عند التقاء خليج المكسيك بالبحر الكاريبي كان القطرس يطير بين آونة وأخرى يصحبه طائر ماء أو طائران، كطائرة عملاقة تحرسها طائرتان صغيرتان، ويهبط بسرعة خارقة إلى البحر عندما يلمح سمكة، وقد يهبط بين السباحين أحيانا إذا اقتضى الأمر، ليضع منقاره الطويل في الماء ملتقطاً السمكة فيقف عندها طائر الماء على رأسه أو رقبته لينال قطعة من السمكة التي يزدردها القطرس بسرعة ويطير فتراها تتموج في بلعومه الطويل

كان صبحاً رائعاً يعشَقه قلبٌ وعـينُ
وجمال الكون روحٌ صاغها سحرٌ وفنّ ُ
يقف القطرس مختالاً علـى ساريـةٍ
وحواليْـه طيور الماء كالحرّاس ترنو

يرقب البحـر كجاسوس بعين ثاقبـة
فإذا ما لمحت عينـاه تحت الماء صيدا
هبّ كالريح ونادى الطيرَ هيّـا نتغدّى
فلها منها فُتـاتٌ أفليستْ ساغبـة ؟

وهوَ منهـا ساخرٌ يزدرد الأسماك زَردا
أيّـها العملاقُ يا سيّدَ أجـواءِ البحـارْ
جعل الصيّـادُ من ساقك واويلاه قَصْبـةْ

ينشَق التبغَ بها من دون تفكير ورهبـةْ
حيث يسري السّمّ ُ في أحشائه ليلَ نهارْ
فاتكاً فيها بلطفٍ ناشراً روحَ الدَّمـارْ


القطرس Albatross، كلمة عربية نقلها البرتغاليون، من أكبر الطيور. يتميز بمقدرة فعالة في الطيران والتحليق لمسافات طويلة ويستطيع أن يقطع آلاف الكيلومترات في رحلة واحدة ويزن البالغ تقريبا 10 كغم، ويعيش في المحيط ويأتي لليابسة على الجزر لأجل التناسل حيث يضع بيضة واحدة في السنة و يتغذى على الحبار و السمك عن طريق صيدها بعدة طرق منها الغطس، ويقوم برحلة طويلة لإطعام صغاره عن طريق استفراغ الأكل. القطرس يحب الريح حيث يستطيع أن يبقى فيها ساعات دون أن يحرك جناحيه الضّخمتين اللتين يبلغ طولهما في بعض الأنواع 3.4 متر. أما في الهدوء فيفضل الجلوس على الماء لصعوبة بقاء جسمه الضخم في الهواء مدة طويلة. يصاحب البحارة أيضاً ويأكل من الفضلات. يعيش طويلاً ويشيخ.
بعض البحارة يتشاءمون من قتله لأنه يجلب النحس وسوء الحظ، وقصيدة ساموئيل تايلور كولَريدج ( 1772 ndash; 1834 ): سجع البحار القديم Rime of the ancient mariner مشهورة بهذا الخصوص. يصيده البحارة فيستعملون لحمه للأكل والغشاء المطاطي بين أصابع رجله كيسَ تبغ وعظمةَ رجله الطويلة المجوفة أنبوبة (بايب) للتبغ
.