آخـر الغـــــواية
أريد أن تصنعي لفمك ِ قفلا ًصغيرا ً
مفتاحه بيديّ
ألا ّ ترمشي كثيرا ً حين أحدثك
عن أوساخ المطبخ
وعن زغب إبطيك ِ.
الشقة ُ جنة تنقصها أجنحة
بعض بخور.

أشعر أنني حصان ٌ تنتظرين صهيله فقط.!
ماالذي يظللنا في هذا المكان
ونحن غريبان ِ عن هذا الهواء اللزج ؟
متآلفان ِ بلا أوراق ٍ مختومة
في المرة ِ القادمة
تعالي بجسد ٍ آخر
ضحكة ٍ غير مألوفة
لأدرك أنك جنية ٌ أخرى
تحمل الأرض على إصبعها..!
3 ـ 8 ـ 2006


رياء
بوسعك ِ أن تلعقي دمعة ً حارة
أن تضحكي في حلم ٍ بلا رقيب
إنما ستدركين يوما ً
كيف يبكي رجلٌ مكسور..!

تعالي أعدّ أصابعـك من جديد
...خمسة !
والأخرى سرقـتـُها من على الطاولة..!

أكره الضحكة َ الكاذبة
ثمة ماتخفيه عيناك ِ
خلف ستائر َ مثقوبة.
الأرضُ ليست مستديرة
لأنك ِ لست ِ ضلعا ًَ أعوج..!

وهـْـــــــــــم
ليس َ غيابا ً عن الوعي
أن تمشي على رأسك
وليس انتحارا ً
أن تقول َ لحارس ٍ حامض
أريد الدخول بلا وجه
كل مايحدث ُ أنك
تتوهم ُ أن ثمة ميزانا ً
معلق ٌ في جدار..!
4 / 3 / 2006

مسامير
شارع ٌ خال ٍ من رائحة الكلام
كأنه يهادن ُ أعمدة الإنارة الغافية
يولمُ المسامير
لعشاق ٍ سيعبرون غدا ً بنظرات ٍ مكسورة
يسْحنون آهاتـِهم في أعين المارة
يتذكرون
كيف كانت الصباحاتُ الدافئة تضاجعُ النهرَ
بين أضلاعهم
بينما كانوا
ينسجون الشعرَ على جدران الوقت
و يعشقون بالوراثة..!
7 ـ 8 ـ 2006


غمازتان
أقلّ ماتفتحه غمازتان ِ في صدري
أن تتركاني بلا نوافذ
مشرّعا ًعلى شفاعة القصب
ألوّح للظلال البعيدة
وكأنني محضُ اعتذار متأخر
يتوسل أي هوامش في الطريق
أن تستدرجَ غمازتين..
غمازتين تعيدان الى صدري الملائكة
وتغلقان نوافذي
قبل الشتاء الخشن.
7 ــ 8 ــ 2006


محض خرافة
كأنني محض ُ صدفة لا أكثر
أحيانا ً لا أعثر ُ علي ّ بين بقية اليتامى
ولا أولاد الذوات الراكضينَ على الهواء
رغم أن كثيرين يتجمهرون فيّ.

أحيانا أجدني على رصيف
والمارة ُ لايرونني
أبحث ُ عني فيّ
لئلا أكون مجرد قدمين ِ بلا جسد
أو رأس ٍ يسترخي قرب حائط ٍ مهجور
كأنني محض ُ خرافة ٍ
ولدَت ْ في حديث ٍ عابر
أو تلاقح شبحَين
أمد ّ يدي فتعود خالية ً من وجوه الأصدقاء
أولئك الذين يمزقون ظلـّي
في المقاهي.

لاشيء يستفزني لتعقب خطوة ٍ مثيرة
أو كعب ٍ يرتب نبضَ الشارع
لاشيء يثيرني لأعثر َ علي ّ..!
7 ـ 8 ـ 2006


الســـــــــواد
ما الذي يربط ُ اللونَ الأسودَ بالدم ؟
الظلام
ثوب ُ اللصوص ِ والسفاحين
العباءة ُ
تذبح ُ صباحات ِ الجسد ِ البض
العمامة تخنق ُ العقل
الإسفلت ُ بيتَُ الديناميت
لماذا إذن لانستأصل ُ السواد
لنؤجل موتنا الموسوم بشهوة الطرقات ؟
ندخل القبور بأجساد مكتملة
على الأقل
سنموت بعد أن نملي وصايانا
على أشجار البيوت
بعد ما نغرق بالبياض
ولو مؤقتا ً..!
7 ـ 8 ـ 2006


هــــــــــــــــــــــدم
التاريخ ُ
ليس سوى خرائب !
بيوت طينية بلا سقوف
كثيرون أعادوا تأثيثها بجثث اللغة
ثم هدموها برصاصة..!

الجغرافيا
مجرد ُ خطوط ٍ
لقتل الأرواح ِ الخضراء
ببرود..!
13 ـ 8 ـ 2006


قـــــــــــبر
تنفتح ُ نافذة :
أراني ميتا ً..!
محفوفا ً باليتم ونشيج الفقراء
أراهم يحفرون أيامي اليابسة
لأدفن َ وحيدا ً
بينما يعودون الى بيوتهم
مرددين : كان...

و...

وحدي أسهرُ بين الغرباء
على ذكريات ٍ قديمة..!
19 / 8 / 2006


أعوام منسية
سنواتنا تتخثرُ في نفق
كأنها رائحة ُ كلام ٍ في قطار ٍ منسي

أو نظرات ُ ضيوف ٍ لم يجدوا من ينتظرهم في محطة
أشباح ٌ تعيش حياة ًهامشية ًعلى الأرجح
تتنفسُ الوجع
تنامُ على المسامير
وكأن العمرَ شارع ٌ خال ٍ من الغوايات
من طعم امرأة ٍ تنسينا الجفاف.

بين مفردة ٍوأخرى تنبتُ شمس
فجأة ً تتحولُ الى ركام
يأتي من يكنسه
دون أن يشعرَ برؤوسنا تتدحرج..!
19 / 8 / 2006


ركــــام
من أية ِ كوة ٍ تطل رائحة ُ الناس ؟
ربما كانت استغاثة ً متأخرة
أن تومئ يد ٌ يتيمة ٌ
للدخان !

هنا فوق الركام
روح ٌ تبحث عن جسد ٍ غض
حيث أصبح الموتُ يـُنثر في الأرض
مجانا..!

متأخرا ً حضر عزرائيل
كانت الكلابُ تتسلى بأرواح ٍ غافية ٍٍ في بيوتها
دون أن ينهرَها أحد
بينما كانت الضحايا
تتشابهُ في الدمعة الأخيرة !.
15 / 8 / 2006


فاصلة جديدة
في كل مرة ٍ ينضجُ الفخ
أولُ السطر يشبه الفاصلة َ الأخيرة
بينما الوقتُ ذباب
يتسلى بأوراق ٍ صفراء لاتعني شيئا ً
لمن يتخيلُ التاريخ أهزوجة َ بحـّار..!
ثمة جنائزُ في مهب الأمس
يدٌ تغلق البابَ لئلا تمد النار رأسها
بيوتٌ يتطايرُ شعرُها في الهواء
دون أن تعي أن الحبّ ابنُ حرام.

كان العمرُ
رقصاتِ بدو ٍ لم تجفلـْهم حكاية هامشية
لكنهم اكتشفوا أخيرا ً
أن السماء ضيقة ٌ
و النهارَ ثقيل دم..!
21 / 8 / 2006