(الصورة مأخوذة عن موقع العربية فى 2007-02-03)


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/2/208743.htm


عندما قرأت الخبر فى موقع إيلاف (رابط الخبرأعلاه)، عرفت أن هذه فرصة ذهبية لأى كاتب ساخر لإستثمارها، وهى فرصة تاريخية لا تتكرر كثيرا فى تاريخ الأمم، لذلك رأيت أن أستغل مثل هذه اللحظة الحاسمة فى تاريخ أمتنا العظيمة، وأقول quot;تسالى يا لبquot;، وهو النداء الذى كنت أسمعه عندما كنت أركب القطار فى مصر، والدرجة الثالثة فى قطار مصر هى سوق قرية متحرك، تجد فيه بائعى اللب والفول السودانى وquot;البيض والسميط والجبنةquot;، كما تجد بائعى سندويتشات الفول والطعمية، ولا أدرى ماذا يبيع الباعة المتجولون الآن فى قطارات مصر، ربما يبيعون أجهزة الموبايل المستعملة وكروت الموابيل وشرائط مشايخ الحداثة، وهى خدمة لا يعادلها خدمة أخرى حيث تصل إليك كل المنتجات أثناء سفرك، وأحيانا تجد أقفاص الفراخ والبط والوز، وحلل الزبدة البلدى وصوانى الفطير المشلتت.

وأن يحدث قزقزة لب فى البرلمان المصرى، فهذا شئ لا غبار عليه، ففى البرلمان يجتمع ممثلو الشعب، لذلك لابد أن تكون الصورة داخل المجلس مماثلة لما يحدث خارج المجلس وإلا فقد المجلس مصداقيته وشرعيته، وأعتقد أن الدكتور نظيف عندما كان يقزقز اللب إنما كان يهدف إلى الوصول إلى quot;لبquot; الموضوعات التى يناقشها المجلس !! وأنا لم أتشرف بالدخول إلى قاعة البرلمان المصرى، ولكنى أتخيل أن الدكتور أحمد نظيف (وهو رجل أقدره تماما ) قد وجد بائع متجول تحت قبة البرلمان يسير ما بين الطرقات وهو ينادى quot;بيض، سميط، جبنةquot;، فينادى عليه الدكتور نظيف وقد قرصه الجوع من طول الجلسات، ولكنه فى نفس الوقت يرغب فى أن يتناول طعام العشاء مع إسرته فى منزله، فينادى على بائع السميط قائلا :
- أيوه يابنى ما عندكش لب ولا فول سودانى الواحد يتسلى بيهم لغاية العشاء.
فيرد بائع السميط:
- ما كانش يتعز يا دكتور، بس أنا حا أبعت لك quot;الواد برعىquot; بتاع اللب والفول السودانى، أنا لسه شايفه فى مكتب الدكتور سرو.
و يحضر الواد برعى ويعطى الدكتور نظيف قرطاس لب وقرطاس فول سودانى، ويعطيه الدكتور نظيف (إللى فيه القسمة).
ولا بد أن الدكتور نظيف (وله العذر) قد شعر بالزهق من طول خطب أعضاء البرلمان، فرأى أن يسلى نفسه بدلا من أن يضبط وهو نائما (أو واخد تعسيلة)، فالدكتور نظيف متعود على إيقاع الكومبيوتر السريع وعلى إيقاع ثروة المعلمومات lsquo; حيث كان أول من طور الحكومة المصرية وأدخلها فى عصر طريق المعلومات السريع.
وحرصا من رئيس البرلمان الدكتور فتحى سرور (وهو رجل قانون) لا يعرف الكثير عن ثورة المعلومات وثورة الكومبيوتر ولكن حرصا منه على مجاراة الدكتور أحمد نظيف، قرر أن يحدث ثورة فى عالم (التسالى) بأن سمح لبائعى اللب والفول السودانى بالدخول إلى أعرق مجلس تشريعى فى الشرق الأوسط، وذلك إستجابة لسرعة العصر، عالم الوجبات السريعة، وتوصيل الطلبات للمنازل من معلومات وجبنة رومى وبيتسا، فلم لا يتم توصيل quot;اللبquot; للبرلمان، واللب لمن لا يعرف يساعد على تهدئة الأعصاب، فى عالم أصبحت الأعصاب مشدودة فى مصر كوتر كمان حساس، والدكتور أحمد نظيف أكثر مسئول فى مصر يحتاج إلى هدوء الأعصاب.

وقد يقول بعض الخبثاء أن صورة قزقزة رئيس وزراء مصر اللب تحت قبة البرلمان إنما تبدو صورة عبثية لإحدى رسومات سلفادور دالى، ولكن هذا غير صحيح وإشاعات الغرض منها النيل من سمعة مصر، ولكن كما قلنا البرلمان يمثل ما يحدث خارجه، فهذا البرلمان لا يعدو عن كونه إحدى (قهاوى) مصر العديدة حيث يتكلم الناس عن مشاكلهم بالساعات بدون أن يكون لهم حول ولا قوة فى محاولة حلها، أو حتى الرغبة فى حلها، وإنما يستمتعون بالشكوى وإلقاء المسئولية على ضمير الغائب (همه) بقولهم (همة ليه ما بينضفوش الشوارع، همة ليه ما بينزلوش الأسعار، همه ليه سايبين الرشاوى فى كل مكان، إلخ... )، ولا يدرى أى شخص فى مصر من المقصود بضمير الغائب، quot;همهquot;، ويبدو أن البرلمان والحكومة أيضا لا تعرف من المقصود ب (همه).
....

وقد سمعت أن أحد أعضاء البرلمان من المعارضة قد قدم إقتراحا :quot;لمنع قزقزة أو بيع اللب والفول السودانى تحت قبة البرلمانquot;.
وقد إستطاع أعضاء الحزب الحاكم هزيمة هذا الإقتراح هزيمة ساحقة، بأغلبية 307 عضو مقابل 30 عضو، مع إمتناع 95 عضو عن التصويت (لأنهم كانوا يقزقزون اللب وقت أخذ الأصوات) !!


[email protected]