محمد الخامري من صنعاء: في فكرة مغايرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الفن التشكيلي باليمن ، افتتح أمس المعرض التشكيلي الشخصي الأول للفنان ريان نجيب، والذي تأتي فكرة إقامته مغايرة لما هو متعارف عليه في إقامة المعارض التشكيلية اليمنية، كونه أول معرض يقام في شقة سكنية متواضعة للغاية- كما يصفها مستأجرها quot;صادق غانمquot;- ليمثل ذلك تحدياً نوعياً للإمكانيات المحدودة التي هي العالم الطبيعي لحياة المبدعين اليمنيين.
ووفقاً لعناوين ثقافية الذي يرأسه الأديب اليمني احمد السلامي فقد توخى المنظمون للمعرض تفادي التكاليف المادية من خلال عرض اللوحات على ما يشبه حبل غسيل وتثبت

الفنان ريان ولوحة من ابداعاته
بواسطة quot;مساكاتquot; غسيل بلاستيكية ، فيما رسمت جميع اللوحات على ورق (A4) باستخدام الحبر والفحم والرصاص.
وفسّر الفنان ريان نجيب هذا الأسلوب من المعارض بالقول : أن اختياره لهذه اللوحات واستثناءه لأعماله الأخرى الزيتية والمائية (والمبروزة) هو تعبير عن تقديره العالي لمبادرة أصدقائه بإقامة معرض له، فأراد أن يشارك أصدقاءه حماسهم بنفس الحب والبساطة التي يتشاركون بها أشياء كثيرة مثل الكتب والنقود والحب، مؤكداً أن ما حمله على عرض هذا النموذج من اللوحات ليس مراعاة لظروف المعرض وحسب، بل وأيضاً لأن هذه اللوحات قريبة جداً من قلبه، كأصدقائه، وهي أيضاً من آخر اللوحات التي أنجزها ويعتز بها كثيراً.
وأكد الفنان أن هذا المعرض يأتي تعبيراً عن مزاجه ومزاج أصدقائه، وأنه يعتبر هذا المعرض وquot;بيت صادق للفنquot; فعالية ومؤسسة تتميزان (بالنسبة له ولأصدقائه على الأقل) على الكثير من الفعاليات والمؤسسات الفنية التي يغلب عليها عدم الاهتمام بالفن من أجل الفن، علاوة على الصدق والعفوية اللذين رعيا الفعالية.
ويتفق معدو المعرض مع الفنان، مؤكدين أن هذا المعرض- وإن كان تعبير احتجاجي ومحاولة للتنفيس عن النفس من الموات الذي يشل الحركة الثقافية والفنية- إلا أنه قبل كل شيء تعبير عن تقديرهم للفنان الشاب الذي يحب فنه ويخلص له أكثر من شيء آخر، وعبره يحاولون أن يقولوا شيئاً خاصاً أكبر من الصراخ والاحتجاج، إذ يهمهم في المقام الأول أن يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم بالشكل والطريقة التي تناسبهم.
قام بافتتاح المعرض الأديبان quot;لطف الصراريquot; وquot;كمال شعلانquot; في الساعة العاشرة مساء، بحضور عدد قليل من الأصدقاء، وذلك لتجنب الرسمية في أول يوم للمعرض، معوضين ما وصفوه بِـquot;الإزعاجquot; بافتتاح حميمي، بين التصفيق والضحك والفرح وقليل من حياء المغتبط، كما قال المشاركون بالافتتاح.
وقد قرر معدو المعرض ومشرفيه ما يلي:
- أن يستمر المعرض لمدة أسبوع كامل، وأن يكون وقت العرض ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء لكل من يرغب بزيارته، أما الأصدقاء فقد قُرر تمديد الوقت لهم حتى منتصف الليل.
- أن يعفى الجميع، بلا استثناء، من تعرفة الدخول التي كان قد اتفق على أن تكون خمسة ريالات.
- أن يخصص دفتر يسجل عليه زوار المعرض انطباعاتهم ، كما تقرر عرض هذه الانطباعات إلى جوار اللوحات في آخر يومين للمعرض.
- أن يتناوب كل من quot;صادق غانمquot; وquot;لطف الصراريquot; مسئولية الموسيقى المصاحبة للمعرض، حيث رشح المعدون مجموعة من أسماء الموسيقيين والفنانين منهم بيتهوفن، موزارت، نصير شمة، ياني، سيلنديون وماجدة الرومي إضافة إلى مقطوعات موسيقية تركية وإيرانية.
- أن يعاقب الفنان بجمع لوحاته لوحده يوم الأربعاء القادم في موعد أقصاه الساعة السادسة، وإلا قام الأصدقاء بالتهامها، بدلاً من مصادرتها كما حصل لبعض الفنانين.
- وبالمثل، أن يعاقب صاحب الشقة بإزالة مخلفات المعرض لوحده، ودونما مهلة محددة.
في الأخير قرر تأجيل مناقشة برنامج quot;بيت العراطيط للفنquot; إلى بداية شهر يناير 2007م.
وختم quot;صادق غانمquot; بالقول أن المهمة ستكون صعبة وتحتاج للكثير من الوقت، ولذا فإنه يعتقد أن النشاط، فيما يخص الفن التشكيلي تحديداً، قد يقتصر في النصف الأول للعام القادم على عرض لوحة أو لوحتين للفنان في كل أسبوع، وإدارة نقاش مفتوح مع الفنان.