إنها صرخات مسيحيي العراقموجهة للمسؤولين وكل القيادات السياسية والدينية. صرخات لخصها في أربيل بكريق الكنيسة الكلدانية صموئيل دلي. وكانت أبلغ تلخيص لمأساة

المسيحيون في العراق
االكلدو ـ آشوريين والأكثر إثارة للألم والغضب والاحتجاج.
لقد كنا مع عدد من الكتاب العراقيين المسلمين نكتب باستمرار على مدى السنوات الأربع منذ سقوط صدام، نشجب وندين الاعتداءات التي كان يتعرض لها المسيحيون والصابئة المندائيون. كانت البدايات عدوانا على محلات بيع الخمور ومن المسيحيين وعلى أشخاصهم أمام عدم اكتراث القوات الأمريكية في بغداد والقوات البريطانية في البصرة ومدن الجنوب. وتطورت الحملة تدريجيا للاعتداء المتكرر على الكنائس في بغداد والموصل وحرقها أحيانا. وتم قتل عدد من القسس واختطاف آخرين وقطع رؤوسهم بعدئذ. كل هذا، وأكثر منه، كان يجري علنا جهارا دون أن نجد من المسؤولين المتعاقبين أية عناية جدية وحازمة لوقف هذا الاعتداء المتكرر على مسيحيي العراق، الذي كانت ولا تزال تمارسه عناصر الإرهاب من كل جنس ومذهب، في وادي الرافدين، أرض الحضارات القديمة التي خط صفحاتها المسيحيون.
متى يا ترى اتخذت الحكومة أي إجراء لوقف العدوان ومعاقبة المعتدين؟ وكيف يقبل العرب والضمير الدولي أن يتسلل لأراضينا من سوريا وإيران وحدود أخرى مئات ومئات من المجرمين الإرهابيين، هذه الحثالات من عشاق الدم والقتل، ليفجروا ويقتلوا ويهجروا المواطنين، لاسيما من الشيعة والمسيحيين، وكذلك من لا يسايرونهم من ساسة السنة وأبناء العشائر السنية.
إن الجرائم التكفيرية البشعة في الدورة ضد العائلات المسيحية هي آخر جرس إنذار للحكومة وكل القيادات السياسية والدينية والمثقفين لتتحرك ضمائرهم أخيرا قبل أن لا يبقى في العراق مسيحي واحد بعد أن هاجر نصف مسيحيي البصرة وبغداد والموصل ولجأ من بقوا إلى كردستان. لماذا لم نجد فتوى دينية واحدة من مرجع ديني شيعي أو سني تدين حملة العدوان هذه، والتي ليست غير عملية تطهير ديني تستنكره قوانين الأرض والسماء؟! لماذا؟!
إن على كل عراقي ذي حس وطني وضمير إنساني أن يقوم، كل بحسب وقدرته، بالمساهمة في تنظيم الاحتجاجات والضغط المتعدد الأشكال على المسؤولين لمعالجة المأساة، التي راحت تكتب عنها الصحافة الدولية، وخصوصا بعد جرائم الدورة.
إن علينا أن نستمع بإمعان ومن القلب لصرخات رؤساء الطوائف المسيحية في العراق: quot;نطرد من بيوتنا، ونهجر قسرا من الوطن ومساكننا، ونبعد من بين إخواننا الذين عشنا معهم..quot; صرخة باسم المسيحيين توجه للمسؤولين لكي quot;يضعوا السلام والأمن والاستقرار بين أبناء الوطن ليعيشوا هذه السنوات القليلة على الأرض حسب إرادته تعالى.quot;
سطور تنضح دمعا ودما أمام هول الجريمة ووحشيتها.. سطور قليلة ولكنها تدعو لعدم الصمت للتحرك العاجل لنجدة أهل البلاد القدامى وبناة حضارات رائعة ساهمت في إناء الحضارات البشرية.