يقترب من معرض أخر في المهجر وعلى صالة العرض الفنية العراقية quot;دربونةquot; في العاصمة الاردنية (عمّان) خلال نيسان القادم quot;إيلافquot; التقت بإعمال الفنان قبل العرض لتسجل مدوناتها عن الاعمال......
عبد الاميرعلوان ذلك المشاغب بتروي يدون أحساسه بالصدفة.. يقتنص لحظات هاربة لغياهب الخيال .. يبتكر لنفسه منهجاً فنياً فأكثر مايخيفه تكرار المحاولة، يخطو مدندناً.. اه ياوجعي فلإجعل منك ترنيمةُ ولحناً وروح.. تلك الروح التي نبصرها بعمق وشغف على أديم لوحاته.. تساؤلات عن وجع ماض وآخر آت...
علوان، يحاول جاهداً ان ينتفض من بوتقة السطحي في الشكل الى الاغناء والثراء في المضمون وكأنه يكتب سيناريو لحكايات لا تنتهي من حزنُ وذهول لما آلت اليه الروح الانسانية في زمن الخراب والعدم.... جل إعماله يكتنفها مضمون واحد لكن عوالمها واسعة وبلا سموات.. اذ انه اختار الانسان ليكون الملهم والهم، باحثا ومتعقباً عن عوالمه، واسراره في لحظات الوجع والحنين والمعاناة، انه لا يكتفي بتدوين الاحساس الذي يباغته في زمن الانجاز، بل يعاود السفر في مجهول اللوحة محاولاً ان يضيف بكل ما يمكن ان يغني العمل ويوصله الى الكمال..
عبد الامير علوان في معرضه الجديد... ينهض بواقعيته الى الاختزال في ( الاشكال ) حتى ألوانه يتجلى فيها حس آخر، فالالوان الصريحة ما عادت تبوح بمضمون الرغبة الدفينة لديه والنية التي تقود العمل... في مجموعة ما من أعمال المعرض، يؤكد عبد الامير رغبته في مداعبة التجريد والحداثة ولكن بوعي وذوق، لان لديه حرص مفعم بالاهتمام على مسيرة الواقعية التي قطع فيها اشواط كبيرة توالت على مدار ما يناهز الثلاثين عاماً، أنجز خلالها العديد من المعارض داخل الوطن وخارجه... هو يضع قوانين الفن تحت أمرته ليحول الفكرة المجردة ويترجمها في لون وشكل ناطقين بالعلة والدلالة.. والاختزال يعود الى الزخم الفني العميق والتجارب الحسية لمدلولات الامور.
ما يميز جمالية أعمال عبد الامير علوان.. انها تجانس وبرهافة واضحة بين جمالين، الاول لروح العمل ومغزاه وتعبيراته الذوقية والحسية والادراكية، والاخر يتجلى بالاتقان الاكاديمي في الانجاز... ويمكننا القول انه واحد من الذين رفضوا الانضمام الى قافلة الرسم للذات فقط والاختباء في علًية الأنا الواحدة.... بل هو على النقيض من ذلك تماماً.... أعماله تكشف عن فنان جل همه ان يشاطره الاخر الفكرة والفهم، وهو يسند للمشاهد الدور الاكبر في اكتشاف أيحاءات العمل الفني ودلالاته والتحاور مع الذات الانسانية ولكن بواقعية يفهمها القاصي والداني...
شخوص اعمال المعرض الآتي لعبد الامير علوان والتي تتراوح في عددها الى الاربعين عملاً ... شخوص مستقلة وفردية لاينافسه اخر... لكل لوحة شكل واحد تسرد حوله الحكاية، وتسخر فضاءات العمل لتمكينه من الاستقلالية تلك، ربما ذلك يعود الى رغبة واضحة من الفنان في الاسترسال بكامل الحرية ولأستثمار فضاء اللوحة وأعطاء اللون المزيد من سماته البصرية وادراجه اكثر في مضمون العمل بدلاً من حياديته كمجرد لون...

عبد الامير علوان في المعرض القادم يدور في ذات الفلك ولكن هذه المرة بتجلي وخيلاء المغترب، فبعد هجرته عن العراق أزداد قرباً وعشقاً لترابه... أنه يمتطي الحلم ليبحث عن واقع... ربما يأتي او لا... لايهم.. همه الاوحد انه مازال حالماً...