اليونسكو تمنح اليمن فرصة أخيرة قبل شطب زبيد من قائمة التراث الإنساني

محمد الخامري من صنعاء: علمت إيلاف من مصادر مطلعة في الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أن منظمة اليونسكو العالمية أمهلت السلطات اليمنية مهلة أخيرة للبدء في تنفيذ برنامج إنقاذي شامل لحماية ما تبقى من المعالم الأثرية في مدينة زبيد التاريخية والتي باتت مهددة بالاندثار قبل أن تباشر quot;اليونسكوquot; في إجراءات شطب المدينة من قائمة التراث الإنساني بصورة نهائية.
وأضافت المصادر أن هذه المهلة جاءت عقب تقرير رفعه فريق من مركز التراث العالمي في اليونسكو كان قد وصل إلى اليمن في 17 كانون الثاني quot;ينايرquot; الماضي للاطلاع

آثار تاريخية في زبيد
على الجهود التي بذلت لتأهيل مدينة زبيد والحفاظ على مكوناتها التراثية والحضارية وخاصة منذ العام 2000م عندما تم إدراجها في قائمة الخطر وشطبها من اليونسكو ، وتقييم وضع المدينة، وخلصوا إلى أن المعالم الأثرية والتاريخية آيلة للاندثار التام في ظل الإهمال واللامبالاة من قبل الحكومة والسلطات المحلية في الحفاظ على معالم وأثار المدينة التاريخية.
وأدرجت زبيد ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي في العام 1993م قبل أن يتم وضعها قبل سنوات ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر وهي الخطوة التي تسبق عادة قرار الشطب النهائي من القائمة الإنسانية نهائياً إذا لم تبادر السلطات المحلية بتنفيذ برامج عملية وسريعة للحماية والحفاظ على شرط أن تقنع تلك الإجراءات خبراء المنظمة العالمية.
وكان وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية قال خلال الفترة السابقة إن الهيئة بدأت بتنفيذ عددا من الالتزامات لإخراج مدينة زبيد التاريخية من قائمة التراث العالمي تحت الخطر في إطار خطة شاملة في هذا الجانب.
وأضاف أن خطوة نقل مدينة زبيد من قائمة التراث العالمي تحت الخطر سوف يتم من خلال البدء
تهدم مدينة زبيد التاريخية
برصف المدينة ومعالجة التشوهات والمخالفات, موضحا انه تم في هذا الإطار خلال الفترة الماضية الانتهاء من ترميم باب سهام ونوبة الكتف وبوابة الشباريق وبوابة النخل وإنشاء محراق للياجور وترميم 28 منزلاً وإنشاء شبكة صرف صحي بالمدينة.
يشار إلى أن مدينة زبيد تعد أحد أهم المدن الساحلية الغربية ذات الأهمية التاريخية والأثرية في اليمن كونها تضم العديد من المعالم الأثرية الهامة إلى جانب المكانة العلمية التي كانت تتمتع بها في الفترة الإسلامية والتاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي ) عام 204هـ عندما اختطها عسكرياً محمد بن عبدالله بن زياد بأمر من المأمون بن هارون الرشيد وحتى فترة الأئمة .
وتقع مدينة زبيد في سهل تهامة الغربي وتبعد عن البحر الأحمر 25 كيلو متر وعن الجبل 25 كيلو متر ، طقسها حار صيفاً معتدل شتاءً ، فهي محاطة بسور من الأجور والأبراج والقلاع والأبواب وما زالت آثارها باقية حتى الآن ، ولها من المنافذ البحرية أربعة ( البقعة ، ميناء غلافقة ، الفازة والمخا ) .
وسميت زبيد باسم الوادي الذي تقع في منتصفه وترتفع عن سطح البحر بـ 110 م وتقع بين واديين وادي زبيد ووادي رماع .. كما تسمى أيضاً الحصيب الصغير نسبة إلى الحصيب بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن سبأ .
يحدها من الشرق جبال وصاب السافل ، جبل راس ومن الغرب مديرية التحيتا ومن الشمال مديرية بيت الفقية ومن الجنوب مديرية حيس والخوخة .
ولقد أثبتت الدراسات الأثرية الميدانية من خلال الحفريات والتنقيبات الأثرية التي أجريت في مدينة زبيد أنها مرت بفترات تاريخية متعددة ابتداءً من تشييد جامع الأشاعر الذي أسسه الصحابي أبو موسى الأشعري في السنة الثامنة للهجرة والذي يتوسط المدينة القديمة .. كما دلت نتائج المسوحات الأثرية الاستيطان البشري بهذا السهل يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد إذ تعتبر قرية الشمة غرب القراشية الواقعة غرب مدينة زبيد من أقدم المواقع التي استوطن فيها الإنسان القديم في هذه المنطقة والتي اعتمد فيها الإنسان في حياته على حياة الصيد ، وتم الاستدلال على ذلك من خلال ما تم جمعه من الملتقطات السطحية لهذا الموقع مثل السهام والرماح والسكاكين والمكاشط المصنوعة من حجر الصوان والتي تعود إلى فترة عصور ما قبل التاريخ.
ودلت نتائج الحفريات والتنقيبات التي قامت بها البعثة الأثرية اليمنية الكندية المشتركة عام 1997م عن وجود مستوطنات أخرى لعصور ما قبل التاريخ في منطقة المدمن غرب مدينة زبيد على مقربة من ساحل البحر الأحمر ويعود هذا الموقع إلى فترة العصر البرونزي باليمن (1800 ـ 2500) ق. م.