(في الذكرى الرابعة لوفاة الشاعر رعد عبد القادر)


تساؤلني عن العراق؟
أنت بعيد يا صاحبي الآن بما فيه الكفاية
كي تكون سعيدا
فلا برق يماني منك
لا سامراء
ولا بغداد
ولا طرق الغزالية
ولا دورة الأفلاك
ولا ختم الزايرجة
ولا أبراج أبي معشر
لا نور منك
ولا تونس
ولا حتى أشجار العقوق
أنت بعيد
والجرح عميق
تحاول أن لا تنكأه
لكنك لا تطيق
حاجباك مثل أسنان الأرانب
من شدة العمر طالت
وشعر صدرك عباءة
خُطَّ عليها بالدهان كيفما اتفقْ
تحاول من منفى إلى منفى
تزدري ثقل أمتعة
وخلفك صف طويل من الذكريات
وكومة قش من الأماني
تحاول أن ترشق باطلا
حقاً بحقْ
يا أيها الصقر
أأنت شاحب حقا من الإرهاق
من التصعيد في السماوات
من التطلع نحو أديم الأرض
أأنت شاحب من جولاتك المنفردة؟
يا أيها الشحرور
لقد مللت من الصناعة
في سوق ألاغاني الوطنية
المهم لديك الآن أنف تلك
الشحرورة الجالسة قبالة
حظك العاثر تضع الحجاب
كذبا وزورا ترتدي الفستان
نحرها رغم شامة الخد
وَضَمّةِ الورد في نهديها
أكبر ضغط على البستان
لا صوت يعلو على صوت الخيال
سائلي عن العراق نحن عراقات كثيرة
لا تغضب ولا ترقب
لا ترجع ثانية لمشاهدة هذا الفيلم الخيالي
في سينما الواقع
انظر كيف يسيل لعاب العصاة
انظر كيف يسأل في الفيلم
صاحبنا ما رأيك في الثورة الفرنسية؟
وينصرف الى سلوكه الشائنhellip;
من هو هذا الذي يستعرض
الجيوش في مجلة مصورة؟
تساؤلني عن العراق؟
يا الهي ماذا ستفعل
بهذه الكومة النتنة من الذكريات؟
أرجوك هلا جئت
وأرجعت عطاياك
حيثما كانت
لا رغبة لي البتة اليوم
ولا غدا
ولا بعد غد
ولا بعد بعد غد
ولا بعد بعد بعد بعد غد
أن أنحني تحت غصن الزمان الخاوي.

لندن
13-1-2007