على أطراف أصابعي
شيد الفرح مدنا رملية
كنت أطقطقها
فتسقط سماوات رمادية على قدمي
بانتظار أن تصافحني يدك المبللة بعرق الخوف
كنت أمد يدي كي أأخذ حزمة ضوء
أغرسها في عين قلبي
وأغني:
( إذا أنت حرگ گلبك هواهم
أنا من العرج گطتني الأذية )

لأنك مروحة الروح أتعبني النفخ ،
لي رئة أثقلتها السجائر ،
لي كبد تنتج العقبةْ

لأنك تفاحة الرقبةْ

علقتني على غصنها رغبة السكر ،
تعصرها غصة التائهين ،
ويجعلني الموت في ضيق أنفاسه مرقبه

فأغني له :
( ولك يلموت خل قسمتنا بالموت
مثل باقي البشر چا تالي وياك؟
خلي ازغارنا ابهمهم يكبرون
ويلعبون بفرح مو وي طرواك)

ليس صعبا عليك
إذا كنت تمتلك احتمالية صاخبة
بأنك ستفقد ما تملك من أصابع دفعة واحدة
أن تكون مثلي أبتر الإجابات
وأن تحيط بك أسئلة شائكة
شبح الحزن في البلاد الملونة
يظهر بالأسود والأبيض
كلما ركبت دراجتي الهوائية
تذكرت آلام الرصيف الذي نطحه عبد الأمير جرس
كلما لفلفت ndash;وحيدا- جسدي بغطاء بارد
تذكرت الأريكة التي احتضنت كمال سبتي
كلما حاولت أن أتغزل بشجرة السرو
تخيلت دموع نخلتنا تبدد الحر
كلما نظرت في مرآة عابرة
سمعت حسين نعمة يتنهد :( بيّن عليّ الكُبُر )
وتطنّ في أذني ذبابة عرجاء :
أيها الأحمق
ما الذي يربطك ببلاد تقتل أولادها كمجنونة
لماذا لا تحن مثلا إلى تنزانيا ؟
كل صباح....
ينقر على شباكك حسون افتراضي
وتخترق هدوء البلدة بذكريات عصافير متعاركة !!
رائحة الخبز المسالم
تخرج من أبط فرن كهربائي مطيع
فلماذا تحن لشرار تنور طين قاسٍ
ودخان خانق ... خانق
فأغني
(
كلما گلت للناس .... صعر لي خده
گالولي عيفة شبيك ... لا تجي لحده
مادروا الله الحاك ... جلدي وي جلده
يلزمني من اچلاي ... لو ردت اهده
اسهر خصم والگاه ...... من بعد شدة
حط راسه گبلي ونام ... فوگ المخدة)

أهلي الذين ينامون تحت ظلال حيطان آيلة للسقوط
يرتّقون مساحة الخوف بالثـيــّل
يراوغون في ملعب الموت
مثل لاعبين ماهرين كي يسجلوا هدفا ذهبيا في مرمى الحياة
أهلي( يلومونني بشراء النخيل)
والنوم تحت ظلال شجرة أرز مثقلة بثلوج أعوام سابقة
أهلي يطنون كالذبابة العرجاء :
أيها الأحمق
خذنا إليك كي نجمع حبات الصنوبر
وننسى مواويل عنبر المشخاب
خذنا إلى السين والدانوب كي ننسى نقيق الحزن في دجلة
و(ضوجة) الفرات
لماذا تغني يا طيور الطايرة
الطيور هجرت بلادك المتوهَمَّة
قذائف الهاون تطير بأجنحة قاتلة
لا فرق بين زقزقة القنابل ودويّ الحمامات
فأغني :
(يا شين عمر ٍتخطى بالتواسيـل ْ
وانهى مرامَه ينادي الغيرْ: تكفونْ
معلولْ متحزمٍ وهمِ التعاليــل ْ
ويصدّگ الحالْ كـلما كَال مغبون
حلمهْ سنابل ْتخطتها المناجيل ْ
داستْ عليهنْ خطى النسيان بجنون
يا زين موت ٍ يلملمْ هالقلاقيل
وينهي عذابٍ بنزعِ الروحْ مرهون)

السلامة أن تنطق السين ثاءً،
وألا تثلّم إلا على حجر قابل للتفتت،
حتى يرد السلام....
وتثلم جدران أوجاعك الواقفات على المثل الخاوية .

الأمان بأن تترك القائمين على رتق موتك في ( دردهم )،
وتعلّق ( كِتْبة) أهل الكرامات نوطَاً لضربتك القاضية.

والعراق بأن تتعلم فك الجذور ،
وتجمع ناتج خيباتك الوارفات ،
وتطرح عمرك ،
والمتبقي سيشرح معنى الضياع بمجموعة خالية

فالكلام إذن أن تلبّس صمتك أسمال عيشتك ( العاوية)
وتغني الهچع :

( أجلبنك .. يعمري المانفع وياه تجليبة .... هچع
أجلبنك ... على حصران ضيج امخيطة بخيبة ....هچع
أشوفنك .... فرات وتجري للمخذول بمصيبة .... هچع
لالا ولك... من علمك .... رگص الوجع ..... هچع )

يا ( بلد) النائمة على جنبك المطعون
وددت لو أن لي ( فروة السبع)
أو قميص يوسف
فاليعاقيب أكثر من نبوءتي
وأصابعي أكلتها آفة القلق
لقد ( بطّلت ) الغناء وجئتك أبكي
أبكي من الذئاب التي أكلت يوسفي
وكذبة الجُبِّ والغيابة.
وطأت رمال الأذى حافــــــــيـاً يوجّه خطــــــــواتي المـــبــــــــــدأُ
فكنت الطريد ولم أتّئـــــــــــد وصرت السليــــم ولا أعبــــــأُ
وإما هربت من المعضــلاتِ فإن احـــترقي هو المخبـــــــــأُ
وقُطِّعتُ في مأملي من خلاف وعين لـــعيني غداً تــُــفــقـــأُ
خذيني على عاهــة بالصراخ تشجُّ السكوت .......وتسـتهزئُ
رفعت إلى الله شعر سؤالي أنا ابن العراق لمـن ألجـأ ...؟!

* هدية إلى عراقي المصغر ( بلد) مسقط رأسي بمناسبة حصارها .


17-11-2006