مهداة إلى أخواتي وإخوتي العراقيين في كل مكان

لمعرفة سيرة الشاعر انقرهنا

قالت لي أمي: quot;ظلمونا في العراق،
وضاقَ المُقامُ بنا يا ولدي،
فما لنا وquot;للصبر الجميلquot; ؟
فهيا بنا للرحيل!quot;
وعندما بلغنا الوصيدا،
قالت لي: quot;يا ولدي لا تَحزنْ،
إِاللّي ما يريدكْ لا تريدَهْ quot;،
هَمستْ: quot; يا حافرَ البير quot;
quot;بربكَ قلْ لي لهذا سببْ؟ quot;
ورَحلنا ...
وقبلَ رَحيلِها الأخيرْ،
قالتْ لي أمّي،
والقلبُ كسيرْ :
quot; أحنّ إلى العراق يا ولدي،
أحنّ إلى نسيمِ دِجلة
يوشوِشُ للنخيلِ،
إلى طينها المِعطار
إلى ذيّاك الخميلِ،
بالله يا ولدي،
إذا ما زُرتَ العراقْ
بعدَ طولِ الفراقْ
قبّلِ الأعتابْ
وسلم على الأحبابْ
وحيّ الديار
وانسَ ما كانَ منهم ومنّا!quot;
* * *
هذه الليلة، زارتني أمّي
وعلى شـفتيـها عتابْ:
quot;أما زرت العراق بعدُ ؟
أما قبّلتَ الأعتابْ؟quot;
قلت: quot;واللهِ يا أمّي،
لِي إليها شوقٌ ووَجْـدُ،
ولكن quot;الدار قفرا، والمزار بعيدْ quot;،
بعد أن قتلوا مجد هرون الرشيدْ !
ففي كلِّ شِبر منَ العراقِ لَحدُ
ومياهُ دجلةَ والفرات، كأيامّ التتار
تجري فيها دماءٌ ودموعُ
تحطّمت الصواري وهوتِ القلوعُ
فكيف الرجوعُ؟
أماه، ليس في العراق اليومَ
عزّ ومجدُ،
لم يبق فيها
سوى الضياعِ والدموعْ!
أماه، كيف أزورُ العراق؟
أما ترين كيف يُنْحرُ
عراقنا الحبيبْ،
من الوريد إلى الوريدْ؟
ويَقْتلُ المسلمُ أخاه
فكيفَ بنا ونحنُ يهودُ !
خبّـريني بالله يا أمي !
كيف أعودُ ؟
ولمنْ أعودُ !
ونحنُ يهودُ ؟؟؟

القدس، 26 / 10/ 2006