تمارا بزبز من عمّان: يقول جبران خليل جبران quot; إذا أشارت المحبة اليكم فاتبعوها . وإذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها وإذا خاطبتكم فصدقوها ... المحبة لا تعطي إلا من ذاتها ... ولا تأخذ إلا من ذاتها quot;.
مع سقوط الحواجز بين الشعوب أصبحنا نسمع عن كثير من الأعياد ولعل عيد الحب هو واحد من أكثر تلك الأيام شهرة، التي يحتفى بها، في أطراف الأرض. وترافق الاحتفال بهذا اليوم والذي يوافق 14 شباط من كل عام ظواهر عدة من أهمها انتشار اللون الأحمر الذي يدل على المحبة في مختلف الأماكن فالمحلات تضاء باللون الأحمر، والملابس في المحلات التجارية ، الهدايا ، الزهور ، كروت المعايدة ، طاولات المطاعم ، الشموع المتقدة في المحلات والمنازل، كل ذلك باللون الأحمر.
وسط هذه الأجواء قمنا باستطلاع آراء الشباب برأيهم عن هذا اليوم وما الذي يمثله لهم ؟ وهل يحتفلون به أم أنه مجرد يوم عادي في حياتهم ؟


يحيا الحب
quot; يحيا الحب quot; هكذا تعتقد رولا وائل 21عاما والتي تقول إن هذا اليوم جميل جدا تدفق فيه مشاعر الأحبة مشيرة الى أنه مهم للمتزوجين وليس فقط للعشاق فهو فرصة لهم لإحياء المشاعر المدفونة وسط مشاغل الحياة فينعش مشاعرهم القديمة
وتقول إنها تحتفل بهذا اليوم .
quot; للمتزوجين فقطquot; هذا رأي أنوار الصالح 20 عاما بعيد الحب حيث تقول اعتبره سخافة بالنسبة للمراهقين لكنه جميل للمتزوجين ، مشيرة الى انها لم تحتفل بهذا اليوم .
دخيل على العادات الشرقية
دخيل على عاداتنا وتقاليدنا بهذه الكلمات ردت شمس البحيري 24 عاما موضحة أن هذا اليوم لا يمثل لها أي شيء معتبرة أن أسوأ ما في هذا اليوم انك لا تعرف ماذا ترتدي فاذا اردتيت اللون الاحمر يقولون إنك تحتفل بهذا اليوم واذا ارتديت اسود مثلا يقولون انك حزين على فراق الحبيب وهكذا حال بقية الالوان .
تشاركها نور شموط 24 عاما الرأي بأن هذا اليوم دخيل على عاداتنا لكنها تحتفل فيه مع صديقاتها مشيرة إلى أن الحب لا يقتصر على اثنين quot; ذكر وانثى quot; فالحب موجود بين الجميع .
ليس فقط في هذا اليوم
quot; تمثيل quot; بهذه الكلمة وصفت جود بركات 18عاما عيد الحب مبينة أنها تلقت هدايا في هذا اليوم لكنها تفضل بأن يعبر الشخص لحبيبه عن مشاعره في كل أوقات العام وليس في يوم واحد من السنة .
يشاركها بالرأي تامر25 عاما حيث يقول إن الاحبة لا ينتظرون هذا اليوم كي يعبروا لبعض عن مشاعرهم فلديهم كل أوقات السنة لذلك ، معتبرا أن أسوأ ما بهذا اليوم ان تفقد حبيبك خلاله .
رولا الهندي 19 عاما تقول إنها احتفلت بهذا اليوم وتلقت الهدايا ،لكنها توضح أن الاحتفال ليس بالضرورة أن يكون مع الحبيب فقد يكون مع الصديقات .
مي سعيد 23 عاما توضح أن هذا اليوم لا يمثل لها شيئا فهي تحتفل مع خطيبها في اليوم الذي تعرفا فيه إلى بعض وليس في عيد الحب وتقول أسوأ شيء في هذا اليوم هو بعد خطيبي عني .

رمز للحب
عبد العزيز عزام 19عاما يقول ان هذا اليوم يعبر فيه الانسان لحبيبه عما في داخله من مشاعر مشيرا الى انه كان يحتفل بهذا اليوم فقد كان يحادث حبيبته ليلا ويخرجان معا اثناء نهار اليوم ذاته ويتبادلان الهدايا معتبرا ان أسوأ شيء في هذا اليوم ان يكون الشخص قد أحب وفقد حبيبه .
ألاء جابر 21 عاما تقول هذا اليوم جميل جدا فهو رمز للحب ، معتبرة مظاهر الاحتفال به غاية في الروعة مع أنها لم تحتفل به في حياتها ولم تلبس الاحمر في هذا اليوم ابدا .
وليد زهير 21عاما يوم جميل مخصص للمحبين احتفل فيه وألبس اللون الاحمر وأسوأ شيء فيه أن لا ترى حبيبتك .
يعتبر عبد الله عزام 20عاما هذا اليوم من اجمل الايام لكنه يفقد جماليته عندما لا يستطيع المحب الخروج مع حبيبته ، مشيرا إلى أنه سيحتفل وحبيبته هذا العام حيث سيخرج معها ويتبادلان الهدايا .
مروة عبود 23 عاما تقول تزوجت السنة الماضية في عيد الحب حيث اعتبرت أن الزواج في هذا اليوم هو تكليل لحب دام سنوات كنت أحتفل فيها بهذا اليوم .
رزان حمدان 19 عاما تقول هذا يوم مثل اي يوم اخر وأسوأ شيء فيه المبالغة من الناس في الاحتفال فيه.
هبة صبح 21عاما تعتبر هذا اليوم هو استغلال للاشخاص من قبل المحال التجارية لتحقيق المكاسب المادية والتي تُفرّغُ هذه الأيام الجميلة من مضمونها الإنساني.

محمد يونس بائع في محل هدايا يقول منذ بداية شهر شباط يزداد الاقبال على شراء الهدايا لقرب حلول عيد الحب مشيرا الى أن أعمار المشترين تتراوح تقريبا بين 17 ndash; 27 عاما موضحا ان الاقبال يزداد على الدببة الحمراء و الهدايا والكروت المخصصة لهذا اليوم .

وعند سؤالنا للشباب quot; هل تعرفون سبب نشأة quot;عيد الحبquot;؟ quot; فجاءت إجابات أغلبهم بالنفي ،وقد أوردنا لكم المعلومات التالية للتعرف إلى سبب نشأة وأصل هذا اليوم :
تسميته

سمي يوم الفالنتاين quot; عيد الحبquot; تيمنا بشهيدين مسيحيين اسمهما فالنتاين، وقد ارتبط هذا اليوم بالحب والرومنسية منذ العصور الوسطى وذلك بعد أن انتشرت فكرة الحب الغزلي. وفي هذا اليوم يتم تبادل الرسائل الغرامية، وبطاقات المعايدة ذات الطابع الرومنسي. وبالنسبة إلى رموز الفالنتاين في العصر الحديث فهناك القلب والكيوبيد المجنح، ويتم تبادلها مع الرسائل الغرامية. ومنذ القرن التاسع عشر انتشرت الرسائل التي تكتب باليد ويتم تبادلها بين الأحباء وأصبحت توزع بالملايين. وقد قدرت جمعية بطاقات التهنئة أن عدد البطاقات التي يتم تبادلها في جميع أنحاء العالم في عيد الفالنتاين وصل الى بليون بطاقة تقريبا، ما يجعل عيد الفالنتاين رقم اثنين بعد عيد رأس السنة الميلادية في ما يتعلق بعدد بطاقات التهنئة المتداولة، وقد قدرت الجمعية أن النساء يقمن بشراء حوالى85% من جملة بطاقات الفالنتاين.
وفي الولايات المتحدة تم الترويج لعيد الفالنتاين من خلال جعله عيدا رسميا، وقد ظهرت بعض الاتجاهات التي قامت بتسمية يوم الرابع عشر من شباط بــ(يوم الوعي للعذاب).
تاريخه
بدأ في كنيسة كاثوليكية على شرف القديس فالنتاين (Saint Valentine) الذي كان يعيش تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني في أواخر القرن الثالث الميلادي، فقد لاحظ الإمبراطور أنَّ العزاب أشد صبرًا في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب إلى المعركة، فأصدر أمرًا بمنع عقد أي قران، غير أنَّ القس فالنتين عارض ذلك، واستمر في عقد الزواج بالكنيسة سرًّا حتى اكتشف أمره،وقد حاول الإمبراطور بعد ذلك إقناعه بالخروج عن إيمانه المسيحي وعبادة آلهة الرومان، ليعفو عنه، ولكن القديس فالنتين رفض ذلك بشدة وآثر التمسك بدينه، فنُفِّذ فيه حُكم الإعدام يوم14 شباط، وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الحب إحياءً لذكرى القس الذي دافع عن حق الشباب في الزواج والحب. وارتباط العيد في شباط وتحديدا في منتصف كانون الثاني إلى منتصف شباط، ويعود إلى بعض المعتقدات الرومانية عند الرومان، ففي العصور القديمة عند الرومان يعتبر15 شباط مهرجان إله الخصوبة الذي كان يصور نصف عار مرتدياً جلد ماعز، الأحتفال يقوم على أن الكاهن يقوم بالتضحية بماعز ويشرب النبيذ، بعد ذلك ينطلقون في شوارع روما حاملين جلد الماعز على الرأس، مجامعة من يلقونه و خاصة الفتيات المتطوعات باعتقادهن ببركة الولادة.

أصله
يوجد اختلاف كثير حول أصل هذا العيد فحسب الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال عبارة عن تكريم لشهداء حرب، قيل قس في روما أو أسقف استشهد في القرن الثالث وقيل شهيد في شمال أفريقيا. لا يوجد ربط تاريخي دقيق بين القديس فلنتاين وعيد الحب، وفي القرن التاسع عشر الميلادي تم التبرع برفات القديس فلنتاين إلى كنيسة في دبلن في ايرلندا التي أصبحت محجة للناس في14 شباط. في1969 الكنيسة ألغت يوم القديس من تقويمها. وهناك اعتقاد بأنه بدأ في القرن الرابع عشر في إنكلترا و فرنسا.
المحكمة العليا للحب
ومع استخدام لغة القانون التي تستخدم في المحاكم في أغراض الحب الغزلي، تم إنشاء ما يسمى بـldquo;المحكمة العليا للحبrdquo; في باريس يوم عيد الفالانتاين عام1400، وكانت تلك المحكمة تختص بأمور الحب كافة، وكانت تتعامل مع عقود الحب، والخيانات، والعنف ضد السيدات، وكان القضاة يتم اختيارهم بواسطة السيدات على أسس قراءة الشعر.


أساطير الفالنتاين
من المحتمل أن تكون معظم الأساطير التي قيلت عن القديس فالنتاين تم تأليفها خلال هذه الفترة، ومن ضمن هذه الأساطير:
في الليلة التي سبقت استشهاد القديس فالنتاين لكونه مسيحيا، بعث برسالة غرامية الى ابنة السجان قال فيها: ldquo;من فالنتاين حبيبكrdquo; خلال الفترة التي منع فيها الأمبراطور كلوديوس الثاني الجنود الرومان من الزواج، كان القديس فالنتاين يساعدهم في إتمام زيجات سرية.
بدأ في الغرب في القرن التاسع عشر في شمال أميركا، من قبل المستعمر البريطاني. وبدأ في الانتشار في كثير من البلاد الغربية كيوم للمحبين والعشاق يتبادلون فيه هدايا الحب، ويغلب اللون الأحمر رمزاً له، وقد لعبت الرأسمالية في ترسيخ العيد حيث نسبة المبيعات تقدر بالملايين في أميركا وأوروبا واليابان.