدة ان كتابه الذي صدرت طبعته الاولى عام 1993 منع من دخول معظم الدول العربية وصودر في بعض الدول quot;لانه زائر غير مرغوب فيه... لايزال (الكتاب) صارخا في برية الشرق المتخلف.quot; ورسم بعض ملامح الطاغية قائلا ان يمتاز بالقاء خطب رنانة quot;لكنها جوفاء. وكلام معسول وحديث منمق عن المواطن وكرامته وعزتهquot; مضيفا أنه بسبب هؤلاء الطغاة quot;تخلق لنا (الشرقيين) جلد العبيد.quot; وقال المؤلف ان أبرز نموذج للطاغية هو الزعيم النازي أدولف هتلر. لكنه وضع الى جواره الاندونيسي سوكارنو وعربا راحلين وأحياء وصف أحدهم بأنه سفيه لكنه لم يصرح الا باسم الرئيس العراقي السابق صدام حسين باعتباره الحاكم العربي الذي لايزال على قيد الحياة quot;المسموح بنقده صراحةquot;.

وشدد على أن المنقذ مما وصفه بالتخلف السياسي والاجتماعي في العالم العربي والشرق عموما هو أن يمتلك المواطن فرديته أي وعيه الذاتي المستقل فلا يصبح ضمن كتلة بشرية بلا ملامح شخصية مضيفا أن الديمقراطية هي الكفيلة بحل مشكلات العالم الثالث. وأبدى دهشته من مقولة أن هناك شعوبا خلقت للنظام الديمقراطي وأخرى يؤدي تطبيق الديمقراطية فيها الى اثارة نزاعات عرقية وتساءل quot;أليس في هذا عنصرية حقيقية..quot;