تبنى الرئيس حسنى مبارك في خطابة يوم 24/12/2006 بشان التعديلات الدستورية مبدأ المواطنة، وإن صدقت نوايا الرئيس فهذا يعنى أن مصر ستصبح لكل المصريين quot; ليست لفئة ذات دين أو لون معين بل لكل المصريينquot; وتبنى أيضا عدم إقامة أحزاب ذات صبغة دينية ونقاط كثيرة طرحها الرئيس مبارك واهم ما بها المواطنة.
ولا اعرف لماذا انتابتني حالة هستيرية من الضحك على مبدأ المواطنة الذي يسعى الرئيس لإحيائه بعد موت 25 سنة من حكم الرئيس و55 سنة من انقلاب العسكر وتوقعت أن يغير اسم الحزب الوطني إلى حزب البعث quot;لإحيائه فكرة المواطنة بعد موتها على يد حزب الرئيس شخصيا quot;.
وأخذت نفسي الأمارة بالسوء تسرد شريط المواطنة منذ 25 سنة وكيف عانى ويعانى أقباط مصر في الداخل من اضطهاد وتعصب وتفرقة وكيف مزق سيادة الرئيس وحاشيته ثوب المواطنة ولطخوا ثوب مصر العريقة أمام العالم فعلى سبيل المثال لا الحصر.
* بكاء الرئيس مبارك على الشهيد محمد الدرة اثر قتله برصاص أحد الجنود الإسرائيليين يوم 28 ديسمبر سنة2000؟!
وتذكرت ظهور الرئيس حسنى مبارك في التليفزيون ذاكرا quot; لقد تأثرت وبكيت على الطفل الشهيد محمد الدرة !! ووسط هذه الأحداث المؤلمة تذكرت رئيس مصر الذي لم تهتز له شعرة واحدة ولم يتحرك له جفن يوم استشهاد الشهيد جرجس اسعد شحاتة ذات الأعوام التسعة وحيد أمه يوم 19/1/2005 في العدسات من الخوف .
* وعدم بكاء الرئيس يوم شقت الفأس رأس الشهيد كمال شاكر مجلع وتوفى في مستشفى الأقصر quot; وتعجبت أين كانت المواطنة التي يتحدث عنها الرئيس ألان ! quot; وأين دموع الرئيس؟ !!.
* ويوم قتل 21 قبطيا واثنين منهم تم حرقهما وسط الحقول في الكشح في شهر يناير سنة 2000واليك صور الشهداء
http://www.amcoptic.com/kosheh_irhab/el_kosheh_picture.htm
* ويوم ذبح الشهيد نصحى عطا الله جرجس يوم 14/4/2006 في كنيسة القديسين بالإسكندرية على يد صلاح عبد الرازق quot; المجنون المبرمجquot; - ببرنامج أمنى أخواني محكم ومنظم بين أمن الإسكندرية والإخوان المسلمين.
* ويوم استشهاد القس ميخائيل إبراهيم من طحا الاعمدة مع اثنين من خدام الكنيسة بإلقائهم في ترعة الإبراهيمية الساعة الواحدة والنصف فجرا يوم 1مايو 2004 بقيادة الضابط احمد الكيلانى أمن دولة بالمنيا اثر إصلاحهم سور الكنيسة بعد وقوع شجرة علية.
*و يوم هجوم القوات المسلحة على مقابر الأقباط في أبو زعبل.
* ويوم هجوم القوات المسلحة على دير بطمس
* ويوم هجوم الشرطة لهدم دير الأنبا انطونيوس أول دير في العالم.
* ويوم هجوم الغوغاء والدهماء على شركائهم في الوطن في العياط والإسكندرية والمنيا....الخ.
كل هذه الأحداث دارت بنفسي الأمارة بالسوء والتي لا تحمد ولا تشكر واسمعها تنطق داخلي ساخرة هل تصدق حديث الرئيس؟! لماذا لا تتعلم من الأحداث السابقة؟! وأحاول أن أهدئ من سخريتها وتمردها داخلي محدثها المهم ألان الرئيس قال وكلمة الرؤساء لا ترد quot;.
فتزداد سخريتها داخلي بعنف ذاكرة أمثلة حية هل نسيت بان الرئيس أمر بتحويل ترميم الكنائس للمحافظين وتعقدت الأمور اكثر وانكشفت الخطة اللعينة بان ما كان يحتاج لإمضاء شخصا واحدا أصبح يحتاج عشرات الأشخاص وبدل من متطرف اصبح 100 متطرف !! ،
و أحاول جاهدا الانتصار على نفسي بالصراخ عاليا مخاطبها ولكن الرئيس سيحقق المواطنة لكل المصريين، أجدها تزداد سخرية مستنكرة أين دموع الرئيس من شهداء الأقباط؟!أين كان الرئيس منذ 25 سنة؟! أين كان الرئيس في انتخابات مجلس الشعب عام 2005؟! وأين كانت المواطنة بترشيح 2 فقط أقباط من 444؟! لماذا لم يطلب الرئيس تمثيلا عادلا للأقباط كما طلب للمرأة أيضا؟! أحاول أن أقنعها بكلام الرئيس والمواطنة و أجدها تقنعني بالواقع المرير و صدق رؤيتها وصواب رأيها في تحدي قاسى.
إن كان الرئيس فعلا جاد لتطبيق المواطنة فليبدأ بإلغاء المادة الثانية للقضاء على التطرف والتعصب ضد الأقباط ! هذه المادة التي حرمتهم من حقوقهم المدنية والدينية والسياسة والاقتصادية وعاشوا غرباء في وطنهم الأصلي.
فهل يصدق الرئيس آم لا؟
هل سينطبق على كلام الرئيس quot; كلام الملوك والرؤساء لا يرد quot;
وهل وهل وأسئلة أخرى كثيرة تحتاج لإجابة شافية؟
وأملى أيضا من كل الكتاب الليبراليين والمستنيرين في العالم العربي أن نساهم معا في حملة لهدم حصون التفرقة ومخابئ و أنفاق وسراديب الإسلاميين بإزالة أسباب التطرف والاضطهاد من دستور بلادنا المقنن في مصر بالمادة الثانية.
وأنا كلى ثقة بمشاركة كتاب لهم عقل ورؤية وصدق مع النفس لرفع الظلم عن اكبر الاقليات في العالم العربي ولتنطلق بلادنا نحو التقدم والنمو والازدهار ويتم القضاء على الفتنة و أسبابها بإزالة المادة الثانية من الدستور.
ولتنتهي الخطوط الحمراء والصفراء وأيضا الخطوط اللي فوق واللي تحت وتصبح المواطنة والانتماء لمصر هو الأساس ونعيش في مصر مواطنين بدون تمييز بسبب الدين وتكون أحاسيس الرئيس صادقة ودموعه أمينة لا تفرق بين محمد الدرة ومرقص أو كوهين مادام المصيب لمصري ونغلق الأنفاق والسراديب التي تسمح بدخول المتطرفين من الإسلاميين والأخوان المتطرفين باسم الدين.
وحينما تكون المواطنة فوق الدين يكون الرئيس صادقا ويسقط المهدى عاكف والإخوان ويهرب من مصر إلى ماليزيا أو تركيا ولن يجد من يرحب به صدقا للمثل المصري quot; اللي مالوش خير في أهلة مالوش خير في غيرة quot;.
ومع رحيله ستصاحبه الطزات الثلاثة التي يستحقها.
[email protected]