رسم كاريكاتوري لـ جون روبرتس

ربيع ديركي : في ملكوت التنظير، عاليا متعاليا، أطل علينا زعيم التقدمية والإشتراكية في لبنان، زعيم نواب ديمقراطيين يرددون عن ظهر قلب ما يقوله زعيمهم القابع في قصره العاجي منذ 29 عاما مارس خلالها،وما زال يمارس، فهمه الفريد، المنسجم مع فرادة الصيغة اللبنانية، عن التقدمية والإشتراكية والديمقراطية بموقف تقدمي : مطالبة سيد المقاومة الإسلامية المذهبية في لبنان بالإستقالة كون السيد قال في مقابلته المتلفزة الأخيرة ما مفاده أنه لو عرف أن حجم العدوان الإسرائيلي على لبنان سوف يكون بهذا الحجم لما أقدم على أسر الجنديين الإسرائيليين . وبالتالي، بحسب الزعيم العظيم، عندما يخطئ quot;الكبارquot; يجب أن يستقيلوا.

جميلة هي دعوتك يازعيم التقدمية والإشتراكية الطائفية.... كيف يمكن جمع التقدمية والإشتراكية مع الطائفية.... بسيطة : الزعيم لأنه عظيم يستطيع جمع الشيء ونقيضه في وقت واحد لا لشيء إلا لأنه زعيم عظيم ، وبالتالي لا يجوز تقدميا وإشتراكيا وديمقراطيا سؤال زعامة الزعيم عن كيفية جمعه بين المتناقضات فزعامته صاحب نظرية جديدة في الديلكتيك المعاصر.

إذا أردنا أخذ دعوة زعامة الزعيم العظيم الى خواتمها السعيدة، أي وجوب استقالة كل quot; كبيرquot; أخطأ، والسير بالدعوة ينسجم مع المنطق الداخلي للزعيم الداعي، نعد أنفسنا بإستقالات بالجملة تؤسس لبناء لبنان غير طائفي غير لبنان زعماء الطوائف والمذاهب والإقطاع المالي والسياسي القابضين على الوطن من ساحتين مختلفتين في الشكل متماثلتين في المضمون الطائفي السلطوي التبعي، وما بينهما من الطامحين للوصول الى سدة الرئاسة الأولى أو المتزلفين الساعين بأي ثمن لإمتلاك نمرة زرقاء . لبنان العلماني العربي الديمقراطي الحر السيد المقاوم .... لبنان الواحد لا لبنان الدول داخل الوطن .

والحال، زعامة الزعيم بما أن quot;كبارquot; الثامن من آذار والرابع عشر منه وquot;الكبيرquot; الذي خرج من تحالف التاريخ الأخير وجلس بين التاريخين- الثامن من آذار والرابع عشر منه - يعد الدقائق للوصول الى سدة المنتهى... سدة الرئاسة الأولى، تاريخهم حافل بالأخطاء الجسيمة التي يحتاج ذكرها الى مجلدات ومجلدات ، فلماذا لا تكون يا زعيم طائر الفينيق والفادي ؟ لماذا لا تكون يا زعيم أول كبير يستقيل ؟ .

ما أجمل أن يشاهد الواحد منا من يقرن القول بالفعل ، ولكننا حرمنا من مشاهدة ما نحلم به و ما نطمح اليه فنحن جيل وعينا على quot;كبارquot; وصلوا الى مناصبهم بالوراثة العائلية أو السياسية أو المالية أوبحكم تبعيتهم للخارج أو جميع ما ذكر ... نحن جيل ما سمعنا سوى شعارات يرددها quot;كبارناquot; وما عشنا سوى ممارسة كل ما هو نقيض للشعارات المرفوعة . لذلك زعامة الزعيم يا quot;كبيرquot; لماذا لا تحقق حلمنا وطموحنا لماذا لا تقرن القول بالممارسة وتستقيل لأنك أخطأت وهذا بإعترافك . عندها من الأكيد سوف تصبح زعيم وquot;كبيرquot; لبنان والأمة العربية بالفعل وليس بالتصفيق، وعندها ليتحمل كل quot; كبيرquot; مسؤوليته وليحاكم الشعب quot;كبارهquot; وليكتب التاريخ المعاصر للبنان بحروف من ذهب، ولو لمرة واحدة، أن زعيم التقدمية والإشتراكية في لبنان مارس بالفعل ، بعد حوالي 29 عاما ،ما يقوله .