مصباح ٌ معلّقٌ في فم الميت

لأن جان دمّو وبكلّ بساطة مثّل ربيعاً صارماً في حركة الشعر، قراءةً وسمعاً رؤيةً وسلوكاً ، ففي حضوره تتلاشى مشاريع كان صاحبها يتوهمها شعراً.. ويتأنى في القراءة من لم تنضج بعد فكرته الجوهرية عن الشعر. كان البعض يتخيله نائماً لكنه سرعان ما يستيقظ كحطاب في غابة الجدل.. يعلن النار وفي فمه تزدهر ثمالة بودلير.. تتجدد خلاياه فيطرد البلادة عن محيطه كما تطرد المفاتيح الصداع عن رأس الجدة في quot;ماء لحصان العائلةquot;.
انه جان الذي لا يكف عن البحث في التفاصيل عن اضافة جديدة لماهية الشعر اللامتناهية، فلا قديم ولا جديد في معاينته للنص فربّ قديم لم تمسسه نار الكشف وربّ جديد لا يقوى على احداث خيبة كخيبة الصائح في الخليج.
لم يفرّق بين اسماء السقاة ولا لغاتهم فالحكمة التي دمغت رؤيته للشعر لا تفرق بين شعر زنجي لسعته جمرة الهنود الحمر أو شعر عراقي تعج فضواته بطيور التحولات الحادة فالجادة التي سار عليها جان جادة الشعر والشاعر فيها ذلك الخليط المشع المُنجذب الحواس.
انه جان ما ان يخترق الشعر اسماله وجلده حتى يقفز بخفة الأطفال فرحاً وشعر رأسه القليل يقف كأنه مجسات جراد البحر.
بسبب فرح قليل يملأ العالم كان يحصّن طلاقه اليومي بالخمر، طلاقه مع البؤسين الثقافي والسياسي، الثقافي بشقيه الطحلبي سريع الأنتشار والذي لا جذور له(1) والوضيع الذي لا يتوانى من غرف الصبغة الملائمة لهدفه الرخيص، فمن هذا البؤس الثقافي وجدت هذه البركة الراكدة لسياسيين بلا مصادر ترشدهم الى دورة التاريخ لا الى دورة المياه.
بالخمر كان يحصّن طلاقه مع البؤسين وكان يتقصد اعلانه على مسامعهم كي تكون المسافة واضحة بين المرحاض وفضاء الشعر.
quot; ابن المرحاض quot; شتيمته المعلقة في اعماقهم، ولأنهم اعجز من ان يُجاروه في قطع المسافات قاموا quot; بـ بهللته quot; لتكوين مساحة التهميش المعروفة له ولخطابه الذي تقودنا اليه مفرداته وتعليقاته التي لو قررنا جمعها لكانت أهم المفاتيح لمعالجة هذا الركام الذي نسميه ثقافتنا (... )
ألم يكن جرس بغداد النائمة فوق أنين ابنائها، ألم يكن مفتاحاً لزوارها المبهورين بجسورها وفنادقها وسمكها المسقوف وحاناتها الرديف الأمثل للقيامة الأن ألم يكن المفتاح الذي يخرج الزوار من كرم الدكتاتور كيف تُصافح عيونهم مسلات الخراب والخوف، فتنهار الصورة الأولى أمامهم لتنهض بسالة الشاعر الذي كان يفتتح ليل بغداد الطويل بصرخته الشهيرة quot; لَك عبود (المقصود الديكتاتور) هاي مو حضارة هاي حقارة quot;.
غادر بعض الستينيين العراق فحاول الشيوعيون وشعراؤهم تغطية ذالك الغياب بالسقوف الواطئة لجبهة التحرر الوطني.
غادر الشيوعيون واتباعهم العراق فحاول البعثيون تغطية ذالك الغياب بالوضعاء من المستكتبين ولم يفلحوا حتى سقوطهم المدوّي.
غادر جان العراق فتكسرت كالزجاج حدود المنافي كأن العراق من غير عراقه الجميل (2)
ومن بغداد الى سيدني مروراً بحجر عمّان البخيل إذ كان جان المحطة ولم تكن عمّان.
في سيدني وفي أكثر ساحاتها شهرة وذيوعاً Circular Quay حيث الأوبرا هاوس اختار جان هدف فتوحاته الجديدة فاحاطه الرسامون والشعراء وبيومين فقط اجتاز التدرجات المألوفة في عالم التشرد فاصبح ملكاً كعهده في بغداد يرجعون اليه في شؤون الشعر واللون وصورته لم تزل معلّقة على الجدار بديلاً عن ساعة الحائط.
انه جان الذي قاطع غودو فألغى الأنتظار وسمح للموت ان يسرقه من شرايين هذا النوع من الوجود.
الى صورته هذه القصائد والى من احبه بصدق الى جان وقد تخيله العض نائماً واليه وهو يقفز فرحاً وشَعر رأسه القليل يقف كأنه مجسات جراد البحر.
سيدني
الهوامش:
(1) العبارة للشاعر كريم ناصر
(2) من مقال للكاتب العراقي حمزة الحسن



رأيت

وُلدتُ في الظهيرةِ وكانَ الناسُ يَخْتَصِمُونَ على نبتة الرزِ التي رُسِمتْ على أضْلُعِي
كنتُ حُرَّاً في غابةِ الجدلِ
وغَنياً أخافُ على جلدِي مِمَّا يَرْتَدُونَ
مَشيتُ في شوارعِ الكلامِ
صَادَفنيَ الكثيرُ ورأيتُ القليلَ وقليلَ القليلِ
رأيتُ يداً من ماءٍ تصافحُ يدي
وفي المدرسةِ كانَ التلاميذُ يُبَعْثِرُونَ رُؤْيَتِي على الرَّحْلاتِ
مشيتُ حراً وكَنزي ثَديَ أمِّي
صَادفني الفقرُ فرأيتُ الجمالَ، وصَادَفني الغِنى فرأيتُ العَوْزَ
فَبَكَيْتُ لِطولْ الطَّريقِ وَطَفتُ بدمي على كلِّ يَابِسَةٍ
فرَأيتُ النَّدَمَ على كُلِّ جِنَازَةٍ فلمْ ألْتَفِتْ
كُلَّما أدخلُ مدينةً أُولَدُ حُرَّاً فَيَنْكَشِفُ الفَقْرُ


حرارةُ رُوحي تَطردُ الكَسلَ فينكشفُ المَعنَى
أجْمعهُ من غيرِ مهلٍ وأُعِيدُهُ إلى سلَّةِ الجَهْلِ
وهَاأنَذَا كَمَسَّاحٍ للتَّفاصِيلِ يُبْهِجُنِي الكَشْفُ
الأَسْماءُ تَنمُو في المُنْعَطَفَاتِ، على قِلَّتِهَا
الدَّكاكيْنُ تَلْهَثُ في زحمةِ من يَنشِدُونَ المَنَاجِلَ
الأسماءُ دَغْلُ الحَياةِ
أعطِني مِنْجلاً أضَعُ حَدَّاً لِسُلالَتِهَا
الدكاكين تلهثُ وهي تَقْذِفُ بالمناجلِ إلى حَمَاسِ الأَكُفِّ
أعودُ إلى المنعطفاتِ
على كَتِفي نهرٌ، ما إنْ يَهِمَّ الحرفُ بإرْوَاءِ ضمأهُ منهُ تَتَنَاهَشُهُ المَناجلُ
أعوامٌ مَضَتْ وأنا على هذا الحالِ
أهِمُّ بإرواءِ الحروفِ فتَهمُ بها المناجلُ
حتى رغبتُ بإصلاحِ المنفى
فكانتِ الصَّداقةُ، كنتُ فزعاً منها كأنَّ حليبَ الأمومةِ غادرَ فَمي وإلى الأبدِ
رأيتُ صَحبي تحتَ شجرةِ العائلةِ، كلما اقتربتُ غَادَرُوا قَطِيعِيَّتَهُمْ، صاروا فُرَادَى
كلُّ واحدٍ اِتَّخَذَ رُكناً تحتَ شجرةِ الدُّخانِ
هذا يستضيفُ أَرْخَبِيْلاتٍ لا تحكمُهَا البرامجُ
وذاكَ تحوَّلَ إلى فرنٍ لقُوتِ الأرضِ
كلُّ واحدٍ تَذْرَعُ هُمُومَهُ النُّجوم
وكلُّ واحدٍ يمتدُّ منْ دفترِ الصَّفِ إلى آخرِ شرفةٍ تُطِلُّ منها على السماءِ
فيعيدُ هذا الامْتدَادُ توَازُنِي
وسرْعانَ ما تهتزُّ أغصانُ الدخانِ
فيسْتيقِظُونَ وعلى شِفَاهِهُم العائلةُ وهم يَلُوكُونَ التَّوْبَةَ
رأيتُ القليلَ
وحينَ فرَشتُ الطَّاقةَ رأيتُ أجْساماً من غيرِ ظلالٍ
وأرْواحاً عَصِيَّة على المَحْدودِ
سِرْتُ في داخِلي مُحتَفِلاً بالرُّوح العصية على المحدود


وبالأجسامِ التي لا ظلالَ لها
وكانَ التلاميذُ كَمَنْ وُلِدوا على حافةِ القبرِ
يُجَفِّفُونَ قُمْصَانَهُم من المُغَامَرَةِ ويَرْمُونَ قَمِيصِي من نافذةِ الصِّفِ
وكانتِ الحُكُومَةُ تبْتسِمُ لِمَوْكِبِ القَنَاعَةِ
والناسُ مثلَ الدَّجاجِ ازْدَحمَتْ بِهُمُ السَّاحَاتُ
وهُمْ يرَكِّعُونَ الرُّؤوسَ ويرْفَعُونَها أمامَ الهَوْلِ
رأيتُ مُدُنَاً تَحْتفلُ بِموْتِ آخرِ اسْم
مَدَدتُ يدي فصَافَحَتْهَا يدُ الماءِ
فَعَثَرْتُ على صَحْبِي وقدْ كَحَّلَتْ أَحْدَاقَهُم جُذورُ الأملِ
وعلى قُمْصَانِهِمُ اِزْدَهَرَ البَرِيدُ
حتَّى سَمِعْنَا العَوِيلَ
لقدْ فَاضَتِ النُّفُوسُ فَضُاقُوا بالرَّوَائحِ
بَنَوا هَيْكَلاً لِمَا مَضَى وصَارُوا وعَوِيلَهُمْ يَطُوفُونَ حَوْلَهُ
وصَحْبي يَبْكُونَ حتى اِمْتَزَجَ الليلُ والنهارُ فَتَوَقَّفَتْ ساعةُ الحَائطِ
يطُوفُونَ بِعويلهِم وصحبي يبْكون
فصارَ الطُّوفانُ
نجا الناسُ وغرقَ صحبي
كنتُ مَخْذُولاً كجبلٍ هجرتهُ النُّسُورُ
فرأيتٌ جان ينفضُ عن ثَوْبِهِ العِرَاقَ


مصباحٌ معلّـقٌ في فم الميت

هكذا وجدتُ لغتي وكان سريري يكتظُّ بالنمل
والناسُ قشٌّ على الأكتاف، قشٌ يُبهجُ نشاط النمل
وأنا أُضيءُ شبكة العمل، والميتُ لا يكافئُ أحداً
كما لا يكلفُ نفسه عناءَ ابتسامةٍ للقوافلِ وهي تقلُّ أجزاءهُ الى جوار البراكين
إذ توقد الأرضُ جداولَ الحاجةِ فيتفرعن الليمون بالغالبية
أجمعُ حروفي أنا أقليةٌ لكنها كما الملح في مطبخ الكون
ساعدني أيها الربُ كي أُوقد مسلك الشك فهذا النملُ يملأه اليقين
فيغيضني فأخافُ ان يغلُقَ غضبي الطريق، وهذا الميتُ الذي أُضيء يتعطّلُ نقله الى جوار البراكين
- هل تحتاج الى قهوة أخرى... سألني الميتُ
وكان النملُ يديرُ المقهى فغزاني فرحٌ غريب
أشعلَ كلّ اشارات المرور فلا تقاطعات ولا حوادث وسيارات الأسعاف صارت تنقلُ البشائر
جثث البنادق تكفّلَ النملُ بنقلها الى مستودع الأشجار


ستعثريــن

بعدَ قليلٍ، ما أنْ أغادرَ
ستعثرينَ على غبارِ أيامكِ في المرآةِ
ديكُ البابِ سيلعنُ اللحظةَ، وحنفيةُ الماءِ ستعلنُ الإضرابَ لحظةَ دخولكِ
ستعثرينَ على ورقٍ تناثرَ في الأرجاءِ، ستجدينَ زجاجَ أيامكِ الذي جمعتهُ يدايَ
وبحكمةِ البارعِ أزحتهُ إلى شكلهِ الأولِ
ستبكي الحروفُ ببسالةِ المنتحرِ وتدفعُ في عروقكِ الندم الذي هجرتهُ في السابعةِ
إذ كسّرتُ ساعةَ العيدِ وفرحتُ بموتِ أمي
ستعثرين على لوحةٍ تقودكِ إلى ذاكرةِ المقامرِ
إذْ كلُّ الشوارعِ تزدحمُ بالأرقامِ وسرعانَ ما تستحيلُ إلى فراغٍ
يعودُ الأملُ فتزدحمْ، ثمَّ تعودُ فارغةً
تزدحمُ وتفرغُ مثلكِ بالضَّبطِ، إذ ستعثرينَ على الضَّجرِ
الضجرِ من حاجتكِ الماسةِ إلى البقاءِ على ضفةٍ واحدةٍ
ما أجملَ الخسارةَ حين تملأُ الجدرانَ مثلَ فمِ الضَّحيةِ
ستعثرينَ على أكاذيبي في المدرسةِ، وكراهِيَتي للمعادلاتِ والتاريخِ
وحبي المجنونِ للجغرافيا، إذْ رسمتُ صغيراً خارطةَ الجنةِ وبِلْتُ عليها
كما بلت كبيراً على أيامكِ التي جمعتْ يدايَ
ستعثرينَ على شَغفِي الذي صارَ ساقيةً
جعلَ منها العالمُ الثالثُ مكباً للأحتجاج
والعالمُ الثاني جعلها غرفةً لعاطلٍ عن العملِ
والعالمُ الأولُ سرقَ مياها
وباعها للذين أحبُّ بماركةٍ توحي إلى أشْباهي ولا تحملُ توقيعي
ما أصعبَ أن تباعَ مياهُكَ من دونِ علمكَ وبسعرٍ باهظٍ وللذين تحب
ستعثرينَ على منفضةٍ، تنطقُ عليها أعقابُ السكائرِ
كمحتجين داخل مكتبة
كلُّ عقبٍ يخبركِ عن شاعرٍ أو قصيدةٍ كنتُ أبكيهما لحظةَ التدخينِ
كلُّ علةٍ لا تطيقُ المعلولَ وجبريةَ العلاقةِ
ولا تطيقَ تفاهةَ الرجلِ الذي بينَ الحينِ والحينِ ينظرُ إلى ساعةِ اليدِ
ستعثرينَ على مجدِ الدولةِ العظيمِ في ثلاجةِ المطبخِ
قنينةَ النبيذِ فارغةً
أدويةً غيرَ صالحةٍ للاستعمالِ
ومصيدةً للفئرانِ والمزيدَ، المزيدَ من علبِ الفاليوم الفارغةِ
ستعثرين في خزانة المطبخ على رسالة كتبتها واحدةٌ منهن
- هل تحب النوم في مكان آخر؟
وقد ذيلتها بجوابٍ بسيط
نعم
أنــا لستُ من هذا العالــم

محطة

الإشاراتُ تلتفتُ
كذلكَ خطوطُ التقاطعِ
الشرطيُّ على دراجةٍ يلتفتُ
والناسُ تمشي ولا تلتفتُ
يا هيه
- هل من قطارٍ يقلني الى صمتكم؟
القطاراتُ معطلةٌ هذا اليوم
- أكلّ القطارات؟
- حتى الذي ينقلُ الفحمَ واليورانيوم
إلى أينَ يمضي الناسُ إذاً؟
إلى رائحةِ اليومِ دونَ أنْ يلجوه
وأنا أدوِّنُ كل ثانيةٍ، كل مَلمحٍ، كل لونٍ
تبثُّه الإشاراتُ وخطوطُ التقاطعِ حين تلتفتُ
والناس تمشي ولا تلتفتُ
يا هيه
أمنحني عودَ ثقاب
أريدُ ناراً
أُجفف عليها قميصي الذي بللهُ الندم
- يحترقُ العراق ولا يتبخر الندم


البائع القديم

سيقفُ أحدٌ ما هنا
يفتشُ في أوراقِ المعنَى عنِ البيتِ
الأسطوانةُ تدورُ
ضاعَ يا صاحبِي إلا بيتٌ
فأكتظَّ الجائعونَ علَى هيكلِ الأخوةِ
وكانَ خرابِي الضحكُ
وكانَ جان علَى الضفةِ الأُخرَى يوقِّعُ للمُعجبينِ على طريقةِ موتِه
ما أن أسلكُ مأوايَ
كلبٌ يقضمُ يدي اليُمنَى
ما أجملَ أنْ تكونَ العداوةَ بكلِّ هذا الوضوح
خُذها أو دَعنِي وشَأنِيِ
لم يأخذْها ولم يتركْ شأنِي
وحتى هذه اللحظةِ أُحسُّ بيدين
واحدة هذه التي معيَ
والثانية كما تعلم في فمِ
البائعِ القديمِ
يتامى المســاء
تشبّثوا بالجملة البارعة
فاجأتهم ساعةُ المساء
دقّوا المساميرَ لإبقاء النهار دون جدوى
فقد هبطَ المساءُ كقبعةِ الله على المدينة
فاشتعلتْ في نفوسهم الحاناتُ
يتامى المساء
لا نقود
تشبثوا بالرؤيةِ الدائمة
عشقوا تروتسكي
وسخروا من الأمبريالزم
مثلما تسخر الفراشةُ الملكيةُ من طول المسافات
يتامى المساء
تخلّى عنهم الكثير
حتى الشعراء لم يعثروا في ستراتهم على بريق المديح
المدبنةُ لا تعدّهمْ منها ولا الريف
خلعوا عقاربَ الساعة
يتامى المساء
ربطوا قمصانهم في الهواء
فسقطتْ الغالبيةُ
دائماً تسقطُ الغالبيةُ من قمصانهمْ
مثلما تسقطُ الثانيةُ من فم المكان
يتامى المساء

الوحــش

زائرُ المدينة فلاحٌ يلهث
سائحٌ تتدثرُ في جيوبهِ الآثار
وأعلمُ ايضاً ان زائرَ المدينةِ يحبُّ النيونات العارية
وأفخاذ الكونكريت والبطون التي لا تحبل
وللزائرِ مقاصد أخرى يصعبُ حصرها وأنت تشاهد التلفزيون
أو تقارن بين لحية كاسترو ومباني وول ستريت
الزائر الذي يشغلني الآن
وحشٌ لا كلمة له ولا عهد (1)
وحشٌ كلما يدخلُ مدينةً يدفعُ سكانها الى تغيير طباعهم



(1) حكمة للهنود الحمر تتعلق بالبيض