نزار الرياني : شوارع الكويت هذه الأيام تبدو كلوحات تشكيلية تغطيها كل الألوان، وأرصفتها مليئة بصور المرشحين التي باتت تنافس أعمدة الاضاءة وأشجار الزينة التي تتميز بها، وشعارات لهذا المرشح وعنوان لمشروع عمل لمرشح آخر، و زاد ذلك الكرنفال الديمقراطي حلاوة ً دخول المرأة وبقوة كناخبة وكمرشحة لأول مرة في تاريخ التجربة الديمقراطية الكويتية التي تعتبر الأولى والأكثر تميزا ً في منطقة الخليج .

ومن الطبيعي أن تشتعل المنافسة بين المرشحين، ولكن معركة أخرى طفت على السطح بين مونديال ألمانيا ومونديال الكويت، وقد أثر الأول على الثاني بشدة، فبات من الصعب على المرشح أن ينتزع الناخب من أمام شاشة التلفاز ويحرمه مشاهدة فرجة كرة قدم على مستوى كأس العالم ليجلسه في المقر الانتخابي ويسمعه شعارات وخطبا ً قد لا تهمه وقد لا تعني له شيئا ً، لذا وجد المرشحون لزاما ً عليهم أن يخلطوا بين المونديالين فما كان منهم إلا أن أحضروا شاشات عملاقة لعرض مباريات المونديال عليها لمرتادي المقرات الانتخابية فعقدوا بذلك مصالحة ً بين المعركتين انتهت لصالح الناخب الذي حضر مباريات البطولة دون أن يتكلف عبء الاشتراك في محطة quot;مشفرةquot; أو أن يذهب إلى المقهى الذي تضاعف فيه سعر كوب الشاي ثلاثة أضعاف على الأقل وزيادة ً على ذلك كسب الناخب quot; المتفرج quot; ضيافة ً quot; خمس نجوم quot; من سندويشات وحلوى وعصائر .وبما أن المعركة الانتخابية ستنطلق يوم 29 يونيو الجاري وبالتالي فإن معركة quot; المونديالين quot; ستنتهي، الأمر الذي سيعيد الناخب إلى كراسي المقاهي ورائحة الشيشية ورطوبة الجو المزعجة .

ولكن الكاسب الأكبر من كل هذه المعارك هو المتفرج الذي تمكن من فك شيفرة بعض المحطات الأوربية وجلس في بيته يتابع المباريات كافيا ً الناس خيره وشره ، دون أن يدفع فلسا ً واحدا ً لأية جهة ودون أن تزعجه ضجة المقاهي أو يخنقه دخانها ودون أن يعتاد كرم المرشحين المؤقت .

[email protected]