نزار الرياني : حفنة من القادة والطغاة ، تتكبر وتتجبر ، تقتل وتظلم ، تعتقل وتنفي ، تهجـَر وتنفـَر ، تسرق وتنهب ، تهيمن وترعب ، وتمارس كل الأعمال المافيوية وكل ما له علاقة بالجرائم والنصب والاحتيال والفساد والافساد ، كل ذلك باسم quot;الوطنquot; الذي احتكروه من بابه إلى محرابه ، بجباله وسهوله ومياهه المحلية والاقليمية وبمصانعه ومرافقه ومشاريعه الفوقية والتحتية وبمناقصاته ومزاداته أي أن هذه الطغمة الحاكمة quot; أكلت البيضة والتقشيرة quot; فبلعت الوطن بكل مقوماته حتى أنها حرمت المواطن العادي من ممارسة حبه لوطنه وعشقه له لأنها بحجة أنها الأمينة والمؤتمنة .

هذه الحفنة الفاسدة التي تتاجر كل يوم بممتلكات الوطن من الرغيف إلى برميل النفط ، وهي تتعامل مع الوطن كشركة quot; محاصة quot; حيث ينتهي انتماؤها للوطن بانتهاء انتفاعها منه ، أجل إن الوطن بصريح العبارة بالنسبة لهذه الطغمة هو علبة quot; كلينكس quot; يستخدم مرة واحدة .

لا يا سادة ، الوطن هو الولادة والانتماء والبقاء ، الوطن هو آلاف الأمتار المكعبة من الدماء التي روت الأرض لتحرره وتمنحنا الاستقلال ، الوطن هو ثقافتنا العريقة وموروثنا الأخلاقي النبيل ، الوطن هو علماؤنا ومفكرونا وشعراؤنا وفنانونا ومبدعونا وثوارنا الحقيقيون ثوار ما قبل quot; الخاكي quot; ، الوطن هم أطفالنا الذين سيحاسبون كل من عمل quot; باسمهم quot; على الوضع المرتدي الذي سيصلون إليه ، الوطن أكبر من كل طغيانكم وفسادكم وسرقاتكم وبطشكم وإذلالكم وقهركم لشعوبكم ، الوطن أرحب من سجونكم وأكبر من عقولكم .

quot;أيها المارون quot; عبارة أطلقها الشاعر الكبير محمود درويش على من اغتصب الأرض وهنا يطيب لي أن أطلقها ثانية ً ولكن على من اغتصب الحرية ، ولكن عزاءنا في أن جولة الباطل لن تطول .