شهوة:
إنّما الأرْضُ أنْتِ
تتّشعينَ البَساتين في كُلّ وقْتٍ وتوْقٍ
نحْوكِ تتْرَى الْحَرائقُ
قي جوْقةِ الملَوَيْنْ؛
تتعافيْنَ
في المَاءِ والْحُبِّ والْيَدِ
منْ سكَراتِ الْمَدارج:
لوْ أَصِلُ الرّيحَ بي في جُنُون النّهاونْد
لوْ أفْتَحُ الصّبواتِ عليّ
وأَنْشُد فيك رذاذاً
وَ آوي اللُّجيْنْ.
جُبْتُ شتّى خرائِطَ
شَرْقاً وغرْباً
ولمْ ألْقَ مِثْلك تحْمِلُني بِصَبوحٍ
وأحْمِلُها بِغَبوقٍ
وتحْمِلُنا الْحَالُ إِنْ ظَمِئَتْ
بِخَيالِ الْيديْنْ!
أَيْنَ أنْتِ منَ الْمُنْتهى
تودِعِينَ ودائعَهُ اللّيْلَ
أيْنَ دمِي الْمُشْتهى
منْ نهاراتِ شَهْوَتُكِ الْقَدَريّة..أيْنْ؟

مسّ:
ماللْأيادي ترْتجفُ في ماءِ الأنْفَاسْ
لماذا نسِيَ الْحُبُّ نثْرَ الحَياةِ في أوّل الْعَام ؟
تتقدّمُ نحْو الأنْقاضِ في ممْشَى الأُمراء التَّعِسين
تعْتَمِرُ شجَرَ الشّمْس في أَثَرِ الْبَهاء
لاتعْرفُ ممّا ولّى إلّا طريقاً تُحاذي الْعُيُون
الْمُلغِزة ،جدّاً،الّتي شعّتْ بالرّماد ذات وداع:
ياحبيباً
رأيْناهُ ،ألْموعودُ في كثيرٍ،يتوكّأُ على رمادْ
ويسْنُدُ الأَعْماقَ زادَ هاويةٍ
طُليتْ بأنّات الطّريق
ألْمرْضى بالْغِناء وحْدَهُمْ يعْرِفون
قدْره في أكْثَر المساءاتِ عطَشا
لمّا يجْعلُ منْ ضربة نرْدٍ طائشة
وكْد السّائرينَ في مجْهول الطّاولة
بمرْأى الفراشاتِ
يُحيَُون وَعْدَ اللّيْل
في
رجْعٍ
بعيدْ!

نشيد:
لمْ يعُدْ، بعْدُ، ملْحي خيالا
على درج اللّيْل
وقْت الغناء
أُواري ودائعَ عيْنيَّ
بيْن اغْتِرابيْن
بيْني وبيْنك
كمْ شُرْفةٍ تتوعّدُني العُمْرَ
في شهْقةِ الورْد
ما لمْ تُعجّلْ بِناي العُبور إلي شجَرٍ داكِنٍ
لمْ يزلْ
بجَعُ القلْب ِينْشُجُ في نخْبهِ
ويُنكِّسُ راياتهِ إسْوةً بالْيتامي
بلا هُدْهُدٍ في الغُروبْ
هو ذا الماءُ
هلْ يهْدأُ الشَّوْقُ في أثَر الظِّلّ
حتَّي يمُرَّ ويُورِقَ أفْدحَ أسْمائهِ في خُطاهُ الشَّهيدة؟
ما منْ ضفائرَ مائلةٍ جِهةَ الأرْض
إلاَّ في عصْفِها طائرٌ يتهدَّلُ
ما منْ دمٍ لرحي الْعيْنِ
هذا الْمتاهْ
قالَ لي شبحي وهْو يخْلُدُ حشْداً إلي مقْعد ٍ منْ مواعيدَ:
يا صاحِ هلْ سرْتَ ناحية اللّيْل بي
ما من اللّيْل أرْأفَ بي الآنَ
حتّي أرُدَّ إليْك النُّدوبْ

شاعر من المغرب