عن طريق الصدفة المحضة تابعت جزءا من المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمانة ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي الذي أنهى مؤخرا في العاصمة البحرينية (المنامة) لقاءات الدورة الثامنة عشرة له في ظل إستهجان و رفض شعبي و نخبوي بحريني له و مقاطعة خليجية لأعماله و لبياناته و لكل القرارات العنترية الصادرة عنه و التي لا تعبر في النهاية إلا عن إفلاس منهجي و مبدأي و تاريخي، و عقم في المقررات و التوصيات و كل شيء، فقد بدأ هذا المؤتمر و أنتهى شاحبا بائسا و سقيما يعبر خير تعبير عن حال الأمة البائس و السقيم وسط سياسات النفاق و المداهنة و اللعب على كل الحبال و الحسرة المفرطة على رحيل الأنظمة القمعية و الشمولية و الحزبية الفاشية التي كان جل حضور ذلك المؤتمر من أنصارها أو رجالها...
وقد طرح أحد الصحفيين سؤالا على الأمين العام الحالي للمؤتمر و هو السيد المحامي المغربي المنشق عن حزب الإتحاد الإشتراكي و أحد أنصار نظام صدام البائد بل أنه أحد أعضاء هيئة الدفاع عن نظام صدام و التي لا تمتلك أي دفاع حقيقي الرفيق (خالد السفياني)! و كان السؤال حول موقف المؤتمر القومي من معاناة الشعب العربي في إقليم الأهواز العربي المحتل إيرانيا منذ عام 1925!! وهنا و بعد إرتباك لم يطل كثيرا رد السفياني على السؤال عبر إيراد الإسطوانة المعروفة حول ضرورة معاداة التحالف الأميركي/ الصهيوني و إسقاط أصحاب المشروع الصهيوني في المنطقة العربية وهو يقصد بالضبط الحكومة العراقية رغم أن تلك الحكومة لم تقم حتى اللحظة علاقات رسمية مع الإخوة الصهاينة!! و لم تفتتح في بغداد السفارات و لا البعثات و لا الممثليات التجارية و لم ترفع راية (نجمة داود) فوق سماء بغداد!! و السفياني أكثر من غيره يعلم تماما أين تقع تلك السفارات و الممثليات و المندوبيات و أين تقع بالضبط قواعد (العديد) و (السيلية) و أين مقر القيادة الوسطى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط ؟ و كيف زار العزيز (شيمون بيريز) قاعدة الجزيرة التحررية و تجول في سوق (الهندي) و (الأفغاني)!! فضلا عن زياراته لعواصم عربية عديدة لم تكن من بينها بغداد بطبيعة الحال!!!.
المهم أن السفياني رد على السؤال بقوله :(إننا لا نريد خلق صراع عربي/ فارسي) بل عربي / صهيوني!! و من العجيب أنهم في المؤتمر القومي وغيره يهاجمون الدور الإيراني في العراق مستحضرين كل أدوات النزاع الطائفية و مشككين بعروبة وولاء شيعة العراق و العالم العربي و لكنهم في قضية الشعب الأهوازي تكون إيران دولة مساندة للحق العربي ؟ فهل سمع أحد بأكثر من هذا المثال في إزدواجية المعايير ؟ عروبة العراق تكون في خطر داهم من التدخل الإيراني الأمني و المخابراتي و السياسي في إطار حربها مع الغرب، بينما عروبة الأهواز المسحوقة تحت الأقدام الفارسية منذ أكثر من ثمانية عقود لا تستحق التوقف و النظر و التأمل أو حتى العتب!!، و لكن الشيء المؤكد في هذا الملف هو أن السيد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي لا يعلم أي شيء عن أبجديات القضية الأهوازية!! لأنه بعيد كل البعد عن ذلك الملف ؟ و لأنه وهذا هو المهم لا يفرق كثيرا بين كلمة (الأهواز أو الأحواز) و بين الرقصة البربرية الشعبية المعروفة لدى قبائل جبال أطلس الكبير (أحواش)!!، فالسفياني في واد و قضية الشعب العربي في الأهواز في واد مختلف تماما، فما يهم السفياني و تجمع المؤتمر القومي البيروتي من بقايا ديناصورات الفكر القومي الفاشي الطائفي هو نشر الأحقاد الطائفية و الدفاع عن الفاشيات البائدة ما رحل منها و ما ينتظر.. أما نصرة عرب الأهواز و الدفاع عن العروبة المسحوقة فهو آخر إهتمامات مناضلي الفنادق القومية ذات الخمسة نجوم .. لا نقول لذلك المؤتمر القومي و لأهله سوى عبارة .. و الله حالة ... و الله طرطرة...!! و على الأمين العام أن يفرق بين (الأهواز) و (الأحواش)... تلك هي المسألة!.
[email protected]