أما موت الأفراد فليس من إنسان إلا وقد عاش هذه الواقعة لإفرادٍ آخرين من بني جنسه قريبين عزيزين أو بعيدين مجهولين، بل إن حقيقة الموت لنا كـأفراد لاتفارقنا يوماً واحداً، فنحن نعي أننا جئنا إلى هذه الدنيا بغير رغبة منا أو استشارة، كما أننا سنودع هذه الحياة بغير رغبة ولا استشارة، ولكننا لا نستطيع أن نهضم أو نستوعب موت مجتمع ما، فلا يوجد فرد منا عاصر موت مجتمع بالشكل الذي يموت فيه الفرد، فهل يعني هذا أن المجتمع خالد فلا يموت؟ أو أنه كائن من نوع غير (بايولوجي) فيموت ككل الكائنات التي تولد فتموت؟ وإذا كانت (سنة أو قانون) الولادة والموت تطوق هذا الكائن الذي نسميه (المجتمع) وتشكل مصيره، فقد بات علينا معرفة هذا (البعد الجديد) في الحياة الإنسانية، أي تشكل المجتمع ثم مراقبة احتضاره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وكيف يتم ذلك؟ وبأي آلية؟ وفي أي ظرف؟ وتحت أية شروط؟

quot;لكل أمة أجلquot;

مقارنة بين الموت البيولوجي والموت الاجتماعي:
اعتدل صديقي في مجلسه ثم حدَّق فيَّ النظر ملياً وقال وفي وجهه علامات اليأس والألم: إن تحليلي في غاية التشاؤم وانطباعي عن المجتمع العربي أنه قد تحول إلى جثة على طاولة التشريح فهو بحكم الميت، وفي قناعتي أنه سيندثر بشكل نهائي في القرن القادم.
صدمت وبعمق، فهذا الإنذار المرعب ( PROGNOSIS) (1) يشكل حالةً متقدمةً حتى عن وضع السرطان، فيبقى السرطان مرضاً لا أمل في الشفاء منه ، مع هذا يبقى المريض مريضاً، أي أنه مازال حياً يرزق، ولو أنه محكوم بالإعدام.
لقد مضى صديقي الدكتور في تحليله خطوة أبعد، واعتَبَرَ أن المجتمع العربي بحكم الميت مع كل مظاهر الحياة والنشاط لإفراده !! فمن أين جاء بتحليله هذا ياترى؟؟ إنه كباحث في العلوم الإنسانية والتربوية عنده من المشعرات (INDEX) والدلائل والمؤشرات إلى وضع المجتمع، ولادة أو موتاً، صحة أو مرضاً، عافية أو اعتلالاً، لذا تقدم فطرح هذا التشخيص (DIAGNOSIS) فاعتبر الجسد الاجتماعي (جثة ً).
قلت له معقباً ومتسائلاً بنفس الوقت : إننا معشر الأطباء عندنا من المؤشرات مافيه الكفاية على موت الفرد (عضوياً) من انعدام النبض، وتوقف ضربات القلب، وغياب التنفس، وعدم تدفق الدم بجرح الجلد، أو توقف النشاط الكهربي للقلب والدماغ ولمدة طويلة، بل حتى إن الجثة تبدأ في التغير بعد فترة، فتكون أولاً حارة لتصبح بعدها باردة، وتكون رخوة لتصبح بعد ذلك مثل قطعة الخشب المتيبسة (الصمل الجيفي)، ثم تبدأ في التعفن والتحلل، ويصبح القبر خيرُ سترٍ لهذا القميص المتهتك، الذي يتمزق في كل لحظة :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غُلب الرجال فما أغنـتهم القــلل
واسُتنزلوا بعد عـــــز عن معاقلهم فأُودعوا حفراً يابئـــما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا أين الأسرة والتيــــــــــجان والحلل
أينَ الوجوهُ التي كانــــت منعمةً من دونها تُضرب الأســــتار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم تلك الوجوه عليـــها الدود يقتــتل
قد طالما أكلوا دهراً وماشربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
نظر إلي صديقي الدكتور متأملاً ثم أجاب : بهذه الدقة من التحديد ليس عندي جواب؟!! مع هذا لنضع الكلام آنف الذكر تحت المجهر النقدي لنرى صموده وصلابته أمام التحليل؟!
ما هو المجتمع بالفعل؟ هل يمكن فهمه ككيان نوعي؟
لا يمكن أن نفهم (موت المجتمع) مالم نفهم ماهو (المجتمع) بالأصل؟ فإذا استطعنا أن ندرك تكوين هذا الكائن (النوعي) أمكن لنا أن نحدد مرضه من صحته، وموته من حياته، فالمجتمع ليس مجموعة أفراد بل هو (شبكة علاقات) تنظم نشاط الأفراد (2)، فإذا أردنا تصور (الشبكة الاجتماعية) أو (النسيج الاجتماعي) أمكن تشبيهه بالخيوط والعقد، العقدة الواحدة متصلة بالعقدة الثانية من خلال خيوط الشبكة، وبذلك فإن كل عقدة متأثرة سلباً أو إيجاباً بوضع الخيوط التي تصل مابين هذه العقد، وتعطينا البيولوجيا مثالاً ممتازاً لهذا الوضع، حيث تترابط مايزيد عن (100) مليار خلية عصبية (النورونات - NEURONS) في الدماغ من خلال نسيج عصبي كثيف، كل خلية مزودة بحوالي ألف ارتباط، بحيث يشكل الدماغ الذي يحمله كل فرد منا في رأسه، من زاوية الاتصالات ؛ أكبر وأعقد من كل الكون المحيط بنا . وتتعاون هذه (النورونات) من خلال (نظام التحام) بين كل خلية وأخرى، تسري فيها سيالة عصبية، تعبر هذا النسيج من أقصاه إلى أقصاه، بحيث تحيل الدماغ في النهاية إلى وحدة عمل مركزية واحدة منسقة مبدعة، والنسيج الاجتماعي أي شبكة العلاقات والخيوط التي تربط بين الأفراد تتعلق أيضاً بالأفراد الذين يفرزونها، ولذا فإن وضع الشبكة المرتخي أو المشدود، المتوتر أو المسيَّب، النشيط أو الخامل، يتعلق بالأفراد الذين يحفظون هذه العلاقات أو ويدمرونها، وينبنى على هذه الفكرة أمرين هامين :
1 - الأمر الأول : إن قوة الشبكة الاجتماعية وإِحكامها هي من قوة الأفراد لإنها من صناعتهم
2 - الأمر الثاني : إن الأفراد قد يمزقوا هذه الشبكة، فيما لو شُد الخيط أو توتر بشكل زائد لمصلحة أحد العقد، وهي (الظاهرة الورمية) التي تحدثنا عنها في بحث السرطان الاجتماعي، حيث يؤدي ضخامة الفرد (العقدة في الشبكة الاجتماعية) إلى قطع الأوتار الاجتماعية، وبالتالي بداية تدمير المجتمع على حساب نمو الأفراد وضخامتهم بظاهرة (السرطان)، فالسرطان ليس إلا مجموعات من الخلايا تعلن التمرد على النظام لحسابها الخاص، غير عابئة بما يحصل للجسم، ولكن السرطان كما عَلِمنا في مثل القرد الذي ينشر غصن الشجرة القاعد فوقه، فعندما يقضي على البدن بارتكابه هذه الحماقة المصيرية، يقضي على وجوده بالذات.
يقول مالك بن نبي : ((بيد أن جميع أسباب هذا التحلل كامنة في شبكة العلاقات، فلقد يبدو المجتمع في ظاهره ميسورا ناميا، بينما شبكة علاقاته مريضة، ويتجلى هذا المرض الاجتماعي في العلاقات بين الأفراد، وأكبر دليل على وجوده يتمثل فيما يصيب (الأنا) عند الفرد من (تضخم) ينتهي إلى تحلل الجسد الاجتماعي لصالح الفردية، فالعلاقات الاجتماعية تكون فاسدة عندما تصاب الذوات بالتضخم، فيصبح العمل الجماعي المشترك صعباً أو مستحيلا ً))(3)

المجتمع يعتبر شبكة علاقات وليس كماً من الأفراد
كان اكتشاف حلقة البنزين في الكيمياء العضوية شيئاً مثيراً للغاية، فالسكر السداسي (الغلوكوز) الذي يستخدم للطاقة في جسمنا، مكون من ذرات من الفحم الأسود (الكربون)، كما أن الألماس اللامع الرائع الصلد، مكون من ذرات من (الكربون الأسود) المضغوط بشكل جبار. والذي منح اللمعان للذرات السوداء القبيحة، هو طبيعة (التركيب الداخلي) لذرات الكربون، فأصبحت (يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار) والمجتمع بدوره هو (طبيعة تراص) خاصة بين أفراده، فإذا بقي ذرات كان سخاماً أسوداً، وشحاراً قاتماً، فإذا تراصت ذراته تحول إما إلى إعصار طاقة، أو لمعان تفوق عبر التاريخ. فالذي منح ذرة السكر الحلاوة المنعشة والطاقة الرائعة، وأعطى ذرة الألماس الصلابة المخيفة والتألق المدهش الفذ، هو طبيعة التركيب الداخلي، مع أن ذرات الكربون بالأصل سواد وقتام، وهشاشة وضعف بين العناصر المعدنية، بل يعتبر الفحم (شبه معدن) وليس معدناً، فهو ليس في صلابة الحديد، أو ندرة الذهب، أو ثقل الزئبق، أو إشعاع اليورانيوم، فالذي يعطي التركيبَ القوةَ الضاربة، أو النوعية الممتازة، أو التميز والتفوق، هو كيفية (اجتماع) عناصره الأولية. وكذلك المجتمعات، فالذي يَسِمْ المجتمع بالقوة أو الضعف، بالتميز أو السطحية، بالتفوق أو الانحطاط، هو نوعية علاقة ذراته (أشخاصه) الداخلية. وبذلك تفوق المجتمع الياباني وتأخر المجتمع العربي، مع أن النقطة الزمنية لاحتكاك كلا المجتمعين بالمجتمع الغربي كانت متقاربة، فارتفع المجتمع الياباني وحلق، في حين أن المجتمع العربي مازال يجرجر أقدامه المتعبة المريضة، ويعجز عن السيطرة على حل مشاكله، وبين عامي 1960 م و1990 م حقق المجتمع (الكوري) قفزة نوعية وبقي المجتمع (الغاني) يتجرع غصص التخلف، مع أن مستوى دخل الفرد كان واحداً في نقطة البدء !! (4).
إذاً المجتمع هو تركيب (STRUCTURE) تماماً كما في التراكيب الكيمياوية العضوية، وهو بالتالي ليس (مجموعة ذرات) و (كومة أشخاص) ونحن نعلم من الكيمياء العضوية، أن تغيير فاعلية مركب، من وضع إلى وضع، يتم من خلال السيطرة على تغيير نوعية العلاقات الكيمياوية الداخلية، ويبقى (الكم الذري) كما هو بدون نقص أو زيادة، فينقلب المركب الخامل إلى فعاِّل وبالعكس، والدواء إلى سم زعاف، والسم إلى ترياق، كما حصل مع باول ايلريش (PAUL EHRLICH) بعد (606) من المحاولات ؛ لقلب التركيب الكيمياوي لبعض الأصبغة، فتحول المركب السام في النهاية إلى ترياقٍ وعقارٍ، لمعالجة داءٍ فتكَ بالجنس البشري أكثر من (400) عاماً (الافرنجي _ SYPHILIS)(5).

كيف يبدأ المرض في المجتمع؟؟
كيف يتحول المركب إذاً؟ كيف ينقلب في وظيفته؟ بل وكيف يمرض المجتمع؟؟؟؟ كلها تحدث بنفس الآلية (تغير طبيعة العلاقات الداخلية بين العناصر الأولية)، فإذا تورم الأفراد وتحولوا إلى (قوارض اجتماعية) تلتهم الشبكة الاجتماعية، انحدر المجتمع صوب الفناء والموت، وبنفس الآلية التي يموت فيها الأفراد. ولكن علينا أن نتأمل هذه الظاهرة جيداً؟ فماالذي يحدث عند موت الفرد؟ دعنا نتأمل ظاهرة (الفك والتركيب) في أي موجود تحت أيدينا من مثل الكرسي أو الطاولة أو السيارة؟؟ وكيف نسمي الطاولة (طاولة)؟ أم كيف نمنح لقب الكرسي لـ (الكرسي)؟ أو السيارة لـ (السيارة)؟؟ إن هذا يرجع ليس لـ (القطع أو الأجزاء) التي تشترك في تركيب الطاولة أو الكرسي فضلاً عن السيارة !! فلو أمسكنا بالكرسي و(فككَّنا) الأجزاء عن بعضها، لم تعد الطاولةُ (طاولةً) ولا السيارةُ (سيارةً)؟! والسبب هو أن السيارة تأخذ (وظيفتها) و (شكلها) الذي يمنحها الاسم، من (اتصال القطع) و (تلاحم الأجزاء) فتقوم السيارة بوظيفة محددة من مثل الحركة لنقل الركاب والأمتعة. كذلك الحال في الكرسي الذي نجلس عليه، فإذا التأمت قطعه، وتضافرت عناصره الأولية، لتؤدي وظيفة (الجلوس) عليه، استحال إلى كرسي، أما قطعه الأولية فليس لها اسم، وأجسادنا هي تركيبٌ من هذا النوع ومعقدٌ للغاية، والذي يحدث في الموت، شبيه بما يحدث للكرسي عندما تتناثر قطعه، وتعود إلى سيرتها الأولى، أو للسيارة عندما تُفكَّك وترجع إلى وحداتها الأولية، وأشار القرآن إلى هذه الحقيقة عندما قال (قد علمنا ماتنقص الأرض منهم)(6) فالجسد الذي يتحلل إلى عناصره الأولية لاينقص منه شيء، وبَدَنُنَا في الواقع مكون من برميل ماء، ومقدار من الحديد يكفي لصناعة مسمار صغير، وقبضةٍ من الكلس، وكمية من الكبريت تكفي لرأس عود ثقاب، وحفنة من الفوسفور، وآثارة من اليود والنحاس، وبقيةٍ تافهة من الفوسفور المتقد، وكميةٍ من الغازات التائهة !!
فنحن كـ (مواد أولية) في (ثمننا) لانساوي شيئاً مذكوراً، ولكننا في تركيبنا الإنساني لايصل إلينا (سعر)، لذا فالذي يبيع نفسه بالذهب يعتبر تاجراً في منتهى الغباء !! وعندما يموت الفرد بيولوجياً فإن البدن يتحلل بعد فترة ليرجع إلى دورة الطبيعة، ولاغرابة عندما نسمع أبو العلاء المعري ينشد:

رب لحدٍ قد صار لحداً مراراً ضاحكٌ من تزاحمِ الأضداد
خفِّف الوطءَ ماأظن أديم الأرض إلا من هذه الأجســــــاد

إن العنصر الواحد مثل حديد الدم، أو فوسفور المخ، أو يود الدرق، أوكلس العظام ؛ مصيره في النهاية إلى التراب، إلى دورة الطبيعة، ليعاد تشكيله واستخدامه من جديد، في غاية جديدة، ونشأة مستأنفة وعالم محدث وخلق مبتكر، قد يكون بشراً جديداً، أو أنسجة حيوان، أو محتويات خلية نباتية، فأجسادنا الزائلة جاءت من الطبيعة، وهي تيمم شطرها مرة أخرى إلى التراب (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) (7)، والذي حصل مع الموت اتسم في الواقع بصفتين جوهريتين، سبقت إحداهما الأخرى، فأما الخلل الأول بعد الموت والذي يطرأ على الإنسان فهو (توقف الوظيفة) فيتحول الإنسان إلى صورة جامدة، لايبكي ولايضحك، لايتألم ولايحس، لايتكلم ولايسمع، فإذا استقرت هذه الحالة انتقل إلى الحالة الثانية وهي (تحلل الشكل) فالميت مثل النائم، يبقى في الفترة الأولى محافظاً على شكله، بل يبقى اللحم حاراً ولساعاتٍ بعد الوفاة، كما تبقى بعض الخلايا حية، بل قد تنمو الأظافر شيئاً ما، ثم يسيطر الموت فتبدأ (علاقات) الأنسجة بالتفكك و (ارتباطات) الخلايا بالتمزق النهائي، كي يتفكك الجسم تماماً إلى وحداته الأولية. والمجتمع عندما يبدأ الانهيار في مرحلة الموت يمر مايشبه هذه المراحل من (شلل الوظيفة) لينتقل بعدها إلى مرحلة (اندثار الشكل ودماره الكاملين).. ليتحول في النهاية إلى (كومة) من الأناسي و (خردة) من البشر لايجمعها رابط، أو يضمها مثل أعلى، أو يحدوها قيم عليا، أو ينتظمها تنسيق مشترك، فيعيش كل فرد لنفسه، أو يتحول الإنسان من (الشخص) إلى (الفرد) فيخسر ذلك (البعد) الذي منحه أياه المجتمع، حينما أضاف إلى معادلته البيولوجية (المعادلة الاجتماعية)(8)

موت الأفراد وموت المجتمعات حسب القرآن
ومن الملفت للنظر أن القرآن أشار إلى المَيْتَتَين، فذكر موت (الفرد) (وجاءت سكرة الموت بالحق) كما أشار إلى موت الأمم والمجتمعات (لكل أمة أجل) (9) فالأجل هنا جماعي وليس فردي. فالآجال إذاً نوعان : منها ماهو خاص بالفرد والآخر بالمجتمعات، كلٍ من نوعية متباينة، وهذا يعني بكلة ثانية أن الأمم تموت، والدول تنتهي (10) والشعوب تفنى (11) والحضارات تباد وتنهار (12) بل إن حديث القصعة أشار أيضاً إلى طرف من هذا (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فيتحول المجتمع الإسلامي إلى مواد غذاء وتموين لبناء أجساد أخرى، عندما يختل تركيب التكوين الداخلي الاجتماعي، فتتحول طاقات الأفراد المنسابة عبر الأقنية الاجتماعية إلى مصادر تفجير لها، فتتمزق أقنية الوصل الاجتماعية، ويتهتك النسيج الاجتماعي.
جاء في كتاب ميلاد مجتمع : ((ولكن الطاقة الحيوية قد تهدم المجتمع مالم يسبق تكييفها، أعني مالم تكن خاضعة لنظام دقيق تمليه فكرة عليا تعيد تنظيم هذه الطاقة وتعيد توجيهها فتحولها من طاقة ذات وظائف بيولوجية خالصة في المقام الأول - حيث تشترك في حفظ النوع - إلى طاقة ذات وظائف اجتماعية يؤديها الإنسان حين يسهم في النشاط المشترك لمجتمع ما))(13). كما أسعفنا القرآن بأمثلة عن مجتمعات باتت مريضة تمشي باتجاه الموت، وكيف تم التصرف تجاهها، بين فتية أهل الكهف، الذين انطلقوا لتأسيس مجتمعهم الخاص بهم وضنوا حتى بالكلب أن يبقى في المجتمع السابق !! وبين موسى (ص) وهو يواجه أعظم حضارة في عصره، حيث حدد مهمته على وجه الدقة، من أنه لايريد إصلاح المجتمع الفرعوني الذي وضع الموت يده الباردة عليه، إنه يريد شعبه، الذي ينتظره أن يُدفن في الصحراء أولاً من خلال (التيه) كي يخرج من أصلابهم جيل لايعرف غير الشمس والحرية، وهو الذي لن يرتعد من (القوم الجبارين) الذين توهمهم آباؤهم كذلك. والمثل الثالث في انفلاق مجتمع المدينة الساحلية إلى ثلاث مجموعات أمام تحدي الانحراف، نجى فيها الفريق الصغير نواة الأمة الجديدة، بترابط جديد للقيم، أما بقية المجتمع فتشوه الترابط الداخلي عنده، ليتحول إلى مجتمع (القردة الخاسئين) (فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) ولاغرابة لإن كروموسومات القردة تشبه 99% من كروموزومات الإنسان، ولكن الاختلاف في البناء الداخلي ولو باختلاف 1% يقلب البناء رأساً على عقب، ويحول البشر السوي إلى قردٍ خاسيء!

شهادة التاريخ في موت المجتمعات:
إن المجتمع الفرعوني حينما اندثر وطواه التاريخ، وبقيت الأهرامات تشهد على حيوية شعب أصبحت في ذمة التاريخ، لم يمت أفراد ذلك المجتمع (بيولوجياً) ولم تُغيَّب عناصره الأولية في التراب، ومازال الإنسان الفرعوني (المصري) يعيش، ولكن كعنصر أولي يشارك في حضارة مختلفة، فعندما مات المجتمع الفرعوني تحول أفراده إلى عناصر أولية و (طوب) أو (لبنات) امتصها مجتمع زاحف نامي متفوق، كوَّن بها نفسه من (لبنات) المجتمع الميت، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهكذا تحول المجتمع (الفرعوني) إلى مجتمع (روماني)، ثم مات بدوره ليتحول إلى مجتمع (إسلامي) وهكذا طوى التاريخ بين جنبيه مجتمعات تترى، ضمها قبر التاريخ وضريح الحضارات (ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين) مثل المجتمع اليوناني والقرطاجني والازتيك والإنكا والوبيخ والفرعوني الخ... ((هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا)) (14)

تحليل يومي تشريحي لحركة المجتمع:
ومن خلال البانوراما التي استعرضناها من القرآن والتاريخ وعلم الاجتماع والكيمياء العضوية والبايولوجيا بل وحتى علم الأدوية، نتوجه لتسليط الضوء على فكرة (السلسلة الذهبية) كي نفهم في ضوئها معنى الموت الاجتماعي، وتقطع شبكة الربط الحضارية !!
مامعنى أن (معاملة) ما في أي قطاع اجتماعي لاتمشي إلا بطريقة (الدفع المتتابع المستمر) مع شيء من المقبلات من (الوساطة)؟؟!! إن هذا المرض خطير للغاية، ومؤشر لأزمة اجتماعية، فالعملية الاجتماعية أياً كانت هي _ إن شِئنا أم أبينا _ وحتى تنجز تتكون من سلسلة من الأفعال الاجتماعية، يقودها الأفراد الاجتماعيون، من خلال معادلة (حق - واجب) أي أن الواجب الذي يؤديه فرد في سلسلة (آ) ستكون له حقاً
في سلسلة (ب) مثل العلاقة بين (علاج طبي لمريض) و (استخراج رخصة قيادة سيارة في مصلحة المرور) و (نقل رسالة بريدية) فالعملة أي (الخدمة الاجتماعية) هي عملة ذات وجهين (حق - واجب) فما كان حقاً لفرد هو واجب للتأدية في ذمة آخر.
هذه العملية الاجتماعية مهمة في كل (حلقات السلسلة) بمافيهم الفرَّاش وحامل الأوراق، لإنه يكفي أن (تنام) المعاملة في (درج) أو يضطرب التعقيم في مرحلة طبية، أو يهمل أي موظف الخدمة الاجتماعية، أن تضطرب السلسلة كلها وتحل الكارثة !! وهذه الحقيقة القاسية والمؤسفة هي لب العملية الاجتماعية. فإذا كانت (السلسلة الاجتماعية) مكونةً من عشر حلقات بين الرئيس، ومساعده، والسكرتير، والموظف المتلقي، وحامل الأوراق، والمدقق، والناسخ، والضارب على الآلة الكاتبة، وصاحب الكمبيوتر، والجالس خلف سنترال التلفون. يكفي أن تضطرب (حلقة واحدة) وحلقة واحدة فقط لاغير، من هذا السلسلة كي يختلَ العمل بأكمله، وهذه المشكلة هي أس الأسس في التركيب الاجتماعي، فعندما يكون الموظف متسلِلاً بدون إذن (15) والساعي مهملاً، والمدقق نعساناً، والناسخ فوضوياً، والجالس على الكمبيوتر جاهلاً، والقاعد خلف السنترال نائماً؟! يكفي الخلل في (حلقة مفردة يتيمة) ولو كانت كل (السلسلة) من الذهب الخالص و24 قيراط، أن تحل الكارثة وتقع المصيبة، وتتوقف السلسلة أن تمر بها (السيالة الكهربية) الاجتماعية، وبذا ينطفيء الضوء الاجتماعي، ويذهب نوره، وتحترق الآلات ويعم الخراب، وتسود الفوضى، ويبدأ المجتمع في التحول إلى مجتمع... نفسي نفسي.
إن هذه الحقيقة المرة والموجعة هي الإصابة العصبية الاجتماعية الكبرى، والتي تحول المجتمع إما إلى (مشلول) بانقطاع العصب، أو متشنج مضطرب بإصابة العصب الجزئية، مشلول عندما يعطب العصب بالكامل فلايمرر السيالة العصبية الاجتماعية، ومتشنج بعدم تناسق عضلات الفعل الاجتماعي في اضطراب مرور السيالة العصبية حسب نسبتها ومقدارها.

موت المجتمع لايعني بالضرورة فناء الأفراد
إن النزول إلى ساحة العمل الاجتماعي مرهقة إلى أبعد الحدود، مزعجة إلى حد المرض، مضيِّعة للوقت بدون مبرر (لإننا ملوك الزمان) بل وتأكل الكرامة الإنسانية أحياناً، فلا موظف يبقى خلف طاولته، ولاعامل يبقى مرتبطاً إلى عمله، والدخول إلى الطرقات هو النزول إلى ساحة الحرب يحمد الفرد فيها اللهَ في نهاية المطاف على السلامة، وملاحقة المعاملات جولة في بلاد(أليس للعجائب) و(عبقر) للجن، وإنجازها وكأنها إزاحة جبل، والسر في هذا هو تقطع (نقط الاتصال والالتحام الاجتماعية) بين (حلقات) السلسلة الذهبية التي أشرنا إليها، فلا تعود ذهبية بل تتحول إلى سلسلة تنك، وحديد صدأ، والصدأ على كل حال يعني التفكك والعودة إلى حالة (الخام الطبيعي)، فإذا اضطربت (السيالة الكهربية) الاجتماعية، وتقطعت حلقاتٌ متعددة، من سلاسل شتى، كان مؤشراً خطيراً لتدمير النسيج الاجتماعي، وكان معناه أن المجتمع يبدأ يكف أن يكون مجتمعاً، بل يتحول إلى (مُجمَّع هزيل) و (مافيات اجتماعية) وحوضاً مرعباً لسمك القرش وقنافذ البحر والاخطبوط الاجتماعي، وهذا المرض لن يقف عند هذا الحد بل سيقضي في النهاية حتى على تلك الجزر الطافية هنا وهناك في الاوقيانوس (المحيط) اللاجتماعي المتخبط، كما كانت حالة الامبراطورية الرومانية في العصور الوسطى، وفي النهاية يصبح المجتمع أمام طريق مغلق، وعليه أن يولد من جديد، إما بحزمة قيم جديدة بالولادة الروحية الجديدة كما فعل الإسلام مع (البشر الخام) في الجاهلية، حيث لم يكن يهم (طرفة بن العبد) إلا قدحاً من الخمر، وقتالات طائشة، وممارسة الزنا مع بنات الهوى (16) أو الذوبان والاختفاء الكامل في مجتمعات قوية متفوقة، واندثار ثقافة المجتمع (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم) وقد حدث هذا في التاريخ ويتكرر.

مجتمع (مضخة الماء) والمجتمع الكهربائي والالكتروني:
ماالفرق بين مجتمع ومجتمع؟؟ هناك ثلاث أنواع من المجتمعات فيما لو أردنا استخدام المصطلحات العصرية !! مجتمع (مضخة الماء) والمجتمع (الكهربائي) و (الالكتروني)، فعندما لاتمشي المعاملات إلا بطريقة (الدفش المتتابع المستمر) !! فهي تعود إلى مجتمعات (مضخة الماء) فالماء يتدفق طالما بقيت اليد ملتصقة بالذراع الحديدي، فإذا توقفت عن(الدفش) انقطع الماء وتوقف الخير !! وهكذا فالمعاملة التي تقف مباشرة قبل هدفها بملمتر واحد ؛ لاتصل إلى هدفها بدون (الدفعة الأخيرة) ويعتبر كل جهد سابق وكأنه لاشيء، فلا تولد أو ترى النور بدون الحقنة الأخيرة !! أما المجتمع (الكهربي) فهو الذي يتحرك بكبس الأزرار، فتمشي المعاملة لوحدها بدون متابعة إلى مقرها الأخير، بسبب قوة كل حلقة من (السلسلة الذهبية)، وهكذا تولد كل معاملة وصاحبها مطمئن إليها طالما حركَّها، وهو الذي لمسناه في الماكينة الاجتماعية الغربية أثناء العيش بينهم، وهي من أسرار تفوقهم وقوتهم، فلاتحتاج أي معاملة إلى متابعة أو ملاحقة، فضلاً عن نشوء مؤسسات خاصة في المجتمع لمثل هذه الوظائف الطفيلية (تخليص المعاملات - متابعة الجوازات - تحصيل الديون الفوري؟؟!!) أما المجتمعات المستقبلية مجتمعات (النبض الالكتروني) فهي تلك التي تتربع على عرش الالكترونيات، ويفتح لها القرن الواحد والعشرين ذراعيه للاحتضان، من مثل المجتمع الياباني (17) وحتى يمكن نقل المجتمع من عصر (مضخة الماء) إلى (الفعل الكهربي) فضلاً عن (التوهج الالكتروني) فإنه يتوقف على اتصال عناصر العملية الاجتماعية، فإذا أدى أحد (حلقات) السلسلة عمله بفعل (جذبي بانتكاس داخلي) قعد المجتمع وانشل، وإذا تحول إلى روح (الواجب وضمن المراقبة المتقابلة المزدوجة وبآلية النقد الذاتي) تحول إلى مجتمع (حركة الكهرباء) فإذا قفز إلى روح (المبادرة) أصبح بسرعة الومض الالكتروني !! ولله في خلقه شؤون.

ثمن الانهيار الاجتماعي
مع تمزق شبكة المجتمع يدفع كل عناصر المجتمع الثمن ومع كل فوائده المركبة، حتى من هم في قمة الهرم الاجتماعي، والسبب بسيط هو أن (الماكينة الاجتماعية) لاتعمل، حتى الأوامر التي تأتي من فوق تفقد حرارتها كلما نزلت إلى أسفل، فتتباطيء ويتوقف الانتاج، وكأنها مثل القانون الثاني في الديناميكيا الحرارية، فهي تبرد مع الوقت، والتحرك باتجاه المحيط، أي أن الفعل الاجتماعي يتحول من فعل (واعي إرادي) إلى عمل (فيزيائي) وشتان بين الإرادة والمعدن، والحي والجماد، والفعل والانفعال، والطبيعة والإنسان، في حين أن المحافظة على الشبكة الاجتماعية يجعل الحياة سهلة لكل واحد فيها، ممتعة لكل فرد، حلوة لكل من يشارك في نشاطها، ولعل هذا هو الذي قصده القرآن حين ربط بين مفهوم (الاستقامة) والفائض في الحياة الاجتماعية (غدقا) (وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقاً) (18)

مثل انكليزي معبر:
يقول المثل الانكليزي أن هناك قصة طريفة جرت لأربعة أشخاص أسماؤهم (كل واحد) و (أي واحد) و ( لا أحد) والرابع كان اسمه (بعض الناس)، وكان هناك أمر مهم يجب أن ينجز . فُسئل (كل واحد) كي ينجزه، إلا أن (كل واحد) كان يتوقع من زميله (بعض الناس) أن يقوم به، إلا أن (بعض الناس) غضب لإن المهمة كانت مهمة الزميل (كل واحد)، إلا أن (كل واحد) فكر أن (أي واحد) يمكن أن يؤديها، ولكن الزميل (لا أحد) تحقق أن (أي واحد) يمكن أن يفعلها، وبذلك كانت المحصلة أن (كل واحد) لام (بعض الناس) لإن (لا أحد) فعل ماكان يجب أن يفعله (أي واحد) !!!
THIS IS A STORY ABOUT FOUR PEOPLE NAMED (EVERYBODY) , (SOMEBODY) , (ANYBODY) , AND (NOBODY).
THERE WAS AN IMPORTANT JOB TO BE DONE AND (EVERYBODY) WAS ASKED TO DO IT. (EVERYBODY) WAS SURE (SOMEBODY) WOULD DO IT. (ANYBODY) COULD HAVE DONE IT. (SOMEBODY) GOT ANGRY ABOUT THAT , BECAUS IT WAS (EVERYBODY) ,S JOB. (EVERYBODY) THOUGHT (ANYBODY) COULD DO IT BUT (NOBODY) REALIZED THAT (EVERYBODY) WOULD,NT DO IT. IT ENDED UP THAT (EVERYBODY) BLAMED (SOMEBODY) WHEN (NOBODY) DID WHAT (ANYBODY) , COULD HAVE DONE.

قصة الملك وشعبه المحب:
وتحكي القصة أن ملكاً أراد اختبار محبة شعبه له، بأن نصب في الميدان العام للبلد حوضاً كبيراً، وطلب من كل فرد عربوناً لحبه قدحاً صغيراً من العسل، وفي اليوم التالي كان الحوض فارغاً، لإن كل واحد فكر بنفس الطريقة : ((وماالذي سيؤثر في الوعاء الكبير أن ينقص منه قدحي الصغير !!))


مراجع وهوامش :
(1) الإنذار مصطلح طبي عن توقع حالة المرض للمستقبل
(2) جاء في كتاب (ميلاد مجتمع) لمالك بن نبي - ترجمة عبد الصبور شاهين - إصدار ندوة مالك بن نبي - ص 15 : ((المجتمع ليس مجرد مجموعة من الأفراد، بل هو تنظيم معين ذو طابع إنساني، يتم طبقاً لنظام معين، وهذا النظام في خطوطه العريضة يقوم بناء على ماتقدم على عناصر ثلاثة : 1- حركة يتسم بها المجموع الإنساني 2 - إنتاج لأسباب هذه الحركة 3 - تحديد لاتجاهها))
(3) كتاب ميلاد مجتمع - المصدر السابق - ص 40 ((فقبل أن يتحلل المجتمع تحللاً كلياً يحتل المرض جسده الاجتماعي في هيئة انفصالات في شبكته الاجتماعية، وهذه الحالة المريضة قد تستمر قليلاً أو كثيراً قبل أن تبلغ نهايتها في صورة انحلال تام، وتلك هي مرحلة التحلل البطيء الذي يسري في الجسد الاجتماعي))
(4) يراجع كتاب (التحضير للقرن الواحد والعشرين) تأليف باول كندي - النسخة الانكليزية ص 193، ويذكر المؤرخ أن دخل الفرد كان في البلدين عام 1960 م 230 دولار في السنة ليصبح اثني عشر ضعفاً للكوري ويبقى الغاني راوح مكانك
(5) يراجع قصة الميكروب تأليف (بول دي كرويف) - ترجمة أحمد زكي - لجنة التاليف والترجمة والنشر - بحث الرصاصة المسحورة ص 339
(6) سورة ق الآية 4
(7) سورة طه الآية رقم 55
(8) يراجع في هذا التحليل القيم لاوسفالد شبنجلر في أفول الغرب عن مفهوم كم البشر الذي تضم خليطه المدن العالمية الكبرى بدون أي رباط قيم
(9) راجع الآية رقم 49 من سورة يونس : لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون وراجع الآية رقم 19 من سورة ق : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد
(10) أشار ابن خلدون في مقدمته أن الهرم إذا نزل بدولة فلايرتفع لإن لها أجل طبيعي راجع المقدمة ص 293 - 294
(11) راجع القصة المروعة لفناء شعب الوبيخ في شمال قفقاسيا من خلال القصة الدرامية (آخر الراحلين)
(12) راجع مختصر دراسة التاريخ للمؤرخ البريطاني توينبي عن انقراض 23 حضارة من أصل 28 حضارة مرت على ظهر البسيطة
(13) مالك بن نبي المصدر السابق ص 100
(14) ميلاد مجتمع - ص 8 : ولقد تكون الاستعارة في صورة أخرى عندما تكون الحالة إعادة تركيب أنقاض مجتمع أو مجتمعات اختفت، ومن أمثلة ذلك أن المجتمع الروماني امتص في سبيل بنائه كثيراً من المجتمعات التي اختفت مثل المجتمع الغالي بعد معركة اليزيا والمجتمع القرطاجني بعد معركة زاما والمجتمع المصري بعد انتصار القيصر على بومبي، وحضارة الازتيك عاشت في أمريكا الوسطى والانكا في أمريكا الجنوبية وكلاهما دمرهما الأسبان، أما شعب الوبيخ فقد دُمر بيد روسية عثمانية مشتركة !! راجع قصة آخر الراحلين
(15) تأمل الآية من سورة النور رقم 62 - 63 وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يستأذنوه.... قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا
(16) يراجع في هذا معلقة طرفة بن العبد ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى...... وجدك لم أحفل متى قام عودي.. شربة الخمر التي يعلوها الزبد+ الكر في الحروب الفارغة + والبهكنة (الفتاة الناعمة) للمتعة الرخيصة
(17) يراجع في هذا كتاب آفاق المستقبل - جاك أتالي - عن تحول القلب الصناعي في المحيط الهادي باتجاه طوكيو وكذلك كتاب (اليابان الذي يستطيع أن يقول لأمريكا لا) تأليف عضو الدايت الياباني (شينتارو إيشيهارا)
(18) السورة الجن الآية 16.