لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أقرأ البيان التهديدي الشامل الذي أصدرته ما يسمى بقيادة قطر العراق لما يسمى بحزب البعث البائد النافق بتفجير نصف الكرة الأرضية فيما لو تم تنفيذ حكم الإعدام بصدام و عصابته من غلاة القتلة و الشقاوات من البعثيين وعلى رأسهم المجرم برزان التكريتي و المجرم طه الجزراوي أحد أكبر عتاة القتلة في تنظيم شقاوات العراق البائدين أو المجرم عواد بندر السعدون رئيس ما كان يسمى بمحكمة الثورة القراقوشية التي لا نتذكر أن السيد العرموطي نقيب المحامين الأردنيين أو أي من محامي العروبة في مصر أو المغرب قد أدان أحكامها أو أصدر أي تقويم تاريخي أو فقهي أو قانوني بحق أحكامها الفضائحية التي كانت جريمة مع سبق الإصرار و الترصد، فلقد أهدرت تلك المحكمة أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء لا لذنب أو جريمة سوى تهمة المساس بالذات المقدسة للرئيس القائد المقدس !! و الأدهى أن تلك المحكمة لم تكن أحكامها تعرف النقض أو التمييز أو توفر حتى الحق الأدنى من الدفاع المحترم للمتهم ؟

ومع ذلك لم تذكرها أدبيات المعارضة العربية المصطفة اليوم مع جلاوزة النظام البائد و الحريصة والخائفة على مصيرهم ؟ وفي ذلك قمة النفاق وعدم المسؤولية، و تلك قضية أخرى من قضايا الكيل بمكيالين في العالم العربي السعيد بمصائبه و مثالبه و رزاياه، وفور إنتهائي من قراءة البيان البعثي التهديدي تذكرت على الفور أساطير ( مسيلمة ) البعث العراقي البائد الوزير السابق للإعلام ( محمد سعيد الصحاف ) أو ( غوبلز ) البعث و الذي لا يمتلك شجاعة الوزير النازي الذي أنهى حياته بيده تخلصا من عار الذل ! و الذي أهمل القضاء العراقي للأسف متابعته رغم دوره الإرهابي الهائل و الموثق في ممارسات منظمة الإجرام البعثية و خصوصا عملية إعدامات شهر يناير/ كانون الثاني عام 1970 و التي ذكرها مفصلا بكل تفاصيلها المرعبة المناضل الوطني و القومي العراقي الأستاذ أحمد الحبوبي في كتيبه الصغير الموسوم ب ( ليلة الهرير في قصر النهاية)! و الذي كان وثيقة تاريخية وإنسانية دامغة و موثقة تجاهلتها للأسف كل المنظمات الحقوقية العربية وطبعا لن أتحدث عن الأحزاب العربية أو ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي فهؤلاء حالة ميئووس منها بالكامل و لا أمل في إصلاح المعوج!، رغم كون ذلك المؤتمر يضم بين صفوفه محامين و قانونيين من مختلف الأقطار العربية إلا أنهم كانوا على ما يبدو عميان بالكامل عن ما كان يحصل في عراق البعث من فظائع وإنتهاكات ضد أبسط القوانين و الأعراف الإنسانية، و البعثيون في دفاعهم اليائس عن قيادتهم المهزومة لم يمتلكوا للأسف شجاعة الإعتراف بالخطأ، و لم يتوقفوا لمراجعة النفس و نقد الذات و محاولة تقويم المواقف تقويما حقيقيا يستند لتحليل موضوعي لحالة الإنهيار العراقي الشامل الذين يتحملون مسؤوليتها التاريخية الكبرى لأن قيادتهم المتهورة كانت السبب الرئيس و المباشر في تكسيح العراق وتوريطه في حروب عبثية كان يمكن تداركها بقليل من الحكمة، حروب لم تكن حتمية و لا مصيرية بل كانت مزاجية و فردية لا علاقة بعموم الشعب العراقي بها و المصيبة أن مصائب البعثيين قد إتسمت بالطابع القومي فهم بدلا من تنفيذ شعاراتهم القومية المضللة في الوحدة و الحرية والإشتراكية ساهموا أبشع مساهمة في تعميق العداوات و الأحقاد بين الشعوب العربية و ما غزو الكويت و تدميرها من قبل بعث العراق و إحتلال لبنان وسرقته من قبل بعث سوريا إلا نقطة في بحر الجرائم القومية الكبرى التي يتحمل البعثيون أوزارها، كان على البعثيين لو كانوا صادقي النوايا فعلا أن يتبرؤا من كل الرزايا التي ورطتهم بها قيادة صدام الفاشية،

و لكانوا أعربوا عن توبتهم و ندمهم للشعب الذي تسببوا في تدميره و إحتلاله بعد أن ملئوا بطاح العراق بالمقابر الجماعية و هشموا كل مناحي الحياة المتطورة و عمقوا الجهل و تركوا المجال لقوى الطائفية المريضة أن تسرح و تمرح بعد أن فشل النظام البعثي في القيادة المجتمعية لشعب مارسوا عليه قوانينهم المزاجية بدءا من ما كان يسمى بالحملة الإيمانية التي كرست كل معالم و معاني التخلف، البعثيون لم ينجحوا في شيء إلا في نشر الإرهاب و التحالف مع قياداته الأصولية المتطرفة عبر إستخدام أموال العراق المنهوبة في تنفيذ المخطط التدميري تحت يافطة المقاومة الوطنية و التي فشلت حتى اليوم في التعبير عن وجهها الحقيقي دون لثام طائفي أو عشائري أو مناطقي رجعي متخلف نرى تطبيقاته المباشرة اليوم في الأجساد العراقية المحترقة وفي الرؤوس المقطوعة و في عمليات الخطف و الإغتصاب وهي الهوية و الوجه الحقيقي للبعث العراقي منذ أيام الحرس القومي عام 1963، صدام و زمرته من القتلة و المجرمين ليسوا سوى مرحلة عابرة في تاريخ عراقي أسود حافل بالجرائم وبسجلات المجرمين بدءا من ( زياد بن أبيه ) مرورا بالحجاج الثقفي وبقية طغاة بني أمية و بني العباس ووصولا لشقاوات العصر الحديث من مختلف الملل و النحل، و البعثيون حينما يهددون اليوم بتدمير أميركا ومصالحها فإنهم يعلمون علم اليقين بمدى تهافتهم و هوانهم فهم اليوم باتوا يحتمون بمن يشتمونهم فقد ملأت الدول الإسكندنافية بطالبي اللجوء من أفراد الأمن الخاص و المخابرات وضباط الأمن القومي !!

وهم على إستعداد للتعامل مع الشيطان من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية، و لغة البيانات التهديدية هي لغة منقرضة و سقيمة لا قيمة حقيقية لها، و بقايا البعث العراقي تعلم جيدا أن طريقهم مسدود فبعث دمشق على إستعداد من أجل النفاذ بجلده لأن يسلم كل البعثيين العراقيين بثمن بخس لأي طرف يطلبهم!! فقيمة البعثيين العراقيين تتعلق بما معهم من أموال مسروقة و منهوبة، أما جمعيات حقوق الإنسان و الأحزاب المناضلة في عمان و غيرها من الأمصار فهي تغني على ألحان نشاز و بأصوات كريهة، العدل سيمضي نحو نهايته، ومحاسبة القتلة من أي صنف و نوع ينبغي أن تكون هدف جميع الأحرار خصوصا و إن جريمة إنتهاك حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم التاريخي، وصدام ورهطه ليسوا أول و لا آخر من سينفذ بهم حكم العدل و الشرع و التاريخ، و دموع التماسيح لن تستطيع التغطية على الجرائم التاريخية التي أرتكبت، أما لطم و عويل البعثيين فهو الملهاة الكبرى في زمن السقوط و الإضمحلال لكل قوى الفاشية و الموت و الدمار... فبالأمس كان ( شاوسيسكو) و اليوم قد جاء دور قادة البعث المهزوم، فالطغاة نحو الجحيم والشعوب تشق مسيرتها، و لله الأمر من فبل ومن بعد... و لاعزاء للقتلة و السفاحين.


[email protected]