كان لي كلب
له أذنان جميلتان
وعينان، لونهما
مثل دمع بلادي
ورغم ذلك
لم يعرف يوما طعم الكوبونات المشحونة
ذيله مستقيم من شدة الأدب
مقتصد في نباحه
حرصا على الذوق العام
لا يعض يدي حين أطعمه
ولا يغرف من صحن ماعز مثل أي راع
لا يقرب الماء الآسن
كما تفعل بطات جارتنا الجنوبية
وحين مات
دفنته في مقبرة العائلة
على جبين بابه كتبت :
عاش هنا ومات كلب
بأذنين جميلتين
وقلب لا يشبه بيت صديقي
بحجراته الأربعة
دون تصنيف روحي ضمن الضيوف
وأعمدة من فراغ
يستند إليها ظهر القدر
بعد إنهاء مهمته في تهجير السماء
ولكن
كان ينقصه طوقٌ من ماس الجنون
وكرسيٌ من عاج الظنون
ليصنف
شاعرا من الطراز الخاص

شاعرة من العراق