لو فكر احد مخرجي الافلام والمسلسلات التلفزيونية في تقديم مسلسل عن حوادث الاغتيال والانتحار التي شهدها العالم العربي من اكثر من ثمانين عاما لحاز على افضل الجوائز السينمائية والتلفزيونية بل لدخل هذا المسلسل في سجل غينس للارقام القياسية لكثرة الشخصيات العربية التي طالها هذا المسلسل الذي قطعا سيكون اطول مسلسل دراما عربية له اول وليس له اخر. لم يكن انتحار غازي كنعان وزير الداخلية السوري اول عملية يشهدها الوطن العربي بل سبقته العشرات بل المئات من هذه الحوادث التي ظل معظمها حتى يومنا هذا لغزا محيرا.
فقبل عدة سنوات اقدم رئيس الوزراء السوري الاسبق محمود الزعبي على الانتحار عقب اتهامه بقضايا الفساد المالي . وفي العراق كان اول من اقدم على الانتحار رئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون الذي اطلق النار على نفسه يوم 23/11/1929 بعد اتهامه بالتواطؤ مع الانكليزوفي عام 1936 اغتيل في العراق اول وزير للدفاع الفريق جعفر العسكري على ايدي بعض تلامذته من العسكريين بايعاز من الفريق بكر صدقي قائد اول انقلاب عسكري في العالم العربي الذي اغتيل هو الاخر في الموصل عام 1937 على يد الجندي محمد عبد الله العفري الذي حكم عليه بالسجن ونقل الى سجن نقرة السلمان جنوب العراق. وفي عام 1941 اغتيل رستم حيدر وزير المالية العراقي على يد مفوض الشرطة حسين فوزي الذي نفذ فيه الاعدام جراء فعلته هذه.
وفي مصر اغتيل رئيس الوزراء المصري احمد ماهر ورئيس الوزراء الاخر امين عثمان على يد عناصر الجهاز الحديدي الذي كان يضم الى صفوفه انور السادات كما حاول هذا الجهاز الذ حاوول اغتيال كل من مصطفى النحاس والنقراشي الا انهما لم يكتب لهما النجاح .واغتيل في مصر الشيخ حسن البنا كما اغتيل في مصر ايضا بطرس غالي الذي ترأس المحكمة التي حكمت على المتهمين في قضية(دنشواي) وكانت اكبر واشهر عملية اغتيال تلك التي تعرض لها الرئيس المصري انور السادات في السادس من تشرين الاول/اكتوبر 1981 على يد مجموعة خالد الاسلامبولي الاصولية.وفي العام 1980 اغتيل في باريس المفكر السوري صلاح الدين البطاراحد رؤساء سوريا السابقين واحد مؤسسي حزب البعث هناك. وفي عام 1951 اغتيل الملك عبد الله الاول داخل المسجد الاقصى على يد احد الفلسطينيين وقبله باسبوع اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح اثناء خروجه من فندق فيلادلفيا بالعاصمة الاردنية عمان من قبل شخصين كانا يركبان دراجة نارية قيل انهما من عناصر الحزب القومي السوري الاجتماعي انتقاما
لاعدام زعيم الحزب انطوان سعادة في بيروت. وفي عام 1954 اغتيل العقيد عدنان المالكي مساعد رئيس اركان الجيش السوري على يد الرقيب يونس عبد الرحيم داخل الملعب البلدي بدمشق حينما كان المالكي يشاهد مبارة بكرة القدم وقيل ان القاتل مدفوع من قبل غسان جديد احد قادة الحزب القومي السوري الاجتماعي الذي هو الاخر اغتيل. كما اغتيل بعد ذلك بسنوات الزعيم اديب الشيشكلي الذي اطاح به الانقلاب العسكري في سوريا في شباط عام 1954 وذلك اثناء اقامته في الارجنتين . وفي مصر ايضا جرت عام 1954 محاولة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر قيل ان الاخوان المسلمين كانوا من المخططين لها وتم اعدام الجاني ويدعي محمود عبد اللطيف السمكري. وفي تشرين الاول من عام 1959 تعرض الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء العراقي الى محاولة اغتيال فاشلة.حيث تبعت ذلك سلسلة من الاغتيالات فاغتيل الفريق اول ركن حردان عبد الغفار التكريتي نائب رئيس الجمهورية العراقية اثناء وجوده في الكويت عام 1971 واغتيل وزير الخارجية العراقي عبد الكريم الشيخلي ببغداد عام
1980 .وقبله اغتيال وزير الخارجية ناصر الحاني وفليح حسن الجاسم وزير الصناعة العراقي وعبد الله فاضل السمرائي وزير الاوقاف. كما اغتيل عبد الرزاق النايف رئيس الوزراء العراقي في لندن واغتيل الدكتور توفيق رشدي الاستاذ الجامعي العراقي في عدن باليمن وفي بغداد اغتيلت عقيلة الهاشمي عضو المجلس الانتقالي العراقي عقب سقوط النظام السابق كما اغتيل عبد الزهرة سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي وفي منتصف الستينات انتحر محمد عمران احد القادة العسكريين السوريين اثناء اقامته في بيروت وقيل انه نحر ولم ينتحر.كما اغتيل في سوريا فرج الله الحلو احد قادة الحزب الشيوعي اللبناني اثناء زيارته لدمشق
وتم تذويب جسده بالتيزاب . وعقب استقلال الجزائر في بداية الستينات اغتيل محمد خيضر احد قادة الثورة الجزائرية ثم اغتيال وزير خاجية الجزائر محمد خميستي واغتيل كريم بلقاسم احد قادة الثورة الجزائرية كما اغتيل الرئيس الجزائري الاسبق واحد قادة الثورة الجزائرية محمد بوضياف كما اغتيل احد قادة الثورة التونسية يوسف بن صالح ووجهت اصابع الاتهام الى الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة في اغتياله في اوروبا. وفي بداية السبعينات انتحر وزير الداخلية المغربي اوفقير عقب فشل المحاولة الانقلابية التي كان مشاركا فيها ضد الملك الحسن الثاني وقيل نحر ولم ينتحر. بل ان اوفقير كان قد اتهم باختطاف الزعيم المغربي المهدي بن بركة اثناء اقامته في باريس وتمت تصفيته جسديا وظل حتى العملية حتى الان لغزا محيرا.وفي سبعينات القرن الماضي جرت محاولة في ابو ظبي لاغتيال وزير الخارجية السوري انذاك عبد الحليم خدام الذي نجا من المحاولة التي راح ضحيتها وزير خارجية ابو ظبي سيف بن غباش الذي كان
في استقبال خدام في المطار.وفي عام 1975 تم اغتيال العاهل السعودي الراحل الملك فيصل على يد احد افراد العائلة السعودية ويدعى فيصل بن مساعد. وفي اذار من عام 1977 اغتيل في بيروت الزعيم الوطني اللبناني كمال جنبلاط وما تلاه من مسلسل الاغتيالات التي طالت رئيس الجمهورية بشير الجميل ورئيس الجمهورية الاخر رينيه معوض ورئيس الوزراء رشيد كرامي الذي لقي مصرعه وهو داخل طائرة الهليكوبتر وكذلك مفتي لبنان حسن خالد والصحفي اللبناني سليم اللوزي صاحب مجلة الحوادث اللبنانية وكذلك نقيب الصحفيين اللبنانيين رياض طه وقبله الصحفي نسيب المتني والصحفي كامل مروة وكذلك اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار. واغتيال الكاتب والصحفي الفلسطيني في لبنان غسان شرارة ومحاولة اغتيال بسام شريف احد قادة الجبهة الشعبية في بيروت واغتيال رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين حنا مقبل اثاء وجوده في قبرص التي اغتيل فيها
الكاتب المصري المعروف يوسف السباعي . واغتيل سعيد حمامي مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لندن واغتيال سعيد حمامي مدير مكتب المنظمة في باريس واغتيال ابو حسن سلامة مسؤول حماية ياسر عرفات في بيروت واغتيال زهير محسن و\زعيم منظمة العاصفة الفلسطينية في مدينة نيس بفرنسا في تموز 1979 واغتيال الزعيم الفلسطيني ابو جهاد في تونس واغتيال الزعماء الفلسطينيين ابو جهاد وابو اياد وعصام السرطاوي واغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي في لندن وفي فلسطين اغتيال ابو علي مصطفى احد قادة الجبهة الشعبية وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ احمد ياسين. وفي 14 شباط 2005 اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ومحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة .ثم اغتيال الصحفي سمير قصير ومحاولة اغتيال الصحفية مي شدياق.
وفي اليمن اغتيل الامام يحيى في شباط من عام 1948 ثم تعرض لمحاولة اغتيال ابنه الامام احمد قبل قيام الثورة اليمنية عام 1962 بعشرة ايام واستمر مسلسل الاغتيالات في في شمال وجنوب اليمن فاغتيل اول وزير للمعارف عقب الثورة اليمنية القاضي محمد محمود الزبيري واغتيل القاضي الحجري في الكويت واغتيل الزعيم اليمني محمد النعمان في بيروت وفي عام 1977 الرئيس اليمني ابراهيم الحمدي وشقيقه قائد قوات العمالقة في ظروف ظلت غامضة حتى يومنا هذا كما اغتيل الرئيس اليمني الذي خلفه وهو احمد حسين الغشمي في حزيران من عام 1978 بواسطة حقيبة ملغومة نقلها مبعوث رئيس اليمن الجنوبي سالم ربيع علي الذي اتهمته قيادة الجبهة القومية بذلك ونفذت فيه حكم الاعدام بعد يومين من مصرع الغشمي . وفي كانون الثاني من
عام 1986 جرت عملية اغتيال جماعية نفذها انصار الرئيس اليمني انذاك علي ناصر محمد اودت بحياة عدد من قادة اليمن الجنوبي وهم امين عام الحزب الاشتراكي اليمني عبد الفتاح اسماعيل وصالح مصلح قاسم وزير الدفاع وعلي عنتر نائب رئيس الجمهورية وعلي شايع هادي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الحاكم . ثم اغتيال احد قادة الحزب الاشتراكي في اليمن عمر جا رالله..