بالطبع لم احضر في مهرجان المربد لهذا العام لأنه لم يسمح للإناث من الحضور لعدم توفر الحماية المشروعة لهم لذلك بقيت في منزلي احضر الفعاليات عبر شاشة التلفزيون عبر قناة العراقية بالتحديد وأشارك بأنفاس متألمة وأخرى حالمة بقصائد رائعة كنت اسمعها بصوت مبدعينا المحترقين في مداخن هذا البلد..
أخبروني بفوزي بمسابقة شعرية ينظمها شعراء الحلة ودعيت إلى هناك ولكني لم استطع الذهاب والتواصل مع العالم المبدع والسلالات الشعرية الثرة التي تحوي هذه المدينة والسبب هو إنني فتاة ولا توجد أي فتاة أو سيدة وسط هذا التجمع - هذا لا يعني لي ش يء - إلا أن مجتمعنا وواقعنا في العراق اليوم يقضي بعدم ولوج أي سيدة في تجمع يخلو من سيدات هذا من ناحية وعدم التأكيد على توفير المكان المناسب للمبيت من ناحية أخرى، أردت الذهاب ولكن اخبروني أصدقائي الأدباء بعدم الحضور خوفا على أن يعودوا من غيري !!!

إذن كيف لي التواصل والإسهام الأدبي والتمتع بحق يتمتع به رفاقي الآخرون. لم أستطع التفاعل مع الوسط الثقافي أيام النظام السابق لانعدام ثقتي بنزاهة الحق الثقافي آنذاك وكذلك لأني كنت اصغر سنا من الخوض في معارك شعرية أو فكرية بناءة ..
وبعد سفر دام ثلاث سنوات إلى ليبيا عدت بعد عام السقوط إلى متاهات وطني المتألم كل ما يهزني الآن هو هضم حق الحياة وتفشي خطر الحرية البربرية ذات النزعة الطائفية، والشروع في قتل المرأة المبدعة على مشهد من مسرحية تراجيدية لأن كل أبطالها هم من الرجال .. بالتأكيد في الغربة أتمكن من الحصول على حظ أوفر بكثير لو لا أني قررت أن أرتدي قبعة برتقالية اللون لن أرفعها عن رأسي كي أنحني ..

شاعرة عراقية
[email protected]