يتوسلُ التراب في الليل الجهيم أن ترحمه
فتأتيه الطعنة الأولى في الخاصرة.
يتوسل القمر ـ وعينه معصوبةـ
ثمّ تطعنه
الطعنة الثانية في عينه اليمنى.
يتوسل الهواءُ ، وقد أكممتَ فمهُ ومنخريهِ
وتطعنه الطعنة الثالثة في أسفل خده الأيسر
يتلوى
ويلتوي للرب أمامه
فيأمر هذا بالطعنة الرابعة.
لا يسمعُ في العتمة غيرسبابٍ فاحش ٍ وكلمات عراقية.
يناورُ ليمسك بجلباب محمد كي يشفع له
فتقطع يداه من الرسغ ، مع حبل الخيش الذي كبلهما
ها قد تحررت ذراعاه مع نافورتين للدم
صبغت قطراتها رداءً أبيضَ لنبي آخر
يقف بعيداً منشغلاً يُشذّبُ لحيته البيضاء
فيما تدلقُ عليهِ ماء ملح صحراوي
ليروي عطشه .
جراحه تشتعلُ
وفي بطنه تجد الطعنة الخامسة مكانها
فتنخرُ الكبدَ المتضائل من الجوع والغربة في ما كان يسمى وطنا

يشتعلُ جوعكَ الأبدي للدم
فتطعن السادسة في القلب
والسابعة في الرئة
والثامنة
والتاسعة
طعناتكَ مباركة ٌ باسم الربِ
تريدها أن تطهّرَ الخطايا فتكسب مملكة الله.

لا تكفيك الطعنات لمن هو ملطّخ بالدم ، مقطع الأوصال
لكنهُ ما زالَ يتنفس
فتقطع الأنفاسَ بصلية رشاش هرم
طالما استعملَ في حروبٍ شتى
محفورة فيه بصمات شتى
في مدن شتى
حروب خارجية وداخلية

لم تنتهِ مهمتكَ بعد؛
وحفر قبر مهمة تحتاج وقتا لاتملكه
أمامكَ النهر يجري فترميهِ في الماء الآسن :
عُدْ إلى بيتكَ سابحاً عبر دجلة
وليدفنوكَ في مقبرةٍ جماعية.
يُكتبُ على الشاهد
مجهول الهوية!