محمد موسى من أمستردام:في خطوة مفاجئة إلى حد ما، أعلنت القناة الرابعة البريطانية عدم بثها الفيلم التلفزيونيquot;إشارة قابيلquot;الذي يعالج قصص الجنود البريطانيينفي العراق. يعتبر الفيلم، الذي تجري أحداثه في البصرة (حيث تتمركز القوات البريطانية) وإنكلترا، ويسجل بعضًا من يوميات الجنود البريطانيين،الأول الذي يتم إنجازه عن حرب العراق الأخيرة، وبعد أكثر من أربع سنوات من بدء الحرب هناك. القناة الرابعة البريطانية والتي يبدو أنها رضخت لضغوط الإعلام والسياسيين البريطانيين وقادة الجيش، فضلت عدم بث الفيلم خاصة وأن بريطانيا كانت ما تزال حتى اليوم مشغولة بقضية البحارة البريطانيين الذين إحتجزتهم إيران.

من الفلم

الفيلم التلفزيوني quot;اشارة قابيلquot; والذي كان متوقعًا عرضه اليوم، أثار الكثير من الإهتمام والنقد، خاصة وأن العروض التجريبية وعروضه في بعض المهرجانات السينمائية منها مهرجان روتردام العالمي السينمائي ومهرجان حقوق الإنسان العالمي في هولندا، لم تعجب بشكل عام الإعلام البريطاني وبعض قيادات الجيش، التي إعتبرت الفيلم غير منصفًا تجاه الجهود الكبيرة التي يقدمها الجيش البريطاني في العراق.


صانعوا الفيلم يؤكدون أنهإعتمد على شهادات أكثر من مئة شخص من البريطانيين الذين عملوا في العراق، إضافة إلى شهادات عراقيين ومنظمات دولية عملت في العراق في سعيهم لتقديم وثيقة تلفزيونية صادقة وحيادية عن الجيش البريطاني وظروف وجوده وعمله في جنوب العراق. رغم الشكل التوثيقي للفيلم التلفزيوني البريطاني، إلا أن جميع الشخصيات هي غير حقيقة.

الفيلم يروي قصة جنديين صديقيين لا يتجاوزان التاسعة عشر من العمر يخدمان فيالبصرة، ظروف العمل للفصيل الصغير الذي ينتمي إليه الجنديين تتغير عندما يقتل آمر الفصيل بقنبلة وضعت على الطريق. الجيش البريطاني الذي يفقد الثقة بعراقيي المنطقة يبدأ حملة تفتيش وإعتقالات للكثيرين للوصول إلى منفذي العملية. بعد إنتهاء خدمة الجنديين ورجوعهما إلى بريطانيا تستمر الكوابيس العراقية بمطاردتهما، خاصة عندما تقدم صديقة إحدى الجنديين (بسبب مشاجرة عادية معه) صور فوتوغرافية مهينة لسجناء عراقيين في سجون بريطانية في العراق إلى الصحافة البريطانية، التي تفتح ملف أداء الجيش البريطاني في العراق. الجيش البريطاني يفتح تحقيقًا مع الجندي عن الصور التي إلتقطها بكاميرته وعن دوره في تعذيب أو إهانة السجناء العراقيين.

إدارة تلفزيون القناة الرابعة البريطانية التي كانت مصرة على عرض الفيلم في الوقت المحدد له رغم كل الإعتراضات، أكدت حينها أن الفيلم مر على لجنة الرقابة البريطانية التلفزيونية المستقلة، والتي أعطت الموافقة على عرضه أيضًا ،أبدت عن إستعدادها لمواجهة اأي ملاحظات من الجيش البريطاني وصورته خاصة أن quot;إشارة قابيل quot;يقدم أيضًا صورًا شديدة القسوة عن إنتهاكات جسدية ومعنوية يتعرض لها بعض الجنود البريطانيون من زملائهم ورؤسائهم.

كان من المقرر أن تطرح القناة التلفزيونية البريطانية وبعد أربعة أيام من عرض إشارة قابيل أسطوانات دي في دي للفلم مع الكثير من المواد الفيلمية للظروف التي صاحبت صناعة الفيلم والذي صور في تونس.