إنها فعلا سنة الحياة السياسية الكويتية!!
بعيدا عن الخوض وفي حيثيات تشكيل الحكومة الكويتية الأخيرة، إلا أنه بالتأكيد فان وجود د. إسماعيل الشطي من ضمن وزراءها يعد حدثا ليس عاديا، ويحتاج الوقوف عنده كثيرا .. والتأمل به كثيرا جدا!!
فأي عاقل ممكن أن يتساءل باستغراب ، من أين جاؤا به، وكيف كان قرار تعيينه، وماذا سيفعل مفكر مثل الدكتور الشطي بوجوده في هذه الحكومة، وهل تعيينه جاء مثلما تردد بضغط من الحركة الدستورية، التي نفى أحد أركانها الدكتور محمد البصيري أن تكون الحركة قد زجت باسم الدكتور الشطي ليكو من ضمن أعضاء الحكومة الحالية، وهل سيؤدي وجود الدكتور الشطي في الحكومة إلى تخفيف الحركة الدستورية من حدتها في مواجهة أداء الحكومة؟؟؟ أسئلة كثيرة طبعا تحتاج إلى ترقب وانتظار ومعاينة.
شعوري الشخصي أن الدكتور الشطي لن يعمر في الحكومة الحالية، إلا إذا كان على استعداد لأن يضحي بتاريخه في سبيل الحفاظ على الكرسي، وذلك ليس سوءا في الحكومة، بقدر ما هو اختلاف في الفكر وأسلوب العمل ومنهاجية الأداء بين وجود اسماعيل الشطي في قائمة المفكرين والمحللين، وبين وجوده على رأس قائمة وزراء الحكومة الحالية وما يتطلب الأمر من تضامن وأمور أخرى.
أعتقد وبعد أن جاء الدكتور الشطي في تشكيلة الحكومة، خاصة كوزيرا للمواصلات التي كانت مثار جدل طويل ومحتد بين أقطاب الحركة الدستورية ووزيرها السابق الشيخ أحمد العبداللة، أصبح لزاما علينا أن نعيد قراءة تاريخ الدكتور اسماعيل الشطي مرة أخرى، والتعرف أكثر عن قرب على رؤياه وأفكاره ومواقفه، التي بالتأكيد وحسب ما يقبع في ذاكرتنا لا ينسجم أبدا وتوجهات الحكومة، ليست هذه الحكومة فحسب، بل أي حكومة كانت، إلا اذا رفع شعارا مشابها للشعار الذي رفعه جاسم العون حينما انقلب من قلب المعارضة، إلى أحضان الحكومة، فقال عندما سئل عن التحول ( إن اللاعب غير المتفرج) يقصد أننا كنا في المعارضة متفرجين ولا نعرف التفاصيل، وفي الحكومة نحن في وسط الملعب.
جلست مع نفسي أستعيد في الذاكرة وأقلب في أرشيف الأوراق والمعلومات عن آراء وأفكار الدكتور الشطي التي أتمنى بعد أن جلس على الكرسي أن لا تذهب جميعها هباءا منثورا .. مثلما هو الحال مع كثير من الشخصيات الفكرية التي كنا نفتخر بها .. لكنها خيبت آمالنا وظنوننا، بعد أن أصبحت ضمن قائمة الوزراء.
شخصيا أشعر بالتفاؤل من التركيبة السياسية في الكويت حاليا، وانها إلى أبعد مدى تشهد انسجاما وتقاربا بالأفكار والأهداف، وأن بإمكانها النجاح في تحقيق العديد من الأهداف، ولكنني لازلت لا أفهم مغزى وجود الدكتور الشطي في الحكومة، وكيف قبل بهذا المنصب، ولكننا سنترقب لنعرف ما ستسفر عنه الخطوات القادمة من نتائج .. ودمتم سالمين.

[email protected]