في الليل

سفرُ البرقِ عيونٌ
والبحرُ يستعرضُ وجهي
ويدعو سماءهُ
بلغةٍ وحشيَّةِ الزرقةِ
والموجة ُ مستحيلة ُ الرغبةِ
أعنفُ خلاياها عروشاً
باركتْ شجوي
وسوَّتني صلصالاً لضلعٍ أعوج
كان ثمة طيرٌ يلِفُّ الساحلَ
وحزمة ُ أضلاعٍ تحبو
وجوقة ٌ تعزفُ لحدودِ اللهِ
وأنا في تلك الليلةِ غامضة
وجبهتي اشتهاءُ الغسق.

وفي الليلِ
يستفردُني حجرٌ منسيٌّ
لكنّي أتمتمُ أصرخُ
فتتثنّى الظلمةُ جذلى
والغيمُ ينشقُّ كؤوساً
والخلقُ لحذاءِ الوردِ
يُديرُ هاماتٍ رمليةً ويركع.


كسرنا شجوَ هواءٍ
ومساءً عاد من شرودِ فوانيسهِ
وشجرة ً عائدة من مساء
وليلة ً مسوَّرة ً بصدى
وعند العشاءِ
حَلُمَ الظِلُّ بكأسٍ أُخرى
تؤنسُ وحدة َ صداه
وكانت فراشة ٌ تطلُّ على الشفاهِ
تتكورُ كقطرةٍ ثملةٍ
ما الذي تبقـّي لعنبةِ الوجدِ
يا نادلَ الماءِ
أيُّ الصبايا كوثرٌ لكاحليكَ ؟.

حينما تبردُ نحلة ٌ خرساءُ
تحومُ حول كأسي وردةٌ
يخرسُ النهرُ في يومٍ ماطرٍ
وتلتصقُ بانزلاقِ الوقتِ
جامحة ُ الزفير.

فهلاّ انتبهتَ إليها !
أيها الضوءُ
قــُمْ ضد الرجاءِ
وصرَّ ندىً شارداً
قــُدْ ماءها حين يجنُّ الغيابُ
ظنى القطا يلوِّحُ لجناحيها
فاغرق فيهما وتدلـّل
لو درتَ قلبكَ لضبابِ القفلِ
ستغمضُ عينيها نحلة ٌ خرساءُ
وتتوالدُ صوراً لوجهكَ.